تحليل | النهائي يُكسب ولا يُلعب ومنتخب قطر حقق الهدف
حافظ منتخب قطر على لقب كأس آسيا، بفوزه على نظيره الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدف (3-1) من توقيع نجم العنابي أكرم عفيف ومن علامة الجزاء في المباراة التي أقيمت على ملعب "لوسيل".
وأصبح المنتخب القطري رابع المنتخبات التي تحقق بطولة كأس آسيا خلال مرتين متتاليتين أو أكثر بعد إيران والسعودية واليابان.
ومن خلال هذا التقرير التحليلي، يستعرض لكم "winwin" قصة النهائي من الناحية الفنية.
لوبيز وتغيير جديد في طريقة لعب قطر
في آخر مباراتين لعب ماركيز لوبيز مدرب قطر على فكرة أن "يُكبل" مفاتيح لعب الخصم بشكل أساسي قبل أي شيء آخر، وطوال البطولة، كانت قطر تميل للعب بطريقة 2-5-3، لكن في آخر مباراتين لعب مدرب قطر بطريقتين مختلفتين تمامًا.
أمام إيران لعب لوبيز بطريقة 2-4-4 ليحد من نقاط قوة إيران في الأطراف ولعب بظهير مثل هُمام أحمد مع محمد وعد على نفس الطرف.
اليوم لعب المنتخب "العنابي" بطريقة مغايرة 1-3-2-4 لأن طريقة لعب الأردن تعتمد على فكرة التحولات والزيادة في وسط الملعب بـ5 لاعبين في عمق الملعب.
قوة الأردن كانت تكمن في 3 أمور، التسديد البعيد من خارج منطقة الجزاء، وهنا ظهر أن لاعبي قطر لم منحوا الأردن أي فرصة أو وقت للقيام بذلك عبر الضغط المتلاحم.
منتخب الأردن حاول التسديد 16 مرة؛ لكن 6 كرات فقط ذهبت نحو مرمى قطر، وهذا يدل على تعليمات المدرب بعدم منحهم الوقت أو المساحة للتصويب على مرمى مشعل برشم.
الأمر الآخر، أن الأردن كان يلعب على فكرة تجميع اللعب على اليسار، ثم نقل الهجمة فجأة على اليمين إلى موسى التعمري؛ لكن تلك الجبهة كان فيها 3 لاعبين: محمد وعد وأحمد فتحي وكان أكرم عفيف بحكم الطريقة يرجع إلى الخلف ليساند.
وجد إحسان حداد نفسه أمام سؤالين، هل يؤدي الزيادة العددية أو يترك عبد الله نصيب بمفرده أمام المرعب أكرم عفيف؟ أم يترك موسى التعمري بمفرده في أحضان اثنين من مدافعي قطر؟ وبالتالي نجحت فكرة قطر.
الأردن لا يُحب الركض وراء النتيجة
هذه هي المرة الأولى التي يتأخر فيها المنتخب الأردني منذ انطلاق مبارياته في البطولة.
صحيح أن منتخب الأردن عاد أمام العراق في النتيجة بعد تأخره؛ لكن ذلك كان بسبب طرد لاعب من العراق وفي آخر دقائق المباراة، إذ لا بديل أمامهم سوى ذلك.
لكنْ أنْ تطلب من الأردن أن يطارد النتيجة، فيعني ذلك حتمية استحواذه على الكرة والهجوم على فريق يغلق المساحات، وهذه أصعب مهمة.
منتخب الأردن هو فريق المساحات وفريق التحولات وأفضل فريق في المرتدات في كأس آسيا وأكثر مَن سجل من المرتدات والتحولات.
أن تطلب من فريق مبني على اللعب على المساحات والمرتدات أن يصنع هو المساحة فهذا الشيء الصعب؛ ورغم ذلك قدّم الأردن مباراة كبيرة وممتعة؛ لكن خانه سوء التوفيق حين باغتته قطر في المرتدات.
النهائي يُكسب ولا يُلعب
منتخب الأردن الذي صعد للمرة الأولى في تاريخه إلى النهائي، خانته الخبرة في مثل هذه المواقف، على العكس من منتخب قطر الذي يعرف كيف تُحسَم المباراة النهائية.
منتخب "العنابي" احتاج إلى لمس الكرة 13 مرة فقط في منطقة جزاء الأردن مقابل 29 مرة للنشامى، ومع ذلك تفوقت قطر بخبرة لاعبيها في الحصول على ركلات جزاء.
منتخب قطر مبني حول أكرم عفيف
منذ مباراة لبنان الأولى، اتضح أن منتخب قطر يدور في فلك أكرم عفيف الذي تفوق في كل شيء تقريبًا.
صحيح أن نجم السد سجل "هاتريك" من ركلات جزاء؛ لكن وجب التنويه أنه كسب اثنتين منها، الأمر الآخر أن قطر اليوم سددت 7 مرات على مرمى الأردن، 6 تسديدات منها بقدم أكرم عفيف وحده.
عفيف تفرّد بكل شيء هجومي في المنتخب القطري من تسجيل وصناعة أهداف وصناعة فرص وتسديد على المرمى.
يعتلي عفيف صدارة الهدافين في البطولة (8 أهداف) وهو أكثر مَن سدد على المرمى (16)، والمشاركة كأكثر مَن صنع أهداف (3)، وثاني أكثر صانع فرص في البطولة، ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة أيضًا.