تحليل | الزمالك يكتسح دريمز.. عندما تنظر إلى المرآة!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-04-28 21:15
-
آخر تعديل:
2024-04-28 21:35
من لقاء الزمالك المصري ودريمز الغاني في إياب نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية (X/ZSCOfficial)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بلغ الزمالك المصري المباراة النهائية لبطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية بعدما عوّض تعادله سلبيًا على أرضه باكتساح مضيفه دريمز الغاني بثلاثة أهداف نظيفة ليصل النادي القاهري إلى نهائي البطولة التي حقق لقبها في عام 2019.

النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب الأفريقية في القرن العشرين قدّم مباراةً مثاليةً بعدما افتتح النتيجة سريعًا برأسية حمزة المثلوثي قبل أن يُجهز على المباراة عمليًا بهدف رائع من سامسون أكينيولا، ثم ضاعف مصطفى شلبي من الغلة في الشوط الثاني بعد تمريرة سيف الجزيري.

عندما تنظر إلى المرأة

ماذا ترى عندما تنظر إلى المرآة؟ صورةً مثاليةً للواقع؛ لكن بالعكس. اليوم كانت مواجهة الإياب صورةً شِبه مثالية لمواجهة الذهاب؛ لكن كل شيء فيها كان معكوسًا.

الزمالك يصنع الفرص ذهابًا وإيابًا؛ لكن العكس هو ما حدث، فقد أهدر طنًا من الفرص ذهابًا؛ إلا أنه سجل من أغلب الفرص التي أتيحت له في مباراة الليلة. حسام عبد المجيد قدّم مباراة مثالية في لقاء الذهاب؛ لكنه وقع في الكثير من الأخطاء في مباراة الإياب، بينما كان مصطفى شلبي كارثيًا في مباراة الذهاب قبل أن يقدم واحدة من أفضل مبارياته في الإياب!

"الفارس الأبيض" دون ظهيرين حقيقيين في الذهاب بينما في العودة امتلك ظهيريه الأساسيين. الزمالك دون نجمه أحمد سيد زيزو ذهابًا لكنه استمتع بوجود إيابًا. دريمز غير قادر على صناعة فرص في الذهاب لكنه صنعها في الإياب وأضاعها، لكن الأهم.. مصطفى الزناري ينفذ الركنيات ذهابًا وأحمد سيد زيزو ينفذها إيابًا!

وإن تجاوزنا التناقضات الضحلة، فيمكنك أن تلاحظ الفارق في تناقل الزمالك للكرات بين الذهاب والإياب. ذهابًا كان استحواذ الزمالك سلبيًا في كثيرٍ من الأوقات، بينما كان استحواذه إيجابيًا في العودة وأكثر مباشرةً. لكن لا يسعك أن تتجاهل حقيقة مفادها أن دريمز كان أكثر اندفاعًا وأقل تحفظًا بمراحل وهو أمر كان يجعل الجميع متفائلًا بشأن قدرة الزمالك على العودة، فالفريق الأبيض أفضل كثيرًا .. احتاج وحسب إلى أن يُخرِج منافسه من مناطقه وأن يبتسم التوفيق في وجهه ولو قليلًا، بدلًا من ذلك العبوس المرعب في مباراة الذهاب.

تكتيكات مختلفة من الزمالك

ذهابًا لعب جوزيه غوميز بطريقة أشبه بالـ 4-3-3 لكنه اختار التكتيك المناسب في الإياب باللعب بطريقة 4-2-3-1 حيث تمركز سامسون أكينيولا في عمق الملعب بعد أن أخلاه دريمز أخيرًا من متاريس الذهاب ليُظهر المهاجم البنيني مستوى ممتازًا على مستوى التسلم تحت الضغط والتعامل الذكي مع أرضية الملعب السيئة وكذلك التفاني البدني في مسألة الضغط على عناصر الفريق الغاني.

اللعب بثنائي ارتكاز صريحين كان اختيار غوميز الذي كان هدفه إغلاق العمق أمام هجمات دريمز وكذلك منع التسديدات من مسافات قريبة، وهو أمر نجح بشكل جيد لكن ليس بالطريقة المُثلى، بعدما ظهر زياد كمال بالشكل غير المأمول، ولو أنه أمر طبيعي للغاية بالنظر لاحتياج اللاعب وقتًا أطول بدلًا من مشاركته أساسيًا في مباراة خارج الأراضي المصرية كان يُنتظر أن تكون عصيبة بسبب نتيجة لقاء الذهاب.

التمركزات الهجومية لدريمز الغاني خلّفت مساحات شاسعة كانت إغواءً للاعبي الزمالك بلعب كرات طولية إلى مصطفى شلبي وزيزو وأحيانًا إلى سيف الجزيري الذي لم يتعامل بالشكل الأمثل مع هجمة خطيرة انتظر فيها كثيرًا ليسدد بينما كان عليه أن يتعامل مع اللقاء بنفس الطريقة التي تعامل معها مهاجم دريمز بواتنغ منساه عندما لمس الكرة برأسه ليضع جسده أمام أحمد فتوح لكنه أضاع الكرة.

تسيير هادئ للنهايات

منذ أن سجل الزمالك الهدف الثالث كانت الأمور منتهية على المستوى الذهني للفريقين. الزمالك أصبح أكثر هدوءً واسترخاءً فيما فقد دريمز بوصلة الهجمات التي صنع خطورة كبيرة من بعضها في الشوط الأول لكن تدخلات عواد ورعونة أصحاب الأرض حالت دون هزهم لشباك العملاق القاهري.

أخرج غوميز أكثر من لاعب لإراحته مثل أحمد فتوح الذي لا يعد ظهيرًا فقط بل هو أسلوب لعب في حد ذاته، فهو يمنح الزمالك الهدوء والمهرب المستمر على الأطراف، وربما فقط إخراج غوميز لزياد كمال مبكرًا هو ما منعه من إراحة دونغا بينما كان تبديل سامسون خليطًا بين الراحة والتكريم ومنح سيف الجزيري فرصة التسجيل لكن المهاجم التونسي قد اكتفى بصناعة الهدف الثالث قبل أن يشترك ناصر منسي ويضيع فرصة ثمينة.

المباراة كانت اختبارًا جيدًا للزمالك للعب تحت ضغط نتيجة الذهاب وفي أرضية سيئة وطقسًا قاسيًا؛ لكن من المؤكد أن الفريق المصري يدرك أن طبيعة المباراة النهائية ستكون مختلفة تمامًا عن مباراة انتصاره الكبير، ولو أن "زمالك جوزيه غوميز" بات يمنح جماهيره أملًا مشروعًا ومنطقيًا.
 

شارك: