تحليل | سبب الأداء المزري لمنتخب البرازيل أمام كوستاريكا
أهدرت البرازيل سلسلة من الفرص التي أظهرت افتقارها للجودة في الثلث الأخير بعد تعادلها بدون أهداف مع كوستاريكا في المباراة الافتتاحية بالمجموعة الرابعة لبطولة كوبا أمريكا 2024 في لوس أنجلوس يوم الإثنين.
وتتصدر كولومبيا المجموعة الرابعة بعد فوزها على باراغواي بنتيجة 2-1 في وقت سابق لحساب المجموعة ذاتها.
واستحوذت البرازيل على الكرة بنسبة تزيد عن 75 بالمئة في الشوط الأول وألغى الحكم هدفًا بداعي التسلل لكنها عانت في اختراق دفاع كوستاريكا المنضبط والعميق.
سبب الأداء المزري لمنتخب البرازيل
لا توجد طريقة لوصف أداء البرازيل ضد كوستاريكا يوم الإثنين بالتعادل 0-0 أكثر من أنه مخزٍ، لا هوية، ولا قيادة على أرض الملعب، ولا رغبة من أي لاعب ارتدى القميص الأصفر.
ورغم أن الفريق كان يبدو أفضل في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الفوز على إنجلترا في ويمبلي والتعادل في البرنابيو مع إسبانيا، إلا أن البرازيل بعيدة كل البعد عن المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه.
ورغم أنه كان من المفترض أن تكون مباراة اليوم "نزهة" بالنسبة لهم، لكن الواقع هو أن البرازيل لم تفز بأي من مبارياتها الرسمية الخمسة الأخيرة، حيث اكتفت بتعادلين وثلاث هزائم.
المباراة كانت بمثابة عرض للهواة من السيليساو. لم يكن أحد جيدًا بما فيه الكفاية. لم يسدد ثنائي ريال مدريد فينيسيوس جونيور أو رودريغو أي كرة على المرمى.
أين قلب الهجوم؟
البرازيل أنهت المباراة بـ50 لمسة داخل منطقة جزاء الخصم، لكن الصور أعلاه توضح ما عانى منه الفريق "العمق الهجومي الحقيقي" المهاجم الذي يتمركز في عمق الهجوم ويحسم الفرص، هل تشاهدونه في الصور؟!
لم يفهم أحد من المهاجم؟ دفاع كوستاريكا وجد راحة كبيرة لأن الأدوار في البرازيل كانت غير مفهومة، هل يلعب فينيسيوس جونيور على الطرف أم كمهاجم؟! يكفي القول إن أخطر لاعبي البرازيل كان لوكاس باكيتا.
هناك رقم لافت يتمثل في أن 7 لاعبين برازيليين كان لديهم عدد أهداف فردية متوقعة أعلى من إجمالي فريق كوستاريكا الذي لم تتجاوز نسبة أهدافه المتوقعة 0.03.
كيف صنعت كوستاريكا المفاجأة؟
فشلت كوستاريكا في التسديد على المرمى في هذه المباراة، وهي المرة الأولى التي تفشل فيها في التسديد على المرمى خلال مباراة في كوبا أمريكا منذ مواجهة كولومبيا في 2 يوليو 2011.
لعبت كوستاريكا كما يقال في كرة القدم حاليًا بأسلوب "ركن الحافلة"، لدرجة أن الخريطة الحرارية للاعبي كوستاريكا تُظهر بوضوح مدى الدفاع المتأخر الذي لعبت به، ولم تلمس الكرة داخل منطقة جزاء البرازيل سوى مرتين.
بالنسبة لجوستافو ألفارو، مدرب المنتخب الملقب بـاللوس تيكوس صاحب الخبرة الكبيرة، كانت هذه واحدة من تلك الليالي النادرة التي سارت فيها الأمور حسب العمل الخططي.
من المؤكد أن كوستاريكا، التي تعتمد على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحليين، استفادت من حظها في بعض الأحيان، حيث سدد المنتخب البرازيلي في إطار المرمى، وأهدر العديد من الفرص، لكن فريق ألفارو لعب بشجاعة
قاد خوان بابلو فارجاس بخبرة قلب دفاع تكون من ثلاثة لاعبين، وخلفه باتريك سيكويرا الذي قام ببعض التصديات الحاسمة، وذكرهم بما كان يفعله الأسطورة كيلور نافاس.
يمكن القول إنها كانت نتيجة تاريخية في هذه الظروف، مع الأخذ في الاعتبار أن كوستاريكا عانت من هشاشة دفاعية لدرجة أن منتخبًا متواضعًا مثل بنما فاز عليه بثلاثة أهداف مرتين، وسجلت أمامه كل من الإمارات العربية المتحدة والمارتينيك أربعة أهداف. أما البرازيل؟ صفر أهداف!