برشلونة يهزم شاختار.. عن فيرمين وروميو والمجهود الإضافي!
خرج برشلونة الإسباني منتصرًا على شاختار دونتسك الأوكراني، بهدفين مقابل هدف، ليواصل شقّ طريقه نحو التأهل السريع لأدوار خروج المغلوب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد خروجه بالعلامة الكاملة من مبارياته الثلاثة حتى الآن.
في مواجهة شاختار، قدّم "البرسا" عرضًا ممتازًا في الشوط الأول، ومتوسّطًا في الشوط الثاني، حيث عمد تشافي إلى إراحة بعض لاعبيه، على غرار غافي وأكثر من لاعب آخر في خط الدفاع، ورغم ذلك كان أداء الفريق مميزًا في أول شوط، إذ نجح خلاله في خلق عديد الفرص، وتمكن من استغلال اثنتين منها، لكنه استقبل هدفًا في الشوط الثاني أعاد شاختار إلى المباراة.
استراتيجيات فعالة
بدأ برشلونة يستفيد من مبارياته الماضية على المستوى الهجومي، حيث كان الفريق أفضل بوضوح في مسألة الخروج بالكرة، بعد اعتماد تشافي على تمريرات إينيغو مارتينيز الأمامية للخطوط الهجومية مباشرة، من دون اللجوء كثيرًا لخط وسط مفكك البناء، والمثال الحيّ كان هدف برشلونة أمام أتلتيك بيلباو في الليغا، عندما مرّر إينيغو إلى جواو فيلكس، الذي بدوره منح بينية سريعة إلى مارك غويو صاحب هدف الفوز.
كما أنّ البرسا أعاد تكرار تحرك لا تخطئه العين باستمرار، عندما تُلعب عرضيات قُطرية للقادمين من الخلف، كما حدث في هدف جواو كانسيلو أمام سيلتا فيغو، أو هدف جواو فيليكس المُلغَى أمام مايوركا.
وكان ملفتًا للنظر أن ندرك أنّ هدف فيران توريس الذي احتُسب، هو "أول" هدف يُحتسب لبرشلونة عن طريق الـ"VAR" في تاريخه بدوري الأبطال!
فيرمين لوبيز.. يعيد اكتشاف موهبته
مباراة شبه مثالية قدّمها النجم الواعد فيرمين لوبيز اليوم، إذ بات من الواضح أنّ مركزه المناسب في الوقت الحالي يتمثل في خط الوسط الهجومي، وليس كرأس حربة.
يمتلك لوبيز الكثير من رباطة الجأش في المساحات الضيقة، بالإضافة إلى تمريراته الدقيقة الفعالة جدًا في الثلث الأخير من الملعب، لكنّ كل ذلك يعود إلى قدرته الهائلة على تنفيذ الاستقبال الأول للكرة ببراعة، الذي يمنحه لحظات إضافية، ليقرّر ماذا سيفعل بالكرة.
يمكنك ملاحظة ذلك في وضعية جسده، وقدرته الكبيرة على استقبال الكرة بقدمه اليسرى، مع الالتفاف بسرعة، ما يجعله حاسمًا جدًا في اللقطات التي تحتاج لسرعة بديهة وقرار.
تحركه كان بديعًا في لقطة الهدف الأول، وتسديدته كانت مذهلة في الهدف الثاني، ليستعيد الثقة بعد لحظات من الشك حامت حوله عندما لعب كرأس حربة.
روميو.. الثغرة الفادحة
تمثّلت النظرية الرائجة في أنّ روميو لاعب ممتاز على الصعيد الدفاعي، لذلك يمكن التنازل بعض الشيء عن قدراته الهجومية المتواضعة، من حيث البطء في التمرير أو إخراج الكرة بشكل خاطئ.
غير أنّ برشلونة لا يمتلك كذلك رفاهية أن يتنازل لروميو عن بعض النقاط الدفاعية، حيث وضح بشكل كبير في المباريات الأخيرة، أنّ لاعب ارتكاز برشلونة لا يتمتع بسرعة عالية تمكنه من اللحاق باللاعبين خفيفي الحركة، من ذوي السرعة العالية.
أويان سانثيت تجاوزه بسهولة في مباراة بيلباو، واظطرّ لارتكاب خطأ ببطاقة صفراء لإيقافه، لكنه هذه المرة لم يكن قادرًا على مسايرة سرعة إيقاع اللعبة، ولا السرعة الكبيرة التي تمتع بها الموهوب رقم 10 هيوري سوداكوف، الذي هرب منه وتمكن من تسجيل الهدف الوحيد للضيوف.
صداع الجبهة اليُمنى
المشكلة في برشلونة لا تتمثل في روميو وحده، لأنّ الأدوار الهجومية الكبيرة المنوط بها أيضًا البرتغالي جواو كانسيلو، تفرض على تشافي التعامل بشكل أكثر حرصًا مع الجبهة اليمنى، التي أصبحت المكان الذي يفضّل الجميع النفاذ منه لدفاعات برشلونة.
في مباراة بنفيكا حدث هذا الأمر، وأمام بيلباو كان نيكو ويليامز الأبرز باستغلال هذه الجبهة، أمّا اليوم فشاهدنا أراوخو مضطرًا للخروج لتغطية كانسيلو، ومع بطء سرعة روميو لتغطية أراوخو، واكتفاء إينيغو مارتينيز بمراقبة الجبهة الأخرى، كان الأمر صعبًا على برشلونة لمنع استقبال هدف أعاد المباراة للاشتعال من جديد، بعدما استعاد الأوكران ثقتهم في أنفسهم وفرصهم بالتدارك.
ركلة جزاء غير محتسبة
كان غريبًا ألاّ يحتسب حكم المباراة ركلة جزاء واضحة جدًا على لاعب شاختار ستيبانينكو، الذي لمس الكرة بيده بوضوح، ليمنع أراوخو من الوصول إليها أثناء الركلة الثابتة.
تلك الركلة كان من الممكن أن تنهي اللقاء عمليًا للبرسا وتريح الأعصاب، والأهم أن تريح لاعبي الفريق من بذل مجهود إضافي في آخر 20 دقيقة، كان يحتاج فيها الفريق لكل دقيقة من الراحة قبل خوض كلاسيكو، وسيكون خلاله الطرف الأقل حصولًا على الراحة بفارق 24 ساعة كاملة، عن غريمه ريال مدريد.
الأمر نفسه تكرّر في مباراة بيلباو التي دُفع فيها جواو فيلكس بوضوح في الشوط الأول، لكنّ الحكم لم يحتسب الكرة، ولا حتى بتقنية الفيديو المساعد، لذلك ربما يجدر بتشافي التنبيه على لاعبيه لفرض ضغط أكبر على حكام المباراة بالاعتراض الذكي، علّه يؤتي ثماره.