بعد الفوز ضد ليبيريا.. بيتكوفيتش يحرر منتخب الجزائر من لعنة "الكتاب المفتوح"

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-10
-
آخر تعديل:
2024-09-11 02:19
السويسري فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر (X/LesVerts)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منتخب الجزائر لم يعد كتابا مفتوحا لدى المنافسين، هي حقيقة تجلت بوضوح في مباراة "الخضر" ضد ليبيريا، وذلك بفضل المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش الذي وضع لمسته الخاصة، وأضاف أشياء لم تكن تظهر في فريقه من قبل.

"محاربو الصحراء" لم يكتفوا باللعب بحماس وإرادة كعادتهم فقط أمام "النجوم الوحيدة"، بل أنهم قدموا طبقا كرويا شهيا، فاتورته كانت فوزهم في العاصمة الليبيرية مونروفيا بثلاثية نظيفة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.

هل دخل منتخب الجزائر إلى عهد كروي جديد مع بيتكوفيتش، وتخلى عن أفكاره التكتيكية القادمة والبالية؟ يمكن الإجابة بـ "نعم"، ولكن بحذر شديد، لأن هذا الأمر يحتاج إلى تأكيد في قادم المباريات والمواعيد.

بيتكوفيتش يتأقلم مع الظروف بخطة وخيارات جديدة

الظروف في معسكر منتخب الجزائر خلال فترة التوقف الدولي الحالية تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث غادر عمورة وآيت نوري ومحرز وعوار وبن ناصر بسبب الإصابة، ولم يلتحق بوداوي تماما بالمعسكر بداعي الإصابة أيضا.

منتخب "الخضر" سافر إلى ليبيريا بلد أسطورة كرة القدم الأفريقية "جورج ويا"، منقوصا من عدة أسماء رنانة، وتلقى هزات عنيفة، غير أن المدرب بيتكوفيتش تعامل مع هذا الواقع الصعب بهدوء.

إنه هدوء سويسري خالص، تجلى في تغلب بيتكوفيتش على مشكلة الغيابات باعتماده على خطة 3-4-3 في المباراة ضد ليبيريا، وذلك لأول منذ إشرافه على تدريب "محاربي الصحراء"، حيث أشرك ماندريا كحارس مرمى والثلاثي ماندي وتوغاي وبن سبعيني في محور الدفاع.

واعتمد على الثنائي زروقي وزرقان كلاعبي ارتكاز، بالإضافة إلى فارسي وحجام في الرواقين الأيمن والأيسر، مع وضع الثلاثي بن رحمة وغويري وبنزية في خط الهجوم، إنها خطة كان يوظفها بيتكوفيتش مع المنتخب السويسري.

وقبل ذلك لم يسبق لبيتكوفيتش أن وظف خطة 3-4-3 مع المنتخب الجزائري، حيث استعان بخطة 4-4-2 ضد بوليفيا و4-2-3-1 أمام جنوب أفريقيا وغينيا وغينيا الاستوائية و4-3-3 ضد أوغندا.

إذن فالمدرب السويسري، تجاوز مشكلة الغيابات، لا سيما في خط الوسط، وتأقلم مع الظروف، ولم يشتك، بل تعامل مع الأدوات الموجودة بين يديه بمرونة تكتيكية سمحت له بالعودة بالنقاط الثلاث من ليبيريا.

ولم يكن بيتكوفيتش شجاعا بتغيير الخطة فحسب، بل أن شجاعته ظهرت أيضا بمنحه الفرصة للظهير الأيمن محمد فارسي لاعب نادي كولومبوس كرو الأمريكي لخوض أول مباراة دولية له مع منتخب الجزائر، وأين حدث ذلك؟ في أدغال أفريقيا، وتحديدا في ليبيريا، ونجح اللاعب صاحب 24 عاما في رد جميل مدربه بتقديم أداء وصفته الجماهير الجزائرية بالجيد.

"التيكي تاكا" حاضرة واللعب المباشر غائب ضد ليبيريا

ملاحظة أخرى، يمكن تدوينها حول طريقة تعامل المدرب بيتكوفيتش مع مباراة ليبيريا، هو تخليه عن اللعب المباشر بكرات طويلة مستقيمة إلى الأمام، وانتظار عودة الكرة الثانية للاعبيه من أجل الوصول إلى مرمى المنافس.

فكر كروي جديد ظهر به منتخب الجزائر بقيادة بيتكوفيتش في لقائه أمام ليبيريا، ولكنه معروف لدى الجميع، إنها طريقة "التيكي تاكا" القائمة على الاستحواذ وبناء الهجمات من الخلف.

هذه الفلسفة ظهرت في طريقة لعب منتخب الجزائر ضد "النجوم الوحيدة" الليبيرية في الشوط الأول عل وجه الخصوص، حيث كان "محاربو الصحراء" يبنون الهجمة بتمرير الكرة بينهم وصولا إلى منطقة المنافس، وأثمرت هذه الطريقة عن تسجيل هدفين اثنين في المرحلة الأولى من اللقاء.

ونقطة إيجابية أخرى، تحلى بها مهاجمو الجزائر لدى مواجهتهم لمنتخب ليبيريا، وهي اللامركزية وتبادل الثلاثي غويري وبن رحمة وبنزية للأدوار بينهم، وذلك في مرونة فككت حصون الدفاع الليبيري، وجعلته يتلقى الأهداف.

والأمر المهم الآخر، هو أن منتخب "الخضر" لم يظهر في مونروفيا بوجه باهت خلال الشوط الأول مثلما اعتاد على الظهور به تحت قيادة بيتكوفيتش في المباريات السابقة، ويمكن القول إنه دخل لقاءاته بشكل جيد لأول مرة في عهد المدرب السويسري.

إذن يمكن القول مبدئيا وبحذر أن منتخب الجزائر مع بيتكوفيتش لم يعد كتابا مفتوحا، بل هو كتاب يجب قراءة صفحاته، والتمعن في مفرداته، والقيام بعملية تحليل بين سطوره لمعرفته جيدا والفوز عليه، وذلك في انتظار تأكيد هذا الأمر في قادم الاستحقاقات والمواعيد.

شارك: