تحليل | حاول أن تقيم مباراة الزمالك وفيوتشر دون الهدف الأول!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-04-08 02:10
-
آخر تعديل:
2024-04-08 02:12
من مباراة الزمالك وفيوتشر بكأس الكونفيدرالية الأفريقية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

إثارة كبيرة شهدتها مباراة الزمالك وفيوتشر المصريين، ليضمن بعدها الفريق الأبيض العبور إلى نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية رغم تعادله على ملعبه بهدف في كل شبكة، وذلك لسابق فوز  الزمالك بهدفين لهدف خارج ملعبه في جولة الذهاب.

الزمالك وقع في مأزق بعدما تلقت شباكه هدفًا مبكرًا مباشرةً من ركلة ركنية في الدقائق الأولى من المباراة ليقضي أغلب اللقاء بحثًا عن هدف التعادل الذي يريح الأعصاب نسبيًا خوفًا من تلقي هدفٍ ثانٍ قاتل.
هدف عجيب!

مباراة الزمالك وفيوتشر شهدت حضور 30 ألف مشجع زملكاوي متحمس، سقط الهدف الأول لفيوتشر كالصاعقة بعدما أرسل جوناثان عرضية من ركلة ركنية فإذا بها تسكن شباك الحارس محمد عواد مباشرة.

سذاجة من عواد في هدف فيوتشر 

عواد معروف بضعفه في الكرات العرضية مقارنةً بأي نقطة ضعف أخرى لديه، فإذا بمدافعي الزمالك يتركونه وحيدًا أمام مهاجمين من فيوتشر كانت مهمتهما الوحيدة هي مضايقة حارس هو بالأصل يحتاج التحسن بشكل كبير في التعامل مع مثل هذه الكرات.

لم يحاول أي مدافع من الزمالك أن يقف حائلًا بين مهاجمي فيوتشر وعواد، ولم يحاول عواد طلب ذلك من زملائه، ولم يوجه المدير الفني للفارس الأبيض لاعبيه لخطورة هذا الموقف والوقوف كالمتفرجين، لذلك وقعت الكارثة التي رسمت شكل المباراة.

الاستحواذ ليس بهذا السوء!

الانطباع العام يُظهر من مشاهدة مباراة الزمالك وفيوتشر هو أن الأول قدّم مباراة سيئة وأن استحواذه كان سلبيًا في الشوط الأول، لكن في الحقيقة لو تناسيت لقطة الهدف فإن الزمالك باستحواذه المستمر منع أي خطورة لفيوتشر الذي بالفعل لم يحاول مناطحة الزمالك على الكرة، إلا أن تمركزات لاعبي الزمالك أجهضت أي قدرة للضيوف على شن مرتدات خطيرة على مرمى محمد عواد.

والحقيقة أن الزمالك لم يكن سلبيًا إلى هذه الدرجة، فرغم تحصينات فيوتشر مع خطة خليط بين الـ3-5-2 و الـ3-4-3 كانت للزمالك عدة فرص خطيرة بفضل تعامله الجيد مع الدفاع المتقدم لفيوتشر بعدما تحرك أكثر من لاعب في ظهر مدافعي فيوتشر لكن الاستلام السيئ أو الرعونة في التعامل قد حالا دون قص الزمالك لشريط أهدافه.

أولى تلك الكرات كانت عبر سيف الجزيري الذي تلقى تمريرة ساقطة خلف الدفاع لكن ترويضه المريع للكرة حال دون وضعه في موقف انفراد مع الحارس، كما كرر مصطفى شلبي نفس الأمر في إحدى الكرات؛ لكنه كان متسللًا، بينما انسل بشكل ناجح في كرة أخرى لكنه تعامل مع انفراده بالحارس بشكل سيئ بعدما سدد في جسده.

خلاف ذلك، حاول الزمالك إحداث خلخلة في دفاعات فيوتشر عبر تغيير تمركزات لاعبيه، بعدما بدل قليلًا فيما اعتاد غوميز فعله بإدخال أجنحته إلى عمق الملعب وفتح الخطوط بالأظهرة؛ لكن ذلك لم يكن السمة السائدة في مباراة اليوم، بل تم استخدام فتوح وعمر جابر -خاصةً الأول- في الدخول للعمق في محاولة لمنح جناحي الزمالك فرصة للانفراد بالظهير الجناح لفيوتشر سواء باسم علي أو جوناثان؛ إلا أن تلك الفرص لم يستغلها بشكل جيد جناحا الزمالك خاصةً مصطفى شلبي.

الزمالك وفيوتشر | تبديلات ثم هدف

مع بدايات الشوط الثاني، بدت مواجهة الزمالك وفيوتشر تسير إلى "محلّك سر"، فالزمالك لم يعد يشكّل خطورة كبيرة على مرمى فيوتشر، والأخير عاجز عن تنفيذ فكرة مدربه بالدفاع ثم شن هجمات مرتدة، بعدما تميز لاعبو الزمالك في الضغط العكسي والضغط المتوسط بشكل ممتاز قد حرم فيوتشر تمامًا من تكرار ما فعله ذهابًا.

لذلك بدأ مدربا الفريقين في إجراء التبديلات التنشيطية؛ لكن واحدًا من التبديلات التي أجراها تامر مصطفى ربما ارتدت بتأثير عكسي على فريقه بعدما أخرج "رمانة ميزان الوسط" غنام محمد؛ ليتسلم أحمد حمدي كرة بوجهه نحو المرمى في عمق الملعب ويتوغل داخل دفاعات فيوتشر ليتمكن من تسجيل هدف التعادل الذي توّج به مجهوداته الوافرة على مستوى التسلم في مناطق ضيقة من الملعب ومحاولة تطوير هجمات الزمالك لما بعد خط الضغط الثاني.

لم يعد هناك مجال لفيوتشر لمزيد من التحفظ بعد الهدف، فمسألة خطف هدفٍ ثانٍ ازدادت صعوبة بعدما لم يعد لاعبو الزمالك بنفس الاندفاع للتسجيل وتفادي سيناريو كارثي في اللحظات الأخيرة.
لذلك أدخل تامر مصطفى محترفيه إيبا ودراميه، فيما جرّب غوميز مزيدًا من المُختبرين للمرة الأولى بعد اشتراك مهاب ياسر، ثم زياد كمال الذي حوّل طريقة لعب الزمالك من 4-2-3-1 إلى 4-3-3.

قدّم جناح الزمالك مهاب ياسر ما هو مطلوب منه دفاعيًا بمساندة عمر جابر أمام محاولات تامر مصطفى للاختراق من تلك الجبهة، كما نجح في إخراج الكرة بشكل جيد في أكثر من لقطة، ضغط فيها لاعبو فيوتشر؛ لكن كان واضحًا أن تحويل طريقة الزمالك أدّت إلى انعزال جناحيه زيزو ومهاب بعد خروج أحمد حمدي وفقدان خيط الوصل بين كل الجناحين والمهاجم سامسون أكينيولا الذي حاول في إحدى اللقطات؛ لكنه دائمًا ما كان يركن للالتفاف تجاه مرماه وإيثار السلامة في عدة لقطات.

في النهاية يمكن القول إن الزمالك سيّر المباراة بشكل جيد جدًا، رغم أزمة الهدف الأول الذي وتّر الأمور وجعل كثيرين يظنون أن العملاق القاهري قدّم مباراة سيئة، الحقيقة أن لاعبيه لم يرتكبوا أخطاء كبيرة، بعد ذلك على المستوى الدفاعي باستثناء لقطةٍ فقد فيها دونغا الكرة، وكادت أن تتسبب في مشكلة، وباستثناء ذلك فإن الزمالك نجح بشكل كبير في منع أي ردة فعل واضحة من فيوتشر رغم احتساب مصطفى غربال لتسع دقائق كاملة وقتًا محتسبًا بدلًا من الضائع ومراجعته للقطتين، كان من الوارد أن تمنحا لاعبي الزمالك الفرصة لشن هجمات مرتدة مؤثرة، بعدما اندفع فيوتشر في اللحظات الأخيرة من اللقاء.

شارك: