بقرار غير فني.. كيف استعاد برشلونة توازنه تحت قيادة تشافي؟
حقق برشلونة فوزًا جديدًا، وهذه المرة على حساب مُضيفه سيلتا فيغو (1-2)، وسط آمال لدى جماهير النادي في استعادة فريقهم المُفضل ثقافة الفوز، خلال الأشهر الأخيرة من حقبة المدرب الشاب تشافي هيرنانديز.
وعانى برشلونة كثيرًا هذا الموسم، خاصةً على الصعيد المحلي؛ حيث بدا الفريق الكتالوني غير قادر على تكرار مستوياته المميزة الموسم الماضي.
وأنهى برشلونة موسمه الأخير بطلًا للدوري الإسباني وكأس السوبر المحلية، مع التأهل إلى نصف نهائي كأس ملك إسبانيا. وقبل نحو 3 أشهر على انتهاء الموسم الحالي، فقد البرسا لقب السوبر بالفعل، فيما ودع منافسات كأس الملك من ربع النهائي.
أما في الدوري، فالأمور لم تكن بأفضل حال؛ حيث توالت تعثرات الفريق، حتى بات مُبتعدًا بـ10 نقاط كاملة عن ريال مدريد المتصدر، قبل انطلاق الجولة الـ25 من البطولة.
وأسفرت نتائج برشلونة المتذبذبة عن إعلان تشافي رحيله عن تدريب الفريق مع نهاية الموسم، وسط انتقادات قوية وحادة لعمل المدير الفني صاحب الـ44 عامًا.
توقعات كبيرة ونتائج صادمة
حقق برشلونة نتائج محلية مميزة الموسم الماضي 2022-23. ومع وصول بعض اللاعبين الجدد في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، على غرار إيلكاي غوندوغان وجواو كانسيلو وجواو فيليكس، بدا واضحًا أن مشروع تشافي وُلد لكي ينجح ويستمر.
لكن النتائج في الموسم الجديد لم تثبت صحة هذه النظرية؛ حيث أخفق البرسا في تكرار مستوياته ونتائجه الجيدة، وسط تراجع لافت بأداء لاعبين مهمين في الفريق.
وفقد برشلونة فعاليته الهجومية، فيما أخفق دفاع الفريق في الذود عن مرماه كما كان يحدث الموسم الماضي، لتصبح "هزيمة البلوغرانا" أمرًا في متناول عدد من الأندية المنافسة بدوري الدرجة الأولى الإسباني.
حلول تشافي الفنية
حاول تشافي تصحيح الأوضاع، من خلال تدخلات فنية، لكن الواقع أن تدخلات المدرب لم توقف سلسلة النتائج المتذبذبة للفريق.
على سبيل المثال، غيّر تشافي كثيرًا في تركيبة الخط الخلفي، لكن دفاعات الفريق ظلت هشة، والأمر نفسه في خطَي الوسط والهجوم. ومع استنفاد الحلول الفنية، وزيادة وتيرة الانتقادات، وحدة الضغوط على المدير الفني، قرر الأخير إعلان رحيله.
برشلونة جديد بعد إعلان الرحيل
توقع تشافي أن تهدأ موجة الانتقادات والضغوط بعد إعلان قراره بالرحيل في نهاية الموسم. وبالفعل، حدث ما توقعه مدرب برشلونة، ليعود الفريق إلى العمل ببعض الهدوء.
وبالإضافة إلى ذلك، بدا بعض اللاعبين متحمسين لإنهاء حقبة تشافي بصورة جيدة، فتحسن أداؤهم بصورة لافتة، على غرار المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فيما واصل لاعبون آخرون تقديم مردودهم المميز منذ بداية الموسم، على شاكلة الجناح الإسباني لامين يامال.
وبذلك، أصبح برشلونة في وضع فني وذهني أفضل، ليعود الفريق إلى طريق الانتصارات بصورة أكثر ثباتًا واستمرارية.
وإحصائيًا، حقق برشلونة الفوز 3 مرات، مقابل تعادل واحد، في آخر 4 مباريات، ليحصد 10 نقاط من 12 ممكنة في الدوري الإسباني.
نابولي.. الاختبار القادم
يدرك برشلونة أن المنافسة الجادة على لقب الدوري الإسباني قد تكون هدفًا بعيد المنال. وبعد خسارة كأس السوبر والإقصاء من كأس ملك إسبانيا، تصبح مسابقة دوري أبطال أوروبا بمثابة "الفرصة الأخيرة" للبرسا من أجل إنقاذ موسمه.
وسيخوض برشلونة مباراته القادمة أمام نابولي الإيطالي، يوم الأربعاء المقبل، في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
ويعتقد مراقبون بأن برشلونة يدخل مواجهة نابولي بأفضل حال ممكنة هذا الموسم؛ فالفريق تخلص من ضغوطه، وصار جاهزًا، بفضل "قرار غير فني" اتخذه تشافي هيرنانديز.