تحليل | دليل كارثي يوضح "الحضيض" الذي وصل له مانشستر يونايتد
عاش مانشستر يونايتد ليلة "مُذلة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد سقوطه على أرضه ووسط جمهوره على يد توتنهام هوتسبير بثلاثية نظيفة، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصعد "السبيرز" إلى المركز الثامن مع تراجع يونايتد إلى المركز الثاني عشر بسبب فارق الأهداف.
وأصبح توتنهام الآن بلا هزيمة في آخر أربع مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد مانشستر يونايتد (فاز في 2 وتعادل في 2)، وهي أطول سلسلة له بدون هزيمة ضدهم في المسابقة منذ سبتمبر/ أيلول 2012 وديسمبر/ كانون الأول 2014 (5 مباريات، فاز في 2 وتعادل في 3).
في المقابل خسر مانشستر يونايتد مباراتين متتاليتين في الدوري الإنجليزي الممتاز دون تسجيل أي أهداف على ملعب أولد ترافورد لأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
نفس الأخطاء تتكرّر مع مانشستر يونايتد
في كرة القدم يُقال إنه ما من فريق كبير يخسر الكرة في وسط ملعبه وهو يجري التحول الهجومي؛ لكن اليونايتد لديه نفس المشكلة القديمة منذ الموسم الماضي التي تتعلق بلحظة تحوله الهجومي السريع فيخسر الكرة، وبالتالي هذا يترك المدافعين ولاعبي الوسط يدافعون عن مساحات شاسعة عندما يستعيد الخصم الكرة.
كان هذا واضحًا أمام توتنهام، حيث عانى مانشستر يونايتد من التحولات عندما يفقد الكرة، حيث تمكن برينان جونسون من تسجيل الهدف الأول بعد أن فاز فان دي فين بالكرة في نصف ملعبه واندفع عبر دفاع يونايتد لتمهيد الطريق للمهاجم الويلزي، وتكرر الأمر في الهدف الثاني الذي سجله كولوسيفسكي.
هذه أزمة متكررة، وفيها جزء يتعلق برعونة اللاعبين وانعدام قتاليتهم على الكرة كما ظهر في أكثر من كرة، مع تراخٍ شديد، حتى في عملية الركض ومتابعة لاعبي توتنهام، الذين كانوا يخترقون المساحات بمنتهى السهولة.
المثال على ذلك ما قدمه ماركوس راشفورد والخطأ الذي أقدم عليه في هدف توتنهام الأول، ويبدو أنه يفتقر إلى الدافع للعودة إلى الوراء والضغط، ويبدو أيضًا أنه يفتقر إلى الثقة المطلوبة لإحداث تأثير.
المواجهات الثنائية كانت حاسمة لتوتنهام، دالوت كان كارثيًا ولم يستطع إيقاف برينان جونسون، مانويل أوغارتي ليس لاعب الوسط الخلّاق وقضى المباراة يركض فقط خلف ماديسون.
في الشوط الأول بعد الطرد، دفع إيريك تين هاغ بكاسيميرو إلى جانب أوغارتي في خط الوسط وأخرج جوشوا زيركزي، ليلعب اليونايتد بطريقة 4-2-3، بوجود ماسون ماونت على اليمين، وانتقال أليخاندرو غارناتشو إلى اليسار ودخول راشفورد لعمق الهجوم.
أكبر رقم للأهداف المتوقعة في الموسم
يحتل مانشستر يونايتد الآن المركز الثاني عشر في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 7 نقاط فقط، بفارق أربع نقاط عن منطقة الهبوط، لكن الأداء الفوضوي الذي ظهر به الفريق هو ما يستحق أن نضعه تحت المجهر.
الأهداف المتوقعة لتوتنهام أمام اليونايتد اليوم، حسب الصورة أعلاه بلغت 4.67 أهداف وهو أعلى رقم في أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، أي أن توتنهام كان بمقدوره أن يفوز بنتيجة كبرى لولا الفرص المهدرة من لاعبيه وعلى رأسهم تيمو فيرنر وتألق الحارس أندريه أونانا.
ماذا عن تألق توتنهام؟
كما ذكرنا، توتنهام كان بمقدوره الفوز بنتيجة كبرى لولا الفرص المهدرة، خاصة من تيمو فيرنر الذي أهدر بمفرده أكثر من 3 فرص محققة، وفي الحقيقة فيرنر بدأ أساسيًا؛ لأن سون هيونغ مين مصاب.
ظهر العديد من النجوم في توتنهام، لكن ليس هناك أفضل من ديان كولوسيفسكي الذي قدم واحدة من أفضل المباريات لأي لاعب هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صنع كولوسيفسكي 9 فرص لتوتنهام في هذه المباراة (بما في ذلك تمريرة حاسمة واحدة)، وهو أكبر عدد فرص يصنعها أي لاعب هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كما أن الفرص الـ9 التي صنعها هذا الموسم، هو الرقم الأكبر المسجل (منذ 2003-2004) من جانب لاعب فريق زائر في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب أولد ترافورد.
كولوسيفسكي كان يلعب مع توتنهام على الجناح الأيمن منذ انضمامه إليهم في البداية على سبيل الإعارة لمدة 18 شهرًا من يوفنتوس في يناير/ كانون الثاني 2022. لكن المدرب آنجي بوستيكوغلو اعتمد عليه في وسط الميدان، ومن هنا برزت إمكانيات اللاعب، الذي أرهق دفاع اليونايتد وخط وسطه كثيرًا.