بن عمار لـwinwin: وضع اليونسي مريب وسأجمع فرقاء الإفريقي
خرج حمودة بن عمار الرئيس السابق للنادي الإفريقي والذي عرف معه أزهى الفترات عن صمته؛ ليدلي بدلوه فيما يحدث في ناديه في ضوء احتجاجات المشجعين المطالبين برحيل الرئيس الحالي عبد السلام اليونسي. وتحدث بن عمار المعروف بكونه "الأب الروحي " للنادي الإفريقي عن الأزمة، وكشف عن مقترحات كفيلة بإخراج النادي التونسي العريق من أزمته.
حمودة بن عمار بدأ مسيرته في الإفريقي بوصفه لاعب كرة يد، ثم تدرج في المسؤوليات وترأس الإفريقي، وحصل معه على ألقاب، كما ترأس الاتحاد التونسي لكرة القدم، ونال معه كأس إفريقيا للأمم 2004، وهي الوحيدة في سجل تونس. وبالرغم مما عرف عنه من رصانة وبرودة دم فإنه قد تكلم هذه المرة بحرقة على وضع الإفريقي، وأطلق صيحة فزع مطالبا بإيجاد حل سريع للوضع.
هل هو ضغط الجماهير الذي دفع الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى مطالبة رئيس الإفريقي بالتقارير المالية؟ وما المقصود بذلك؟
صحيح هناك ضغط كبير مسلط من الجمهور والأحباء على مجلس الإدارة الحالي للنادي الإفريقي الذي أصبح غير مرغوب فيه، ويبدو أن الاتحاد التونسي لكرة القدم قد اقتنع أنه عليه التدخل لإيقاف النزيف حتى لا يبقى الاتحاد في موقف محرج مع الأنصار، ولا يتهم بأنه يقف إلى جانب مجلس الإدارة المرفوض، وبالتالي مطالبة لجنة الطوارئ بالتقارير المالية وبتركيبة مجلس الإدارة فيها إشارة واضحة إلى أن اتحاد كرة القدم يدفع باتجاه هيئة عمومية خارقة للعادة من أجل تسليم العهدة لمجلس إدارة جديد يدير دواليب النادي حتى نهاية الموسم على الأقل أو المواصلة إذا حصل إجماع حوله.
إذن اتحاد الكرة أعاد إليكم بوصفكم رؤساء ومسؤولين سابقين؛ الكرة من جديد وعليكم إيجاد البديل لليونسي؟
وهو كذلك، ولكن ثقتي في أبناء النادي كبيرة، ففي الماضي كانوا يخشون من المصير المجهول بسبب العقوبات والقضايا، لكن على جمهورنا أن يساعدنا هذه المرة للتوصل إلى حل واختيار من بمقدورهم تحمل المسؤولية في هذا الظرف، فقد أصبح للإفريقي مداخيل عقود رعاية قارة، ولم يبق إلا إيجاد من يحسن التصرف في هذه المسائل.
اليونسي اشترط على كل من يريد خلافته أن يوفر 12 مليون دولار قيمة الخطايا والعقوبات والديون.. كيف ستتصرفون؟
هذا كلام مردود على صاحبه، أصبح اليونسي مرفوضا، وما قاله هو بمثابة رقصة الديك المذبوح؛ لأن عبد السلام اليونسي أصبح يبحث عن مخرج قانوني يغادر بفضله النادي الإفريقي. اليونسي ينتظر منا اليوم الحل، والحال أن من أكبر أخطائه أنه لم يكن عنصر تجميع للمسؤولين والرؤساء السابقين، ولم يقم بلم الشمل حتى نقف جميعا لنادينا، ولم يصارحنا بل أصبح عنصر فرقة؛ لذلك انسحبنا من الواجهة خلال الموسمين الماضيين.
من غير المقبول في النادي الإفريقي أن نواصل مع رئيس ناد ممنوع من دخول مقر الإدارة ولا يواكب التمارين خشية من ردود أفعال الجماهير، بل إنه لا يقدر حتى على مواكبة المباريات الرسمية. إذن أصبح مرفوضا حيثما حل، ولا أفهم ما الذي يجعله متمسكا بالبقاء بعد كل هذه –واعتذر على المصطلح- هذه اللاءات والإهانات..؟ لقد أصبحنا نشك أحيانا أن هناك أمرا ما يخشاه اليونسي لذلك يتمسك بالبقاء.
هل بمقدوركم إيجاد البديل.. سيناريو العجز في الصائفة سيتكرر، ويصبح اليونسي بطلا من جديد؟
أعترف أنه خلال إعلان اليونسي المغادرة في الصائفة الماضية لم نتمكن من إيجاد البديل، مع أننا اجتمعنا مع العديد من كبار المسؤولين السابقين والشبان، وحاولنا تكوين مجلس إدارة محاط بحزام مالي يؤمنه كبار رجال الأعمال، لكن الخوف من المجهول وعدم المعرفة بالملفات والقضايا جعل من رشحناهم يتراجعون.
اليوم ليس أمامنا من حل غير إيجاد البديل، وطالما الاتحاد التونسي طلب التقارير المالية، فستكون لدينا فرصة للاطلاع على حقيقة الوضع حتى نعرف ما نحن مقدمون عليه، وشخصيا بادرت بالاتصال بالمسؤولين السابقين حتى نتجمع من جديد، وسأطلب من المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة -الذي ترأسته سابقا– أن يمد لنا يد المساعدة لحلحلة الملفات المطروحة والاطلاع على حقائق الأمور.
من هم هؤلاء المسؤولون؟ ومن ترونه قادرا على قيادة السفينة وسط الأمواج العاتية للقضايا والديون والعقوبات؟
بدأت أتصل بـ كمال أيدير وفاضل عبد الكافي وحمد علي المبروك وخليل الشايبي ومهدي الغربي ومروان حمودية وفريد عباس وحتى سي حمادي –نتمنى له الشفاء العاجل- أعلن دعمه ومساندته لنا وهو على فراش المرض. لابد أن نكون جيلا جديدا من المسؤولين وأن نمنح الفرصة للشبان على غرار مهدي الغربي ومروان حمودية.. ونسندهم لوجيستيا وماليا خاصة أن جل رجال الأعمال من أبناء الإفريقي مستعدون لتقديم الدعم مقابل اشتراطهم تكوين لجنة مراقبة تتابع كل الأمور حتى لا يتكرر السيناريو الذي عشناه مع سليم الرياحي وعبد السلام اليونسي. أموال تدخل وتخرج بلا حسيب ولا رقيب ثم نسمع عن عدم خلاص المستحقات والقضايا في الاتحاد التونسي أو "الفيفا".
النادي الإفريقي كبير وعريق ويعج بالكفاءات والمواهب، وهو صاحب أكبر قاعدة جماهيرية في تونس وفي الخارج له امتداد كبير؛ لذلك لن نجد أي صعوبة في إيجاد بديل لمجلس إدارة عبد السلام اليونسي، وهذا واجبنا لإنقاذ نادينا.
نكرر السؤال.. هل سيجتمع الفرقاء هذه المرة وهل ستتوحد الآراء؟
إذا كنا نريد مصلحة النادي الإفريقي بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة، فلا خيار لنا سوى الالتفاف حول الإفريقي الكبير بأبنائه ورجاله، وشخصيا أنا صديق الجميع، ولم تكن لي أي مشكلة سواء مع المسؤولين أو حتى مع أصغر محب، ولهذا سأكون ضامنا لتجمع الأفارقة من جديد؛ لأن هناك اعتصاما واحتجاجات في مقر النادي، وعليه وجب أن نتحرك لإيقاف النزيف حتى لا تتعطل مصالح الإفريقي أكثر من اللزوم، وحتى يتسنى لمن سيتحملون المسؤولية مباشرة مهامهم في ظروف عادية، وعلينا في كل الأحوال إنقاذ موسم المئوية والتأسيس لمجلس إدارة تدعمه كل الأطراف الفاعلة.