تحديات تواجه بوكيتينو في مشروعه مع باريس سان جيرمان
6 ألقاب محلية وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا في غضون عامين ونصف، حصيلة لم تكن شفيعة لمدرب باريس سان جيرمان السابق توماس توخيل، للاستمرار في العارضة الفنية للنادي، ما يُنذر بمهمة شاقة مُلقاة على كاهل المدرب الجديد مارويسيو بوكيتينو، وطموحات قد تلامس السماء بالنسبة إلى رئيس النادي ناصر الخليفي.
قال المدرب الأرجنتيني خلال المؤتمر التقديمي الرسمي مع بي إس جي: "هدفنا هو جعل الجميع في النادي يسير إلى نفس الاتجاه، نريد وضع عقلية وفلسفة للعبة وأن يلتزم بها الجميع". هذه النقطة لطالما ميّزت بوكيتينو وبالأخص في مسيرته مع توتنهام الذي حوّله من نادٍ يقبع في وسط الترتيب، إلى منافس قوي على الألقاب، ووصل معه بالفعل إلى نهائي الأبطال 2019.
الناظر إلى عقليات وفلسفة وجودة لاعبي توتنهام قبل وبعد تولي بوكيتينو تدريب النادي سيدرك الفارق لا محالة، قوة في الشخصية وصرامة في التعامل على أرضية الميدان، تدريبات بدنية شاقة ومسؤولية يعي اللاعبون معناها حرفيًا. هاري كين وهيونغ مين سون ربما الأمثلة الأبرز على صقل بوكي لقدرات لاعبيه.
موضع اللبنة الرئيسي بالنسبة إلى الفريق الباريسي هو "توحيد الصفوف" فهو نادٍ يعج بالنجوم المفتقدين للانضباط في غرف خلع الملابس وحتى خارج الملعب في الحياة اليومية، يبدو لاعبو باريس وكأنهم غير متحدين أو مترابطين، وأبرزهم نيمار دا سيلفا. عندما تقرأ أخباره في الصحف فغالبًا ما ترتبط بالفضائح أو التهرب الضريبي أو ما شابه.
المهمة الأولى ستكون إعادة تنظيم الفريق من الداخل وتوحيده، لا أحد يضاهي بوكيتينو في هذا الشأن إلا ندرة من المدربين في عالمنا اليوم مثل جوزيه مورينيو ويورغن كلوب. لكن ذلك مرهون بعدة شروط ودلالات ينبغي أن تتوافر من أجل بناء فريق قوي كما حدث في توتنهام، وما يضيف نقطة قوة إلى "بوكي" أن مُعدلات صرف وإنفاق باريس أفضل بكثير من بُخل داني ليفي رئيس السبيرز.
الاحتفاظ بنيمار ومبابي هو الشرط الأصعب، ومعروف أن نصف أندية نخبة أوروبا تسعى وراء كيليان، بينما يسابق برشلونة الزمن من أجل استعادة نيمار إلى صفوفه لإقناع ميسي بالبقاء والتجديد. النجمان الأكثر قيمة في الفريق مُهددان بالفعل بالرحيل عن ملعب حديقة الأمراء، حجر عثرة في طريق بوكيتينو.
الفوز بدروي أبطال أوروبا سيكون مفتاح كل شيء داخل أروقة "بي إس جي"، فبخلاف أنه الحلم بالنسبة إلى ناصر الخليفي، فإن جلب الكأس إلى باريس سيمثل مصدر جذب لكبار اللاعبين، من يرفض الانضمام إلى بطل أوروبا؟ لا أحد. كما أنه سيزيد من فرضية بقاء نيمار ومبابي وتأسيس مشروع جدّي وحقبة تاريخية للنادي.
تحدث نيمار قبل أسابيع عن رغبته في اللعب مُجددًا إلى جانب ميسي، ومن هنا أشارت الصحافة المُقرّبة من النادي الباريسي إلى تكثيف الإدارة لجهودها لنيل توقيع "البرغوث"، بالتأكيد سينحو "بوكي" ببصره إلى مواطنه الذي تجمعهما علاقة وطيدة للغاية، وأي مناسبة أكبر من تلك ليستغل المدرب العلاقة التي بينهما؟
أكاديمية باريس غدت ضمن النخبة في فرنسا بالسنوات الأخيرة إلى جانب ليون ومارسيليا، وقد تكون شوكة في حلق بوكيتينو إن لم يمنح أبرز لاعبيها الثقة ووقت اللعب كما فعل مثلًا مع هاري وينكس في السبيرز. تعج أكاديمية باريس بالفعل بالشباب الواعدين، وفي الوقت ذاته نجد أن أكثر من نصف قوام الفريق الأول إما اقترب من الثلاثين أو تجاوزه.
ميتشيل باركر وكولين داغبا يحصلان حاليًا على بضعة دقائق مع الفريق، ومن الأفضل أن يستمر هذا النسق مع بوكيتينو، مع منح الفرصة للمغربي قيس عطيل. هؤلاء قد يستعين بهم خلال عامين في الفريق الأول إذا ما نجح في صقل وتطوير مواهبهم بالشكل الأمثل.