تحليل | الزمالك وفيوتشر.. تشكيل مُلغم وأخيرًا هناك بدلاء

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-04-01 02:07
لاعبو الزمالك من مباراة فيوتشر بكأس الكونفيدرالية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

خطا الزمالك المصري خطوة كبيرة نحو التأهل إلى نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية بعدما هزم مضيفه ومواطنه فيوتشر بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب السلام بالعاصمة المصرية القاهرة، مباراة الزمالك وفيوتشر كانت نهاية مباريات ربع النهائي في المسابقة.

الزمالك تأخر في النتيجة بهدف لاعبه السابق علي ياسر قبل أن ينقذ حمزة المثلوثي الشوط الأول بهدف التعادل في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، وظل التعادل سيدًا للمباراة حتى كسره أحمد سيد زيزو في الدقيقة (88) من علامة الجزاء.

الزمالك وفيوتشر | تشكيل مُلغّم

خاض المدير الفني للزمالك جوزيه غوميز المواجهة بطريقة لعب 4-2-3-1 بوجود رباعي دفاعي ثابت يعرفه الجميع بينما حسم دونغا وأحمد حمدي المنافسة في منتصف الملعب وأمامهما يوسف أوباما، فيما بدأ شيكابالا ومصطفى شلبي اللقاء على الجناحين وكان ناصر منسي رأس الحربة الوحيد في التشكيلة.

تشكيلة كانت تحمل توجّهًا صريحًا من البرتغالي غوميز بصناعة جبهتين على الأطراف لإرسال العرضيات إلى ناصر منسي المُسانَد من يوسف أوباما داخل منطقة الجزاء.

ومع تألق لاعبي فيوتشر في الدفاع ضد العرضيات، كانت الخطورة محدودةً للزمالك الذي تفوق في عمق الملعب بثنائية دونغا وأحمد حمدي اللذين منحا الزمالك استحواذًا كبيرًا في عمق الملعب، لكن عندما احتاج العمق للتطوير لم يكن أوباما موجودًا فيما ظهر البطء واضحًا على ناصر منسي في أي كرة استلمها خارج منطقة الجزاء.

مشكلة التشكيل كانت واضحة. أوباما يدخل منطقة الجزاء لمساندة منسي فلا يظهر من يساعد ثنائية الوسط على استعادة الكرة من مناطق متقدمة، خاصة مع اضطرار واحد من دونغا أو أحمد حمدي للميل إلى الجانب الأيمن لمساندة عمر جابر أمام جبهة جوناثان في ظل عدم قدرة شيكابالا على التراجع بسرعة أحيانًا.

خطورة الزمالك اقتصرت على جبهة شلبي وفتوح اللذين ظهر التفاهم بينهما؛ لكن مع انعدام الخطورة من العمق تقريبًا، كثّف تامر مصطفى من لاعبيه في تلك الجبهة لإبعاد خطورتها بأقصى قدر ممكن والباقي على قلب الدفاع لإخراج أي عرضية.

مرتدات خطيرة وسلاح أبدي للزمالك

مباراة الزمالك وفيوتشر قدم فيها الأبيض شوطًا جيدًا من حيث السيطرة، لكن كانت أبرز مشاكله في نصف المباراة الأول هي الوقت الطويل الذي يحتاجه لاستعادة الكرة في المرتدات. ومع التوجه الواضح لظهيري الجنب لمساندة الهجوم بدا أن الزمالك يعاني في المرتدات مع تلك المساحات الكبيرة في دفاعاته أمام سرعة أحمد عاطف وعلي زعزع ومحمد فاروق وينضم إليهم جوناثان، واستمرت تلك المرتدات مع أي هفوة لدفاع الزمالك، ومن ضمنها تلك الكرة التي كاد أن يسجل منها عاطف الهدف الثاني لولا قائم عواد الأيسر.

بينما لم يظهر علي ياسر كثيرًا في مباراة الزمالك وفيوتشر واقتصر ظهوره على لقطة الهدف الذي سجله من مرتدة بدأت بخسارة فتوح للكرة في لقطة طالب بها لاعبو الزمالك بخطأ قبل أن يخسر فيها الزمالك لاعبًا آخر بتعثر حسام عبد المجيد في جسد غنام محمد؛ ليُستباح دفاع الزمالك الذي زاد عمر جابر من بلة طينه بعدم قراءته للمشهد سريعًا وتغطيته للتسلل رغم وضوح الرؤية أن علي ياسر سيتلقى تمريرة أحمد عاطف.

وتثير تلك المرتدة تساؤلات كبيرة حول قرار المدير الفني غوميز بتأخر استبدال يوسف أوباما الذي خرج سريعًا ليتلقى العلاج خارج الملعب بدلًا من تلقيه داخله لبعض الوقت ليضع فريقه في ورطة بعدما لعب عدة دقائق بـ10 لاعبين حتى إحماء أحمد سيد زيزو وجاهزيته للاشتراك.

حسنًا إن عدنا للعنوان الفرعي؛ فسنعترف أن هناك مبالغة في وصف الأبدية هنا عن سلاح الكرات الثابتة، لكن الزمالك منذ عصر جيسفالدو فيريرا الثاني وهو يستفيد بشكل مُطرد من الركلات الثابتة التي يُرسلها أحمد سيد زيزو بإتقان كبير يساعد أصحاب القامات الطويلة في الظفر بها. فحتى في غياب محمود حمدي الونش كان حسام عبد المجيد وحمزة المثلوثي حاضرين للتدخل، ومع خطأ معتاد من جنش كان التعادل حليف الزمالك.

أخيرًا الزمالك يمتلك دكة بدلاء

في مباراة الزمالك وفيوتشر خسر النادي الأبيض جهود عبد الله السعيد وناصر ماهر، إلا أن مباراة اليوم أشعرت جماهير الفريق الأبيض أنه أصبح يمتلك دكة معقولة مقارنة بما كان يمتلكه من قبل.

عدة لاعبين من دكة الزمالك كان لديهم قدرة على قلب دفة المباراة، فزيزو اشترك وأثر في نتيجة اللقاء رغم أنه لا يُعد بديلًا، وكذلك فعل سيف الجزيري الذي في حالته الطبيعية يتفوق كثيرًا على ناصر منسي لكن المهاجم التونسي كان يُصر على تقديم مستوى متواضع منذ بداية الموسم، بل إنه حتى في لقطة الفوز بركلة الجزاء كان بإمكانه التهديف مباشرة بلعب الكرة ساقطة من فوق الحارس لكنه لم يمتلك الجرأة والثقة لفعلها.

بينما كان أحد أهم تبديلات الزمالك خلال اللقاء هو دخول محمد شحاتة ليحل أخيرًا مشكلة استعادة الكرة سريعًا، فلاعب وسط المنتخب الأولمبي أظهر قدرةً بدنيةً عاليةً على ممارسة ضغط عكسي كبير في بعض اللقطات التي إمّا فاز بها مباشرة أو أجبر لاعبي فيوتشر على تمريرها بلا أريحية لتُرسَل إلى دفاعات الزمالك.

دكة الفارس الأبيض ساعدت غوميز في التحرك بقطعه للشطرنج ليمنح أحمد حمدي أريحية في التقدم نحو الأمام كصانع ألعاب رقم 10 ويستفيد منه في تطوير الكرات حول منطقة جزاء المنافس رغم أن حمدي لم يكن موفقًا في إحدى الكرات التي ارتدت خطيرة على مرمى الزمالك، لكن مباراة اليوم أظهرت أن لاعب الجونة الأسبق لديه الكثير لتقديمه إن استمر تطوره البدني الذي سيسهم في حضوره الذهني الذي افتقده للحظة أمام المرمى من عرضية سيف الجزيري البديعة إليه بعد مجهود كبير من حمدي بدأه من نصف ملعب الزمالك.

القرعة كانت في صالح الزمالك

ربما أظهر لقاء الزمالك وفيوتشر خطأ وجهة النظر التي لم تكن تريد مواجهة اليوم، فصحيح أنه منافس قوي نسبيًا، إلا أن لعب الزمالك مباراتين أمام جماهيره كان له قيمة كبيرة، كما أن الفريق الأبيض لم يعاني مما عانى منه اتحاد العاصمة الجزائري اليوم بعدما اضطُر إلى خوض مواجهة ريفرز يونايتد، ولاعبوه صائمون.

اليوم استفاد الزمالك من أهدافه المسجلة والتي تُحتسب خارج الأرض وستُجبر فيوتشر على الفوز بهدفين نظيفين إن أراد التأهل مباشرة وهي مهمة صعبة للفريق المصري، لكن ما يزال لكل حادثٍ حديث في المواجهة الثانية التي ستُلعب بعد أسبوع من الآن.

شارك: