برشلونة يعيد إحياء الـ"Tiki-taka" من معقل ريال مدريد
حقق برشلونة الفوز أخيرًا في مباريات الكلاسيكو لأول مرّة منذ عام 2019، عندما سجّل 4 أهداف كاملة دون رد، في مرمى ريال مدريد وبملعبه "سانتياغو برنابيو" الأحد 20 مارس/ آذار، ضمن مباريات المرحلة الـ29 من الدوري الإسباني لكرة القدم.
ودخل المدرب الإسباني لبرشلونة، تشافي هيرنانديز (42 عامًا) تاريخ مباريات الكلاسيكو من أوسع أبوابه بعد أن حصد أول انتصار وفي أول كلاسيكو له بالليغا على الإطلاق، ليصبح ثالث مدرب فقط يحقق هذا الإنجاز، والمثير أنه جاء في العاصمة مدريد.
هل عادت Tiki-taka برشلونة من جديد؟
فوز برشلونة بالكلاسيكو لا يمكن اختزاله في النتيجة 4-0 فحسب، بل تتعدد فوائده لتمتد إلى الأداء في الملعب ومدى انسجام العناصر الجديدة، فضلًا عن فرض تشافي أسلوبه ونسقه المعتاد على ريال مدريد بملعبه وتفوقه على الخبير الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الملكي.
عطفًا على ذلك، تعالت الأصوات التي عقدت المقارنات بين تشافي وانطلاقة المدرب بيب غوارديولا في 2008، صانع نهضة البارسا الحديثة ومؤسس الـ"Tiki-taka"، لكن الشريحة الأكبر من الجماهير الكتالونية اهتمت بإفساد تشافي احتفال الميرينغي بالذكرى الـ120 لتأسيسه، والتي من أجلها صممّت شركة "أديداس" قميصًا خاصًا لونه أسود.
اختفاء مدريدي في الـ45 دقيقة الأولى.. وتنوع تكتيكي في الثانية
في الشوط الأول يمكن ملاحظة أن برشلونة أحكم السيطرة على كل أرجاء الملعب، وسط تراجع واضح من لاعبي ريال مدريد الذين كانوا في أرض الملعب برسم تكتيكي أقرب إلى (4-6-0)، وبلغت نسبة الاستحواذ الكتالوني قرابة 70%.
أمّا في الشوط الثاني، ومع أن برشلونة واصل فرض إيقاعه وسيطرته، فإن لاعبيه انكمشوا دفاعيًا بصلابة أمام هجمات ريال مدريد القليلة، وبرعوا في ذلك، ولم نشهد مساحات وراء جوردي ألبا، أو سيرخيو بوسكيتس كما جرت العادة.
بعد الاستراحة، نوّع المدرب تشافي من أساليبه الهجومية، فتارة هجمة منظمة، وتارة أخرى يضرب مدريد بالمرتدات والكرات العالية.
تشافي يعيد أمجاد برشلونة 6 عقود إلى الوراء
التغيّر الفنّي القوي الذي أحدثه تشافي في برشلونة خلال 4 أشهر، قابله رقم تاريخي لم يتحقق منذ نحو أكثر من نصف قرن، وبالتحديد عندما حاكى إنجاز المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيريرا الذي فاز في أول كلاسيكو له مع برشلونة بنتيجة 4-0 عام 1959.
إذ أمسى تشافي ثالث مدرب في تاريخ برشلونة يحقق الفوز بفارق 4 أهداف أو أكثر، في أول كلاسيكو له بعد السلوفاكي فيردناند دوسيتش الذي انتصر 7-2 في عام 1951، وهيريرا مخترع "الكاتيناتشو" صاحب الصولات والجولات في أوروبا.
أوباميانغ.. إنجاز دي ستيفانو أصبح من الماضي
وسجّل الغابوني إيمريك أوباميانغ هدفين، وقدّم تمريرة حاسمة إلى فيران توريس في لقطة الهدف الثالث، ليدخل تاريخ الكرة الإسبانية، ويصبح أول لاعب يسجل مرتين ويصنع في أول كلاسيكو، منذ ألفريد دي ستيفانو، الذي فعلها بقميص ريال مدريد عام 1953.
أوباميانغ.. كابوس ريال مدريد بالتخصص
وبهدفيه اليوم، بات أوباميانغ أول لاعب في تاريخ كرة القدم بالقرن الـ21، يسجل في 5 مباريات متتالية ضد ريال مدريد، ووصل اللاعب إلى هدفه رقم 7 من آخر 5 مباريات ضد المرمى الملكي، علما أن المباريات السابقة كانت بقميص بوروسيا دورتموند الألماني.
ديمبيلي وتشافي.. هذا الشبل من ذاك الأسد
كما أصبح الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي أول لاعب من طرف برشلونة يصنع هدفين في الكلاسيكو بملعب "سانتياغو برنابيو" في القرن الـ21، بعد مدربه تشافي هيرنانديز في مايو/ أيار 2009.
وبات ديمبيلي أيضًا أكثر لاعب يصنع أهدافًا في الدوريات الـ5 الكبرى هذا الموسم منذ بداية عام 2022، بواقع 7 تمريرات حاسمة، بحسب إحصاءات منصة "Opta".
ديمبيلي وأوباميانغ.. والأيام الخوالي في بوروسيا دورتموند
أعاد الثنائي ديمبيلي وأوباميانغ الأيام الخوالي بينهما في بوروسيا دورتموند، وبالأخص موسم 2016-2017 عندما قادا "أسود الفيستفال" لحصد كأس ألمانيا، حينها فاز أوباميانغ بجائزة هدّاف البوندسليغا بـ31 هدفًا.
والمفارقة أن أوباميانغ أكثر زميل صنع له ديمبيلي أهدافًا عبر كامل مسيرته، بواقع 14 تمريرة حاسمة طبقًا لمنصة "Squawka". وبعد 5 أعوام من الفُرقة، اجتمع اللاعبان من جديد في برشلونة.