تجربة صلاح تصنع جيلا مصريا في أوروبا

تاريخ النشر:
2021-04-02 22:03
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
محمد صلاح يقود هجرة اللاعبين المصريين للاحتراف في دوريات القارة الأوروبية (Getty)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

استفادت مصر من جيل استثنائي للاعبين محليين، وفرضت هيمنة مُطلقة على كرة القدم الإفريقية خلال العقد الأول من القرن الجديد، قبل أن يبدأ العمل على تصدير النجوم إلى قارة أوروبا، بالتزامن مع تراجع حادٍ في مستويات المنتخب الأول، والذي أخفق في التأهل إلى نهائيات الأمم "كان" لثلاث دورات متتالية.


وخلال 10 سنوات أو أقل، تزايدت أعداد اللاعبين المصريين الناشطين بدوريات القارة العجوز، وصار الفريق القومي مُدججا بنجوم مُحترفين يمكن التعويل عليهم، كما اعتادت منتخبات الغرب الإفريقي أن تفعل في حقبٍ ماضية.


ويضع كثيرون في محمد صلاح مثالا يُحتذى به ومرجعا حقيقيا في تشكيل أحلام الناشئة، خاصةً أن مهاجم ليفربول الإنجليزي يُصنف بالفعل كواحد من أفضل لاعبي كرة القدم حول العالم، وقد وصل مكانته الحالية عبر خطوات تصاعدية، ليرسم طريقا يمكن الاعتداد والتشبث به.

وبدأ صلاح مشواره كظهير أيسر في نادي المقاولون العرب المصري، قبل أن يُظهر جودةً هجومية كبيرة، حجز معها مكانا كجناح يصعب إيقافه، ليأسر اهتمام شريحة من الأندية الأوروبية المتوسطة.


ودشن صلاح مشواره الاحترافي من خلاله انتقاله إلى نادي بازل السويسري، قادما من المقاولون العرب، مقابل مليوني ونصف المليون يورو وفقا لمعلومات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي.


واختار صلاح الانضمام إلى بازل، الأقل شهرة، مقارنةً بعروض رسمية حظي بها من ناديي أتلتيكو مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني؛ كي يؤمن مساحات منتظمة للعب والمشاركة، حسب ما ذكره محمد الدسوقي، زميل صلاح السابق في المقاولون، عبر تصريحاتٍ صحفية خص بها موقع winwin خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الفائت.

وتمكن صلاح من تقديم مستويات لافتة في بازل، لينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي يناير/كانون الثاني عام 2014، حيث استمر حبيسا لمقاعد البدلاء طيلة عام كامل، وقد ثار على وضعه مُفضلا الالتحاق بفيورنتينا الإيطالي مُعارا، ومن ثم التدرج إلى روما وليفربول.


ويقضي صلاح (28 عاما) موسمه الرابع تواليا في ليفربول، مُساهما في تتويج عملاق "ميرسيسايد" بأربعة ألقاب مختلفة، قبل أن يُنصب نفسه هدافا تاريخيا للفريق بدوري أبطال أوروبا، كما بات يحتل المركز الثالث عشر في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي بمختلف البطولات.


وبخلاف صلاح، صارت مصر تزخر بمجموعة من المحترفين في قارة أوروبا، ويأتي على رأسهم محمد النني (متوسط ميدان أرسنال الإنجليزي)، محمود حسن "تريزيغيه" (جناح أستون فيلا الإنجليزي)، مصطفى محمد (مهاجم غلطة سراي التركي)، أحمد حسن "كوكا" (مهاجم أولمبياكوس اليوناني)، أحمد المحمدي (مدافع أستون فيلا) وعمر مرموش (مهاجم سانت باولي الألماني).

محمد النني.. أن تصمت وعملك يرد


اعتادت جماهير مصرية أن توجه الكلمات الساخرة إلى محمد النني، وقد تساءل بعضهم عن تلك الأسباب التي دفعت ناديا بحجم أرسنال للتوقيع مع لاعب الوسط صاحب الـ 28 سنة.


بدوره، لم يقف النني كثيرا عند الانتقادات الهادمة، وقرر خوض الإعارة إلى بشكتاش التركي موسم 2019-20، حيث نجح في استعادة أفضل مستوياته، قبل أن يعاود أدراجه صوب أرسنال، ليمثل ركيزة هامة بين لاعبي ونجوم الغانرز.


ويملك النني خبرات كبيرة في عالم الاحتراف الأوروبي، وقد أجبر المنتقدين على تحيته، من خلال تفانيه في العمل وتقديمه مستويات دفعت البرازيلي جيلبرتو سيلفا، أسطورة أرسنال، لوصفه بـ "عازف البيانو".


محمود حسن "تريزيغيه".. أفضل من صلاح؟


تعتقد شريحة كبيرة من الجماهير المصرية بأن تريزيغيه يملك مقومات كبيرة، يمكنه الوصول معها لمكانة أفضل، بل يجرؤ بعضهم أحيانا على وصفه بـأنه "لاعب أفضل من صلاح".


وتنقل تريزيغيه خلال سنواته الأولى في عالم الاحتراف بين الدوريين البلجيكي والتركي، قبل أن ينضم إلى أستون فيلا المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ"، صيف العام قبل الماضي 2019، وسط آمال كبيرة في قدرة صاحب الـ 26 ربيعا على تقديم مستويات تناسب إمكاناته الفنية المُتفَق عليها.


مصطفى محمد.. مهاجم مصر الأول


عانت مصر كثيرا لإيجاد "رأس حربة" جديد، لديه القدرة على ملء فراغات خلفها اعتزال عماد متعب وعمرو زكي ومحمد زيدان، ومنذ صغره، بدا مُصطفى محمد يملك الخصال اللازمة لأن يكون، وكما يُقال في أرض الفراعنة، "مهاجم مصر الأول".


قدم مصطفى (23 سنة) مستويات استثنائية خلال مواسم قضاها لاعبا في الدوري المصري الممتاز، رفقة أندية الداخلية وطنطا وطلائع الجيش والزمالك، قبل انتقاله إلى غلطة سراي منذ أسابيع معدودة.


وسجل مصطفى محمد 6 أهداف خلال مبارياته التسع الأولى مع غلطة سراي، وقد تضاعفت قيمته السوقية لتبلغ 5.5 ملايين يورو، وفقا لموقع "ترانسفير ماركت"، وسط أحاديث عن إمكانية انتقاله إلى نادٍ إنجليزي مقابل أكثر من 20 مليونا.


أحمد حسن "كوكا".. مثابر في بلاد الإغريق


سافر كوكا (28 عاما) إلى أوروبا في سن صغيرة، وخاض تجارب ناجحة بمنافسات الدوري البرتغالي، قبل أن يستقر في أولمبياكوس اليوناني، حيث يُشكل ثنائية هجومية بصحبة المغربي يوسف العربي.


وسبق لكوكا أن قضى موسما ونصف الموسم مُعارا من سبورتينغ براغا البرتغالي إلى أولمبياكوس، قبل أن يؤمن انتقالا دائما إلى قلعة "الثريلوس" (الأسطورة باللغة اليونانية)، خلال موسم الانتقالات الصيفية الماضي.


وإجمالا، سجل كوكا 35 هدفا، وصنع 5 أخرى خلال 79 مباراة خاضها رفقة أولمبياكوس بمختلف البطولات، ومؤخرا، بدا قادرا على استعادة مكانته في تشكيلة المنتخب المصري، تحت قيادة المدرب الوطني حسام البدري.


أحمد المحمدي.. الموثوق به في قلعة النمور


يمثل المحمدي نموذجا يجب وضعه في الاعتبار عند الحديث عن أهمية الالتزام والتفاني في حياة لاعب الكرة.


ويقضي المحمدي (33 سنة) موسمه العاشر تواليا في كرة القدم الإنجليزية، بين الدرجتين الممتازة والأولى، وقبل أيام، وصفه غابرييل أغبونلاهور، أسطورة أستون فيلا، بـ "اللاعب الموثوق به" وبأنه يملك شخصية رائعة، بعيدا عن كونه يعيش أشهره الأخيرة في تعاقده الساري مع الفريق.


عمر مرموش.. خليفة زيدان في ألمانيا


شق مرموش طريقه بالفرق الشابة لنادي فولفسبورغ الألماني، حتى ارتقى للفريق الأول، قبل أن يخرج في إعارة إلى سانت باولي، الناشط بدوري القسم الثاني؛ للحصول على دقائق أكثر.


ويرى بعضهم أن مرموش يملك المقومات اللازمة كي يكرر تجربة محمد زيدان الناجحة في الملاعب الألمانية، وبالأشهر الأخيرة أصبح واضحا أن صاحب الـ 22 عاما بات مُرشحا ليكون في قائمة المنتخب المصري الأولمبي، المُسافرة لخوض دورة الألعاب الصيفية "طوكيو 2020".


وخاض مرموش 13 مباراة مع فريق سانت باولي، حيث تمكن من تسجيل 5 أهداف وتقديم تمريرتين حاسمتين، استنادا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي.

شارك: