بعد غزو أوكرانيا..روسيا تنضم لدولتين تعرضتا للحرمان

تاريخ النشر:
2022-03-01 00:20
-
آخر تعديل:
2022-03-01 00:21
جماهير في ملعب برشلونة (كامب نو) تطالب بوقف حرب روسيا على أوكرانيا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "UEFA"، اليوم الاثنين 28 فبراير/ شباط، حظر مشاركة المنتخبات والأندية الروسية في المنافسات الدولية والقارية حتى إشعار آخر، بما في ذلك مباريات الملحق الأوروبي المؤهل إلى كأس العالم قطر 2022، وذلك بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس الماضي 24 فبراير/ شباط، إعلان الحرب على أوكرانيا.

وقال الاتحاد الدولي والأوروبي في بيان مشترك إن "هناك تضامنا كاملا مع جميع المتضررين في أوكرانيا"، وقد جاءت هذه العقوبة بعد أن دفعت اللجنة الأولمبية الدولية العشرات من الهيئات الإدارية الرياضية لاستبعاد الرياضيين والمسؤولين الروس من الأحداث الدولية، وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن هذا ضروري "لحماية نزاهة المسابقات الرياضية العالمية ولسلامة جميع المشاركين".

وهكذا، أصبحت الكرة الروسية في الوقت الحالي "منبوذة" عالميا، وهي عقوبة لم نشهدها منذ عقود، حيث سبق وأن تعرضت دولتان من قبل للحرمان من المشاركة في المنافسات الدولية، حيث يرصد winwin في السطور التالية تلك القصص.

حرب البلقان تُبعد يوغوسلافيا من منافسات كرة القدم الدولية

تواجه روسيا الآن نفس العزلة التي عانت منها يوغوسلافيا عام 1992 بعد مشاركتها في حرب البلقان، حيث تم معاقبتها بالحرمان من المشاركة في الكرة الدولية حتى عام 1996، وتم استبعادها من كأس أمم أوروبا 1992 بعد التأهل إليها، كما مُنعت من المشاركة في نهائيات كأس العالم عام 1994 وكأس أمم أوروبا 1996.

وكانت جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية قد تأسست عام 1943 وضمت دول كرواتيا، مقدونيا، البوسنة والهرسك، وأخيرا صربيا والجبل الأسود، ثم تفككت يوغوسلافيا في 1992 وبدأت بعد ذلك كل دولة من هذه الدول في حربها الخاصة للحصول على الاستقلال الكامل واعتراف الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات سابقة عبر "رويترز"، تحدث رئيس اتحاد صربيا والجبل الأسود، توميسلاف كارادزيتش، عن التأثير المدمر لما حدث على كرة القدم في البلاد، وقال: "حُرم أبرز جيلنا وعلى رأسهم دراجان ستويكوفيتش وديان سافيسيفتش وسينيسا ميهايلوفيتش وبريدراج مياتوفيتش، من فرصة الفوز ببطولات كبرى لبلادهم في أوج مجدهم، غابوا عن بطولتين أوروبيتين وبطولة كأس عالم".

وأضاف: "بعد ذلك قدموا عروضا قوية ليتمكنوا من الوصول إلى دور الـ16 في كأس العالم 98 ولدور الثمانية في بطولة اليورو عام 2000، ولكن الغياب الطويل عن الساحة الدولية كان له أثره وكاد أن يدمر كرة القدم في بلادنا".

جنوب إفريقيا بعيدة عن الكرة الدولية بسبب سياسة التمييز العنصري

 

تمتلك جنوب إفريقيا تاريخًا من النضال ضد التمييز العنصري الذي عطل كثيرًا بزوغ اسم "البافانا بافانا" في كرة القدم الإفريقية والدولية، ورغم أنها من المشاركين فى تأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" رفقة مصر والسودان وإثيوبيا عام 56، فإن سياستها العنصرية التي تمنع اختلاط العرقين خلقت لها أزمات كروية عديدة.

وتعرض منتخب جنوب إفريقيا للحرمان من المشاركة في أول نسخة من بطولات كأس أمم إفريقيا عام 1957، وفي العام التالي استبعدها الكاف رسميا من المشاركة في أي بطولة، قبل أن يعلن FIFA إيقاف الأنشطة الكروية لحين تعديل أوضاعها، وأعقبها بقرار استبعاد رسمى بسبب مذبحة عام 1976 التي مارستها سلطات البلاد ضد الثوريين السود، لتحرم الدولة كليا من المنافسات الدولية، من ضمنها كأس العالم، وهو ما ساهم في انحدار المسابقات المحلية.

وفي عام 1991، ظهرت بعض الخطوات لإنهاء نظام الفصل العنصري، ومنح FIFA جنوب إفريقيا فرصة العودة للمنافسات بعد استبعاد على مدار سنوات، وفى هذا العام تأسس الاتحاد الجنوب إفريقي بشكله الحالى، وكان البيان التأسيسى له قد تضمّن جملة "كرة القدم قادت الطريق لكسر قبضة مشددة من القمع العنصري"، وهو ما ساهم بعدها بعامين فقط فى إنهاء نظام الفصل العنصري رسميا.

سياسة روسيا تتسبب في مواجهة عقوبات رياضية مستمرة

العقوبات الكروية الأخيرة على روسيا جاءت بعد عامين من مشاركة الرياضيين الروس في أولمبياد طوكيو 2020، كرياضيين محايدين تحت اسم اللجنة الأولمبية الروسية، بعدما تم منع عزف النشيد الروسي، أو رفع العلم الروسي في أولمبياد طوكيو 2020، بسبب عقوبة تم فرضها على البلاد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، بسبب تعاطي المنشطات المدعومة من الدولة والتستر على الغش.

ورفضت روسيا في عام 2018 تقديم تقرير واضح وشفاف لوكالة مكافحة المنشطات، بشأن اختبارات المنشطات الدورية لرياضييها، بعد تقرير صادر عن الكندي ريتشارد مكلارين رئيس محققي الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، أظهر أن نظاماً مدعوماً من الدولة قام بالتلاعب والتستر على نتائج إيجابية لتحاليل العينات.
 

روسيا ترفع العلم الأولمبي في طوكيو 2020


وفي عام 2019، منحت اللجنة الأولمبية المسؤولين في روسيا مهلة 3 أسابيع للرد على الادعاءات بوجود تلاعب في مختبر موسكو للكشف عن المنشطات، لكن لم يتم الامتثال، لتقرر اللجنة الأولمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، عدم السماح لروسيا باستخدام علمها أو نشيدها في الألعاب الأولمبية المقبلة أو أي بطولة عالمية للعامين المقبلين، ومنعها أيضاً من التقدم لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى لمدة عامين، بسبب رفضها الشفافية بشأن بيانات ومعلومات اختبارات المنشطات.

وشاركت روسيا بـ335 رياضيًا في أولمبياد طوكيو 2020، وتم تسجيل كافة الميداليات التي حصلت عليها تحت اسم وعلم اللجنة الأولمبية الروسية، وليس باسم روسيا، كما لم يتم عزف النشيد الروسي خلال التتويج.

شارك: