برشلونة يواصل الضغط.. عرض مميز أمام لاس بالماس ونهاية مخيفة
واصل برشلونة محاولاته للضغط على المتصدر ريال مدريد بعدما هزم لاس بالماس بهدف نظيف ليضيق الفارق إلى 5 نقاط في انتظار أي هدية من ضيف ريال مدريد في مباراة "سانتياغو برنابيو" مساء الأحد وهو أتلتيك بيلباو.
البارسا قدّم عرضًا مميزًا سواء قبل النقص العددي للاس بالماس أو بعده، وهو العرض الذي يتسق مع الأداء والعروض المميزة التي يقدمها البلوغرانا في الآونة الأخيرة وأعادته للمنافسة على لقب الليغا رغم فرصة الريال الواضحة في الحسم.
رافينيا وتألق في الوقت المناسب رغم قرار غريب
خاص برشلونة اللقاء بتشكيلة مثالية.. إينيغو مارتينيز كان مناسبًا للقاء أمام فريق تراجع للخلف، ما يتطلب قلوب دفاع تجيد التمرير، كما اختار تشافي الاعتماد على رافينيا على الرواق الأيسر مستفيدًا من حالته الفنية اللافتة في المباريات الأخيرة، بينما لم يكن هناك خلاف كبير على المتبقين في التشكيلة.
ظهور رافينيا بحالته الجيدة ساعد البارسا على فتح جبهتين بدلًا من حصر الخطورة على جبهة لامين يامال ومضاعفة الضغط عليه. توقيت هذه الحالة الجيدة لرافينيا كانت مثالية بعدما لم يظهر يامال بشكل جيد في ظل الاستنزاف الكبير الذي تعرض له خلال التوقف الدولي.
رغم لعبه على اليسار بقدمه اليسرى إلّا أن رافينيا كان ينضم كثيرًا إلى العمق سواء في وسط الملعب أو داخل منطقة الجزاء، وكان سيئ الحظ عندما ألغى الحكم هدفه بقرار أثار استغراب كثيرين، لكنه لم ييأس، بل تسبب في طرد حارس لاس بالماس ألبارو باييث الذي يعد أحد أهم نقاط قوة الفريق الضيف قبل أن يسجل هدف الفوز في الشوط الثاني.
لكن سيحتاج كثيرون تفسيرَ لجنة الحكام الإسبانية لقرار حكم المباراة بعدم احتساب الهدف، فليفاندوفسكي لم يكن متسللًا، ورافينيا المتسلل لم يتداخل في اللعبة، إذ لا تبدو نظرية عدم لمس ليفا للكرة مقنعة، فمدافع لاس بالماس ساؤول كوكو لمسها متعمدًا ولم تصطدم الكرة به.
تبديلات في محلها
التبديلات التي أجراها تشافي في اللقاء تعبّر عن تركيزه خلال اللقاء ومعرفته لمن يعاني داخل الملعب، ولا يقدم المستوى المطلوب والمأمول، لذلك كان استبدال فيرمين لوبيز منطقيًا لكن ما زاد من فعاليته هو قرار تشافي بمضاعفة عناصر الوسط الهجومي واكتفائه بغوندوغان وسيرجي روبرتو.
كما كان خروج لامين يامال هو القرار المناسب للبارسا لحالته الفنية غير الجيدة خلال اللقاء ليصنع بديله جواو فيليكس الفارق بتمريرة ساحرة لرافينيا بالإضافة إلى عدة لمسات وتمريرات شكلت خطورة كبيرة على لاس بالماس.
اختيار تشافي لرافينيا للدخول للعمق كان موفقًا جدًا مع تثبيت جواو فيليكس على الجانب الأيسر، فالهدف جاء بهذا التمركز للاعبين تحديدًا.
نهايات خطيرة للمباراة
مع إضاعة جواو فيليكس فرصة في غاية السهولة، بدا للاس بالماس أن ثمة بريق أمل في المباراة مع استمرار التقدم الضيق، لذلك ظهر الوجه الذي يخشاه جمهور برشلونة دائمًا، وهو نسخة البارسا الهشة دفاعيًا والعجز عن الاحتفاظ بمرماه دون تهديد أمام 10 لاعبين.
إن كنت غير مقتنع؛ فربما تجدر بك مشاهدة تعابير وجهك عندما راوغ ألبرتو موليرو لاعب الوسط أوريول روميو وسدد في الزاوية القريبة ليقف تير شتيغن غير قادر على الحركة تجاهها؛ لكن الكرة مرت بسلام بعد احتكاكها بالشباك من الخارج.
أحد أهم النقاط التي سيكون على تشافي حلها في الفترة القادمة هي كيفية تحول الفرص السهلة إلى أهداف بعد إضاعة لاعبيه لعدة فرصة سهلة، رغم أن هذا لا ينفي التطور الكبير في مستوى روبرت ليفاندوفسكي في الآونة الأخيرة.
هل تعمّد لاعبو برشلونة الحصول على بطاقات صفراء؟
في الوقت الذي أثار فيه حكم المباراة جدلًا كبيرًا بقرار إلغاء هدف البارسا الأول، كانت هناك لقطة لافتة أخرى تخص روبرت ليفاندوفسكي وجواو كانسيلو، خاصةً من جانب الأول الذي تباطأ في الخروج من ملعب المباراة ليحصل على بطاقة صفراء ستتسبب في غيابه عن مباراة قادش القادمة.
نفس الشيء يخص جواو كانسيلو، ولو أن بطاقته كانت خلال لعبة طبيعية؛ لكن ذلك يثير التساؤلات بشأن إمكانية وجود تعمد من جانب لاعبي البلوغرانا للحصول على البطاقة، فهل يعتبر تشافي مباراة قادش سهلة؟ أم أنها فرصته الوحيدة لإلغاء بطاقات لاعبيه قبل الكلاسيكو؟ وهل يسري على الليغا ما يسري على دوري الأبطال الذي رصد فيه الاتحاد الأوروبي "اليويفا" من قبل عدة حالات شبيهة فقام بإيقاف لاعبيها؟! لننتظر ونشاهد!
إلى هنا يمكن القول إن البارسا قدّم مباراة جيدة جدًا تُضاعِف من الشعور بأن الليغا لم تنتهِ بعد، اللهم إلا إن قدّم ريال مدريد أداءً استثنائيًا يعفيه من خسارة الكثير من النقاط في قادم المواعيد.