بعد صن داونز.. خطأ يجب أن يكرره موسيماني!
يستعد الأهلي، بطل مصر وإفريقيا التاريخي، لمواجهة نهضة بركان المغربي في مباراة السوبر الإفريقي، والمُقرر لها مساء الجمعة 28 مايو/ أيار، على أرضية ملعب "جاسم بن حمد" بالعاصمة القطرية الدوحة.
ويُصنف الأهلي على أنه المُرشح الأوفر حظا في مواجهة بركان، المترنح هذا الموسم، ومع ذلك يؤكد متابعون أن المارد الأحمر سيعاني صعوبات جمة للظفر بكأس السوبر السابعة في تاريخه والأولى منذ عام 2014، حال قرر مدرب الفريق، الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، خوض المباراة بنهجه المتحفظ وخطته الاعتيادية.
ويُفضل موسيماني الدفاع بأعداد كبيرة من اللاعبين؛ وتعتمد طريقته على ارتداد الجناحين للخلف وتكوين ستارة أمام مهاجمي وصناع لعب المنافس، مع الاعتماد هجوميا على السرعات والذكاء في اصطياد واستغلال أخطاء الخصوم.
وقدم الأهلي عرضا دفاعيا لافتا في مباراته الأخيرة ضد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، ليؤمن عبورا مقنعا إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال إفريقيا.
وتخلص موسيماني من القالب التكتيكي المُعتاد، والمتمثل في "4-2-3-1"، مع بداية المباراة الأخيرة ضد صن داونز، وقد نجحت الطريقة الجديدة "4-3-3" في تكوين شبكة دفاعية أكثر عمقا، أجهضت كثيرا من المحاولات الهجومية للبرازيليين.
وبكل تأكيد لن يكون الأهلي مُضطرا دائما لهذا النوع من الدفاع المُكثف؛ مع اعتياده على مواجهة أندية أقل قوة وامتلاكه ترسانة من اللاعبين المميزين هجوميا، لكنه وبالنظر لأفكار موسيماني ونقص الاستمرارية لدى أجنحة الفريق، فإن استخدام الطريقة الجديدة قد يصبح واجبا في كثير من المباريات؛ وخاصةً إن تحولت إلى "4-3-1-2".
"أفشة" صانع ألعاب
يملك محمد مجدي "أفشة" مقومات كبيرة بالفعل، وقد تمكن صاحب الـ 24 عاما من فرض نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة الأهلي ومنتخب مصر.
ويُظهر "أفشة" خطورة كبيرة حالة إشراكه كصانع ألعاب ثابت، كما أن استخدام ثلاثة لاعبين في خط الوسط سيمنح النجم السابق لبيراميدز المساحات المكانية والزمانية المطلوبة للإبداع وتمرير الكرات الحاسمة إلى ثنائي الهجوم.
ثنائي الهجوم
نجح محمد شريف في حجز مقعده كلاعب أساسي في هجوم الأهلي، ويعتقد محللون أن تشكيلة موسيماني لا تزال في حاجة إلى مهاجم إضافي، سواء كان متحركا وهميا (جونيور أجاي، صلاح محسن) أو صريحا متمركزا (والتر بواليا، مروان محسن).
وقدم صلاح محسن مستويات كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، كما جاءت عودة أجاي من إصابة طويلة لتمثل عامل جذب للتحول إلى خطة هجومية مختلفة.
الجناحان
أخفق حسين الشحات في تقديم المستويات المأمولة منه، ولم يُظهر طاهر محمد طاهر الاستمرارية المطلوبة رغم امتلاكه الجودة، والأمر ذاته لمحمود عبد المُنعم "كهربا"، مع قناعة موسيماني بصعوبة التعويل دائما على المُخضرم وليد سليمان، وكلها عوامل قد تدفع الأهلي للتحول إلى خطة جديدة.
وربما تمثل خطة "4-3-1-2" حلا مثاليا للأهلي؛ مع ارتكازها هجوميا على صانع لعب ثابت خلف مهاجمين اثنين.
مشكلة واجهها فايلر وموسيماني
سبق للسويسري رينيه فايلر، المدير الفني السابق للأهلي، أن واجه الزمالك في قمة الدور الثاني للدوري المصري الممتاز موسم 2019-20 بثلاثة لاعبين في خط الوسط، وهي طريقة كررها موسيماني في مواجهة سيمبا التنزاني، بإطار الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
وأخفق الأهلي في فرض إيقاعه بالمباراتين، قبل أن يخسر، رغم الاختلاف الكبير بين نهج فايلر (الهجومي) ونهج موسيماني (الدفاعي).
لقد أخطأ فايلر في تنظيم الأدوار الدفاعية والهجومية بين اللاعبين الثلاثة، وهو أمر لم يفعله موسيماني، لكن الأخير بالغ في الدفاع بما لا يتناسب مع فريق لا تقبل جماهيره الهزيمة.
خطأ يجب أن يكرره موسيماني
حقق الأهلي ثاني أكبر انتصاراته في دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم حينما تنقل لمواجهة فيتا كلوب الكونغولي برسم خططي "4-4-2"، بيد أن الفريق ظهر باهتا للغاية في المواجهة التالية، ضد المريخ السوداني، رغم استخدامه الطريقة ذاتها.
ويرجع ذلك إلى أن موسيماني جانبه الصواب في تقدير منافسه، ليرتكب خطأ في تثبيت طريقة اللعب، لكن الأكيد أن هناك من ينادي بأهمية تكرار ذلك الخطأ، وأن يعمد التقني صاحب الـ 56 عاما لخوض مباريات أكثر بثلاثة لاعبين في الوسط، شريطة ألا يبالغ في الدفاع.