تحليل| برشلونة استحق الفوز أمام بيلباو.. لكن دواءه هو داؤه!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-08-24
هانز فليك يقود برشلونة للفوز على أتلتيك بيلباو بالدوري الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

اعتلى برشلونة بقيادة المدرب الألماني هانز فليك صدارة الترتيب برفقة سيلتا فيغو وذلك بعدما حقق فوزًا مستحقًا على ضيفه أتلتيك بيلباو بهدفين لهدف من توقيع لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي تخللهما هدف وحيد للضيف الباسكي من توقيع أويان سانسيت من علامة الجزاء.

البارسا نجح في الفوز بعدما استحقه بفضل عرض جيد كان فيه الطرف الأفضل رغم محاولات بيلباو، فإن الفريق تمكن في النهاية من فك الاشتباك للمرة الثانية ثم المحافظة على النتيجة حتى النهاية.

هانز فليك اعتمد الـ 4-2-3-1 رسميًا

تزداد علامات استمرار المدير الفني الألماني هانز فليك في الاعتماد على طريقة 4-2-3-1 وذلك بعدما خاض بها المباراة الرسمية الثانية على التوالي.

اليوم كان بيدري هو المختلف في تشكيلة برشلونة مقارنةً بفالنسيا، وقد قدّم لاعب وسط برشلونة مباراة جيدة في الشوط الأول وعالية المستوى في الشوط الثاني مانحًا رافينيا فرصة للتحرر وتلقي التمريرات خلف خط الضغط المشغول ببيدري وليس أمامه.

رغم ذلك فإن برشلونة عانى في الشوط الأول من الاستمرارية الهجومية، فيقدم فترة جيدة ثم يتراجع الأداء ويضل طريق المرمى. حاول لامين يامال أحيانًا لكن كان تركيز بيلباو على جبهته واضحًا في ظل انعدام تأثير فيران توريس وتأخر دخول بالدي في المباراة، وعندما بدأ ظهير البارسا الأيسر في التحسن هجوميًا، تحسن مردود الفريق عمومًا.

أكثر من كان ثابت المستوى بين الشوطين هو روبرت ليفاندوفسكي الذي لم يهدأ قط طوال المباراة وكان يتمركز بشكل ذكي جدًا بين الخطوط لتلقي بعض التمريرات الطولية التي تفك الضغط العالي لبيلباو، كما تمركز بشكل ممتاز في منطقة الجزاء بشكل سمح له بالحصول على الكثير من الكرات من زملائه.

مشكلة واضحة في الدفاع

إحدى مشاكل الدفاع كانت في أن برشلونة ليس معتادًا على اللعب بثنائي وسط، كما أن أغلب عينة لاعبيه ليست فقط معتادة، بل هناك شكوك كبيرة حول قدرتهم بدنيًا على هذا الأمر.

هذا الأمر تسبب في أن يكون بيلباو خطيرًا في المرتدات، فمتابعة نسق الباسكيين كان صعبًا على الكتالونيين، وتمكن الضيوف من تشكيل خطورة في غزواتهم الهجومية، خاصة من جانب نيكو ويليامز، وربما لو كان إينياكي ويليامز في مستوى جيد لنجح في ضرب دفاع برشلونة بأكثر من تمريرة كان يمكن فيها التمرير لأويان سانثيت أو لشقيقه.

لكن المشكلة الكبيرة فعلًا لبرشلونة ليست في عمق الوسط، بل في أطرافه، ففيران توريس ولامين يامال لا يعودان بسرعة ولا يجيدان الدفاع أصلًا، ومع اللعب بطريقة 4-2-3-1 فإن إسناد تغطية الأطراف إلى ثنائي الوسط أمر ليس بالهين بدنيًا على بيرنال وبيدري المطلوب منه إسهامات هجومية، أي أن دواء برشلونة بزيادة لاعب في الهجوم هو داؤه حاليًا بعدم كفاية اثنين فقط من لاعبي الوسط.

لذلك وُضِع جناحا بيلباو في موقف واحد لواحد كثيرًا مع ظهير أو قلب دفاع أتلتيك بيلباو، وإن كان أليكس بيرنجير لا يتمتع بنفس المهارة التي يمتلكها نيكو ويليامز وكذلك يصل مجهدًا من تأدية دوره الدفاعي بإجادة كبيرة، فإن مهارات ويليامز كفلت له صناعة خطورة كبيرة من هذه المواقف أمام كوندي أو كوبارسي.

تعديل صنع الفارق أمام بيلباو

تحرك هانز فليك كان منطقيًا في الشوط الثاني بإخراج فيران توريس وإشراك فيرمين لوبيز. قبلها كان برشلونة أفضل لكن كان بيلباو يحاول، لكن بعد هذا التبديل ازدادت قدرة البارسا على امتلاك الكرة بفضل اقتراب فيرمين من بيدري، كما كان فيران توريس نشيطًا في بداية الشوط وتلقى أكثر من تمريرة ذكية خلف الدفاعات لكن رعونته أمام المرمى كانت كبيرة في لقطات افتقد معها التركيز مع التسلل.

لكن ما حرّك الأمور فعلًا هو تبديل فليك لمركزي فيرمين ورافينيا، فنقل فيرمين من الجناح إلى العمق وأرسل البرازيلي إلى الأطراف ليشكل ثنائيًا مميزًا مع بالدي، وهو ما أتى أثره بالفعل في أكثر من كرة منها تسديدة لليفاندوفسكي أنقذها الحارس بأعجوبة حتى أتى تحرك بيدري الذكي خلف أطراف بيلباو.

ومع تخاذل برادو في العودة معه والتغطية بأسرع مما فعل، كان بيدري يرسل الكرة التي سجل منها ليفاندوفسكي الهدف المستحق بعد خطأ في إخراج الكرة من الحارس الذي صحيح قدّم تصديًا هائلًا قبلها بدقائق لكن أداءه بشكل عام أقل كثيرًا من الحارس الأساسي أوناي سيمون.

برشلونة فليك سيذهب إلى الراحة وقد بات في الصدارة ضمن منافسات الدوري الإسباني، وستركز إدارته أكثر على إجراء أي صفقات أخرى، وعلى تسجيل داني أولمو الذي سيسهم بشكل كبير في أن يكون للبلوغرانا عمق أكبر في تشكيلته الهجومية في انتظار ما إذا كان سيكون كييزا آخر المنضمين، ووقتها سيتنفس لامين يامال الصعداء أخيرًا بعد أن يجد مبدئيًا جناحًا يمكنه أن يعول عليه في الجانب الآخر من الملعب.

شارك: