بين الليغا ودوري الأبطال.. عوامل يتباين معها مستوى برشلونة
يلعب برشلونة الإسباني دورًا مزدوجًا في مسرحية هذا الموسم؛ فيظهر بوجه وديع ومسالم في دوري أبطال أوروبا، ولكن سرعان ما يتغير ويتحول إلى وحش كاسر في كثير من الأحيان في مسابقة الدوري الإسباني "لا ليغا".
قد تبدو الخبرات الكبيرة التي يحتاجها برشلونة من اللاعبين أصحاب الجودة العالية عاملًا في تراجع مستوى برشلونة بمسابقة دوري أبطال أوروبا، لا سيما أن عددًا من المراكز بها شباب يحتاجون إلى مزيد من الاحتكاك.
وأعاد فتح ملف أداء برشلونة في مسابقة الليغا الإسبانية الفوز الدرامي الذي حققه الفريق أمام فالنسيا في ملعب "ميستايا"، بهدف نظيف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في الشوط الثاني، والذي منح البلوغرانا فرصة مواصلة مطاردة ريال مدريد متصدر الترتيب.
أداء مختلف
يعيش الحارس الألماني، مارك أندريه تير شتيغن، لحظات خاصة في مسابقة الليغا الإسبانية؛ بعدما أصبح الحارس الوحيد الذي لم تهتز شباكه سوى في مباراتين فقط "أمام ريال مدريد وريال سوسييداد"، وظل طوال 10 مباريات لم يدخل مرماه أي هدف.
ويتصدر شتيغن سباق المنافسة على لقب جائزة "زامورا"، التي يجري منحها للحارس الذي يستقبل أقل عدد من الأهداف في موسم دوري الدرجة الأولى الإسباني، شريطة خوضه لـ28 مباراة على الأقل، لمدة لا تقل عن 60 دقيقة في كل مباراة.
وفي نفس السياق، يؤدي البولندي روبرت ليفاندوفسكي بقوة مع برشلونة في مسابقة الليغا، حيث يتصدر جدول ترتيب الهدافين ولديه 13 هدفًا، بفارق شاسع عن أقرب منافسيه بورخا إيغليسياس "ريال بيتيس" وخوسيلو "إسبانيول"، وكل منهما لديه 7 أهداف.
ولكن الأمر يختلف في دوري أبطال أوروبا، لا سيما أن هناك بعض الأندية تبدو قوية للغاية مثل بايرن ميونيخ الألماني، الذي لا يمكن أن يقف أمامه مشروعًا ما يزال في بدايته.
أما ضد إنتر ميلان الإيطالي، فالكفة كانت تبدو متعادلة نسبيًا، حيث لم تظهر الفوارق الكبيرة في المستوى بين الناديين، ولكن بعض التفاصيل الصغيرة ربما لعبت دورا لصالح الفريق الإيطالي في التأهل إلى دور الستة عشر على حساب برشلونة
أين المشكلة؟
يدرك تشافي كيفية عمل فرق الليغا والوسيلة التي يضغط بها عليهم، خاصة أن بعضهم يعتمد على التكتل الدفاعي ثم شنِّ الهجمات المرتدة، ولذلك يميل تشافي إلى إرهاق المنافسين عبر التبديلات التي يجريها في مركز الجناحين باستمرار في أغلب المباريات التي يخوضها.
في المقابل، يمكن للقدرات البدنية لبعض فرق أوروبا أن تتحمل مثل هذه الضغوط، وهو ما يدفع تشافي للتفكير أكثر في سوق الانتقالات الشتوية المقبلة، بهدف التعامل مع بعض المراكز التي تنقصه.
وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن برشلونة ينوي دخول سوق الانتقالات الشتوية من أجل ضم لاعب وسط "بدني"، بالإضافة إلى ظهير أيمن يمكنه علاج المشكلة الكبيرة التي يعانيها البلوغرانا في هذا المركز.
ورغم أن النادي ضم هيكتور بيليرين في الصيف الماضي من أجل اللعب في مركز الظهير الأيمن، فإن تشافي عادة ما يلجأ إلى جول كوندي لتغطية تلك الثغرة.
ويعمل برشلونة على إجراء تعاقدات في الشتاء من أجل الاستفادة من قاعدة "1 إلى 1"، والتي تسمح بضم لاعبين دون التعرض لمضايقات قانون اللعب المالي النظيف، الذي تفرضه رابطة الليغا على الأندية الإسبانية.
حديث متكرر
طالما تحدث تشافي عن اللعب "التموضعي"، بحيث يهاجم الفريق بشكل كامل ويدافع بنفس الطريقة، في الوقت الذي تظهر فيه الأخطاء مع ضعف الخبرات، بينما أسفر تركيز الفريق على الشباب الواعد عن هامش للتطور.
ربح تشافي أليخاندرو بالدي في مركز الظهير الأيسر، والذي يبدو الباب مفتوحًا أمامه للعب في كأس العالم قطر 2022 مع منتخب إسبانيا، لا سيما أن اللاعب أحضر مدربًا بدنيًا خاصًا لتقوية القصور الذي كان يعانيه في السابق، خاصة أنه كان يعاني إصابة في الظهر تتكرر باستمرار.
ونجح بيدري في خطف الأنظار أمام فالنسيا، ونفس الأمر بالنسبة لغافي الذي هبط إلى أرض الملعب بديلًا، وما زال أنسو فاتي يعاني؛ حيث لم يعد اللاعب الذي يعرف طريقه إلى المرمى.
ويواصل تشافي رهانه على الشباب مع ضرورة اكتساب تدعيمات جديدة في الشتاء، لاستكمال التطور داخل الملعب، حيث أكد مرارًا وتكرارًا على أن برشلونة في بداية مشروعه، وأن الفريق يحتاج إلى الوقت كي يفهم اللاعبين الأسلوب الذي يرغب هو في تطبيقه.