بعد ريال مدريد.. هل أخطأ رونالدو بمغادرة يوفنتوس؟
يتخذ العديد من اللاعبين المحترفين بعض القرارات الخاطئة في مساراتهم المهنية، تؤثر بطريقة أو بأخرى بشكل سلبي في مستقبلهم ومشوارهم الكروي، رغم نجوميتهم.
ما يحدث حاليًا للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مدى صحة قراراته المتخذة في المواسم الأخيرة، والتي كان أبرزها قراره بالرحيل عن ريال مدريد الإسباني، وبعدها عن يوفنتوس الإيطالي.
ويمر رونالدو بفترة صعبة للغاية حاليًا مع ناديه الإنجليزي؛ إذ بات لاعبًا احتياطيًا في تشكيلة المدرب الهولندي، إيريك تين هاغ، وإحصائيًا، ومنذ انطلاق الموسم الجديد 2022-23، لم يلعب رونالدو سوى 378 دقيقة في 8 مواجهات كاملة مع مانشستر يونايتد، مُكتفيًا بتسجيل هدف واحد فقط في جميع المسابقات.
ونرصد في هذا التقرير من "winwin" أربعة عوامل تشير إلى أن قرارات رونالدو في تغيير الأجواء، من خلال الرحيل عن ريال مدريد وبعدها يوفنتوس، لم تكن صائبة في مشوار اللاعب.
غيابه عن دوري الأبطال
أكثر ما يقلق رونالدو حاليًا في مانشستر يونايتد، بغض النظر عن وضعيته الاحتياطية والنتائج المتذبذبة للنادي، هو عدم مشاركته في دوري أبطال أوروبا، بعد فشل اليونايتد في احتلال مركز مؤهل للمنافسة الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ".
ويعتبر الأسطورة رونالدو هداف دوري أبطال أوروبا التاريخي، وذلك برصيد 140 هدفًا، كما سبق له أن تُوج بـ5 ألقاب في المسابقة القارية، ويُعد أكثر اللاعبين خوضًا للمباريات في هذه المسابقة بـ183 مباراة.
وكان صاروخ ماديرا يطمح للمشاركة في المنافسة الأقوى في العالم على مستوى الأندية هذا الموسم 2022-23، من أجل تعزيز أرقامه في دوري الأبطال، وقد سعى جاهدًا في فترة التعاقدات الأخيرة من أجل الرحيل عن "الشياطين الحمر"، نحو فريق يسمح له بالمشاركة في هذه المنافسة، لكنه فشل في ذلك، بعدما كان قادرًا على ضمان اللعب في دوري الأبطال بصفة دائمة خلال تجربتيه في ريال مدريد ويوفنتوس.
منبوذ في غرفة الملابس
فجّرت تقارير إعلامية إنجليزية، في وقت سابق، مفاجأة من العيار الثقيل؛ حين قالت إن النجم البرتغالي رونالدو بات غير مُرحب به في غرفة ملابس مانشستر يونايتد، ومنبوذًا من بعض اللاعبين في النادي، مشيرة إلى أن أغلب زملائه كانوا ليصبحوا سعداءً في حال حزم حقائبه وغادر النادي في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة.
وأوضحت ذات التقارير أن هناك حالة غضب عارم لدى لاعبي مانشستر يونايتد من موقف رونالدو وسلوكه تجاه النادي، مضيفة أن تصرفات رونالدو تزعج الكثير من اللاعبين.
ويرى متابعون بالرغم من أن رونالدو لم يحقق أهدافه بشكل كامل مع يوفنتوس، من خلال فشله في قيادة النادي للتتويج بدوري أبطال أوروبا، إلا أنه على الأقل كان يحظى بمكانة مرموقة في النادي، سواء وسط المشجعين أو حتى بين زملائه اللاعبين، كما كان عليه الشأن في ريال مدريد.
مرفوض في العديد من الفرق
من بين أبرز النتائج الوخيمة أيضًا لقرار رونالدو بالرحيل عن يوفنتوس، والتحاقه بمانشستر يونايتد، هو تراجع مستواه ورفض العديد من الأندية الأوروبية لفكرة التعاقد معه في فترة الانتقالات الأخيرة.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن خورخي مينديز، وكيل أعمال رونالدو، عرض الأخير على أكثر من نادٍ معني بالمشاركة في دور المجموعات من دوري الأبطال، ولكن رفضوا التعاقد مع "الدون" في مشهد غير مألوف بالنسبة لعشاق اللاعب البرتغالي.
ومن أبرز الأندية التي رفضت انتداب رونالدو؛ فريقه الأسبق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وأولمبيك مارسيليا الفرنسي، ومن إيطاليا هناك ميلان وإنتر ونابولي، وحتى بايرن ميونيخ وبوريسيا دورتموند الألمانيين، بالإضافة إلى نادي تشيلسي الإنجليزي.
هل أصبح رونالدو لاعبًا منتهيًا؟
أطلقت شريحة من أنصار ريال مدريد لقب "المنتهي" على رونالدو قبل آخر موسم له مع الفريق عام 2018، ولكن اللاعب بعد التحاقه بيوفنتوس، حقق أرقامًا جيدة ونجاحات فردية، رد من خلالها على كل من وصفه بهذا الوصف، فضلًا عن إسهامه في تتويج منتخب بلاده بدوري الأمم الأوروبية عام 2019.
وحاليًا، ومع البداية الصعبة والسيئة له مع مانشستر، عادت الأصوات لتتعالى مجددًا لتصف رونالدو مرة أخرى بالمنتهي، حتى أن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا "الدون" بضرورة الاعتزال رأفة واحترامًا لتاريخه الكبير في كرة القدم، نظير ما يعانيه في مانشستر يونايتد.
والسؤال الذي يبقى مطروحًا؛ هل سيتمكن رونالدو من النهوض مرة أخرى للرد على منتقديه، وهو بسن الـ37 أم أنه حقًا "منتهٍ"، ومشواره شارف على النهاية؟