بعد الخسارة ضد مانشستر يونايتد.. 6 عوامل تضع ليفربول في أزمة
تعرّض ليفربول لهزيمة موجعة أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 1-2، مساء يوم الإثنين 22 أغسطس/ آب. لم تكن الخسارة مجرد مسألة تتعلق بالتاريخ، ولكنها أشارت أيضًا إلى مشاكل أوسع تم التغاضي عنها خلال الأشهر الماضية، حسب ما أشار إليه محللون.
سببت خسارة لقب الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة عن الغريم، مانشستر سيتي، وكذلك خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني في الموسم الماضي، آلامًا لأنصار الريدز بطبيعة الحال، لكن على الرغم من ذلك، يظل تراجعهم في بداية الموسم مفاجأةً بالتأكيد، لذا في هذا التقرير نلقي نظرة على 6 أسباب تضع ليفربول في أزمة خلال الوقت الحالي.
1- وقع الهزيمة أمام مانشستر يونايتد
كانت الهزيمة أمام مانشستر يونايتد الأولى لليفربول هذا الموسم، لكنها يجب أن تُؤخذ في سياق الفشل، نتيجة عدم الفوز خلال الثلاث جولات الأولى من البريميرليغ، بعد التعادل أمام فولهام وكريستال بالاس، لذا فإن وضع هذه النتيجة فقط في خانة "الهزيمة المؤقتة" يُعَدّ أمرًا مضلِلًا.
كان ليفربول متأخرًا في النتيجة في آخر 7 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي.. صحيح أن الفريق لم يخسر أيًّا من المباريات الستة السابقة قبل رحلته إلى أولد ترافورد، لكن هذا يعطي مؤشرًا بأنه يجب التوقف الآن وتصحيح الأخطاء.
كان أسلوب ليفربول تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب يدور حول إصابة المنافسين بالرعب، وذلك باستخدام الضغط العالي المستمر الذي يُنهك الخصوم.. هذا الشعور يجعلهم يعيشون في رعب منذ لحظة إطلاق صافرة البداية، لكن ذلك النهج كان غائبًا بشكل واضح عن أداء ليفربول في الدوري الإنجليزي هذا الموسم حتى الآن.
استعادة هذه الطاقة لن تكون أمرًا سهلاً، لا سيما في الخط الخلفي الذي بدا أنه يستنزف ثقة اللاعبين بشكل واضح.
2- معضلة الإصابات
في رحلته إلى أولد ترافورد، افتقد ليفربول 9 لاعبين بسبب الإصابة، بينما غاب الأوروغوياني داروين نونيز بسبب الإيقاف، لكن قائمة إصابات بهذا الحجم وفي هذا التوقيت من العام هي سلاح ذو حدين.
إلى أي مدى تُعتبر الإصابات تفسيرًا لبداية ليفربول الخجولة في الدوري الإنجليزي، وإلى أي مدى يمكن اعتبارها عذرًا، وإلى أي مدى يمكن أن تكون مشكلة بسبب قرار خاطئ داخل النادي؟
ليس من السهل الإجابة عن أسئلة مثل هذه، لكن من المدهش بالتأكيد أن ليفربول يعاني من كل هذه الإصابات في وقت مبكر جدًا من الموسم.
في هذا التوقيت من الموسم، ينبغي أن يكون جميع اللاعبين جاهزين.. وبشكل عام، يمكن القول إن وضعية ليفربول الراهنة تشكل مصدر قلق أكبر بسبب اقتراب موعد كأس العالم؛ فإذا لاحقت الإصابات اللاعبين الآن، فكيف سيكون الموقف بحلول نهاية العام؟
3- ليفربول يفتقد ساديو ماني
من غير البديهي قول هذا في عصرٍ يُعتبر فيه عمق الفريق حلًّا للسيطرة على الأزمات، لكن قد يكون لوصول لاعب أو مغادرته تأثير شديد في طريقة عمل الفريق، وفي هذا السياق، يبدو أن ليفربول يفتقد ساديو ماني أكثر بكثير مما اعتقده الكثيرون.
وصل الكولومبي لويس دياز في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، لكنه يقضي الكثير من الوقت في المراوغات. هذا ليس انتقادًا لدياز، لكن من الصعب تعويض ثلاثي ليفربول الذهبي، محمد صلاح وماني وروبرتو فيرمينو، سريعًا، خاصةً مع انضمام نونير حديثًا.
4- دكة بدلاء ضعيفة
إذا ألقيت نظرةً سريعةً على مقاعد البدلاء في ليفربول، فإنك ستدرك في الحال، سبب قيام يورغن كلوب بعمل 3 تبديلات فقط من 5 تبديلات متاحة أمام مانشستر يونايتد.
فعلى الرغم من الأخطاء التي حدثت على أرض الملعب، لم يكن لدى المدرب الألماني الكثير من الأشياء المتاحة تحت تصرفه على مقاعد البدلاء لإجراء التغييرات التي ربما كان يرغب في إجرائها.
كان إشراك جوردان هندرسون بجانب جيمس ميلنر خطأً واضحًا. يصل مجموع أعمار كِلا اللاعبين إلى 68 عامًا، ولم يعودا قادرين على تطبيق نوع الضغط الذي مارسته فِرق كلوب على مر السنين الماضية.
مع بقاء أسبوع أو أكثر قليلاً على إغلاق الميركاتو الصيفي، قد يضطر مدرب بوروسيا دورتموند الأسبق إلى التفكير في تقوية خط وسطه، وقد يلقي نظرةً على السوق، وبالنظر إلى أن ليفربول ليس ناديًا يشارك عادةً في عمليات البحث عن اللاعبين في اللحظة الأخيرة ، فإن هذا يضع كلوب في موقف صعب.
5- بوادر أزمة داخل ليفربول
أكثر من مرة خلال مباراة مانشستر يونايتد نقلت كاميرات التلفزيون نقاشًا حادًا بين الإنجليزي جيمس ميلنر والهولندي فيرجيل فان دايك، بعد مشهد هدف جادون سانشو، وقد عانى بقية أفراد ليفربول بسبب ما رأوه من قائدي الفريق.
هناك مشاكل أخرى أيضًا.. لقد بدا أندرو روبرتسون بعيدًا عن مستواه، وأظهر التحليل الإحصائي أنه لم يصل إلى أرقام الموسمين السابقين بعد، وكان فيرجيل فان دايك أفضل مدافع في الدوري الإنجليزي قبل عامين، لكنه لم يعد كذلك في الوقت الحالي.
6- الابتعاد أكثر عن مانشستر سيتي
رأى الكثيرون منذ فترة أن السباق على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم سيكون مثيرًا بين مانشستر سيتي وليفربول. هذا شيء طبيعي، فقد كان هذا هو الاتجاه السائد خلال السنوات القليلة الماضية.
بدأ مانشستر سيتي بدايةً قويةً، وحتى تعادله في نيوكاسل لم يكن سيئًا بالنظر لمجريات اللقاء، لكن المفاجأة هي أن ليفربول فقد نقاطًا عديدة. من السابق لأوانه أن نقول إن سباق اللقب قد انتهى، لكن إسقاط 7 نقاط خلال أول 3 مباريات في مسار موسم الدوري المكون من 38 مباراة، يقلل بشدة فرصة الفوز باللقب.
من الناحية النفسية، كان الفوز في أولد ترافورد سيقطع شوطًا طويلاً نحو محو ما حدث خلال أول جولتين، لكن فشل ليفربول في القيام بذلك ترك له الكثير من المشاكل؛ سواء على أرض الملعب أو داخل رؤوس اللاعبين. ما سيحدث بعد ذلك قد يكون أكثر أهمية من خسارة مباراة واحدة. يجب أن يعود ليفربول، وعليه القيام بذلك بسرعة.