بعد أن ضل الطريق.. الفيصلي الأردني يعيد ضبط بوصلته
بدأ نادي الفيصلي العمل على ضبط بوصلته بعد أن ضل الطريق مع انطلاق بطولة الدوري الأردني لكرة القدم، حيث استنزف 4 نقاط مهمة من أصل 3 مباريات، وجمع بالتالي 5 نقاط متأخرًا بفارق 4 نقاط عن المتصدر الأهلي.
ودخل الفريق السماوي الموسم الجديد بأمل المنافسة على الألقاب، بعدما اكتفى الموسم الماضي بإحراز بطولة الدرع التي لا تخول لحامل لقبها تمثيل كرة القدم الأردنية بأي بطولة خارجية.
وانطلقت رحلة إعداد الفريق للموسم الجديد مبكرًا، حيث جدد عقد مديره الفني أحمد هايل، لكن الأخير قاد الفريق في الجولتين الأولى والثانية من بطولة الدوري الأردني قبل أن يتم فسخ عقده.
وقام نادي الفيصلي بالتعاقد مع السوري رأفت محمد ليتولى مهمة قيادة الفريق خلفًا لهايل، بحثًا عن تصحيح لمسار من خلال وضع حد للنزيف النقطي واستعادة ثقة الجماهير بقدرة اللاعبين على استعادة لقب الدوري المحلي.
الفيصلي يضبط البوصلة في توقيت مهم
ثمة من يرى أن مجلس إدارة الفيصلي تسرع في قرار الاستغناء عن المدرب أحمد هايل، وهناك من رأى العكس تمامًا، وخاصة أن نزيف نقطة أو نقطتين قد يؤثر في النهاية على مسار حسم اللقب، وبالتالي لا بد من تدخل سريع وجراحة عاجلة. وكان الفريق قد خسر الموسم الماضي فرصة التتويج باللقب بعد أن حل وصيفًا للحسين إربد، حيث تأخر عنه بفارق نقطتين فقط.
ويبدو أن إدارة نادي الفيصلي أرادت أن تضبط بوصلة الفريق سريعًا، لأن نزيف المزيد من النقاط قد يطيح بآمال المنافسة على اللقب مبكرًا مع اشتداد المنافسة بينه وبين الحسين إربد والوحدات وحتى الرمثا.
وقاد مؤيد أبو كشك المدرب العام الفريق بشكل مؤقت في الجولة الثالثة من بطولة الدوري، وكان الفريق بطريقه للخسارة أو التعادل قبل أن تشهد الدقائق الأخيرة تحقيق هدف الفوز بمجهود فردي رائع من عمر هاني الذي هيأ كرة لنفسه على مشارف منطقة الجزاء وألصقها شباك مرمى شباب الأردن ليفوز بالنهاية (3-2).
وبعد انتهاء الجولة الثالثة، أعلن النادي عن تعاقده رسميًا مع السوري رأفت محمد الذي يتمتع بسيرة تدريبية جيدة، حيث حقق إنجازات لافتة في سوريا ولبنان.
ولعل ما شجع إدارة الفيصلي على المغامرة بتغيير الجهاز الفني، فترة التوقف التي ستشهدها بطولة الدوري لإتاحة المجال أمام منتخب النشامى لخوض مباراتيه أمام الكويت وفلسطين في الدور الحاسم والمؤهل لكأس العالم 2026، حيث سيكون أمام المدرب الجديد الوقت الجيد لمعاينة مكامن ضعف وقوة فريقه.
ويعتبر رأفت محمد من المطلعين على طبيعة وقدرات الدوري الأردني باعتباره لعب سابقًا ولعدة سنوات لفريق شباب الأردن، وكان مرشحًا كلاعب للانضمام للفيصلي عندما تسلم السوري نزار محروس دفة القيادة قبل أكثر من 12 عامًا.
فسخ عقود لاستقطاب آخرين
ما أن باشر رأفت محمد قيادة تدريبات فريق "الزعيم"، حتى كان النادي يعلن عن فسخ عقد المحترف الفلسطيني تامر صيام واللاعب المحلي عبد الله خالد عوض.
ويتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة استقطاب الفيصلي محترفًا بديلاً لصيام، والبحث كذلك عن صفقة محلية تعزز من القدرات الهجومية للفريق، ورغم مطالبات جماهيره بفسخ عقد السوري محمد ريحانية، إلا أن الأمر سيعود للمدير الفني الجديد وخاصة أنه أدرى من غيره بقدرات اللاعب باعتبارهما من نفس البلد.
واستقطب الفيصلي مؤخرًا لاعبه السابق ياسين البخيت فيما زرع السنغالي سيمون ديديو الأمل لدى جماهير الفريق كصفقة ناجحة ومؤثرة عندما سجل هدفين في مرمى شباب الأردن في أول مباراة يشارك بها.
ويستقر الفريق حاليًا في المركز الخامس على سلم ترتيب الفرق برصيد 5 نقاط، حيث تعادل مع معان (0-0) والسلط (1-1) قبل أن يحقق فوزًا مثيرًا على شباب الأردن (3-2).
وكان الفيصلي قد خسر جهود عدد كبير من لاعبيه المميزين وخاصة الذين انتقلوا إلى صفوف الحسين أربد، وهم إحسان حداد ويوسف أبو جلبوش، بينما فضل يزيد أبو ليلى حارس مرماه السابق بعد أن أنهى تجربته الاحترافية في السعودية، الانتقال لصفوف الحسين إربد.
وقد تسعف التغييرات التي أحدثها وسيحدثها نادي الفيصلي على صعيد عناصره، تعديلًا يعيد الإشراقة للفريق، مما يحيي آماله وجماهيره بانطلاقة قوية في المرحلة المقبلة تعيد بوصلته نحو المنافسة القوية على الألقاب وخاصة الدوري الأردني.