برشلونة يتعادل مع نابولي.. هل تذكرون مباراة أتلتيكو مدريد؟
عاد برشلونة متعادلًا من أرض ملعب دييغو أرماندو مارادونا بعدما تقدّم على نابولي بهدف من توقيع روبرت ليفاندوفسكي قبل أن يصنع فيكتور أوسيمين الفارق بتسجيله هدف التعادل لأصحاب الأرض؛ ليتأجل الحسم لمباراة مونتغويك.
برشلونة قدّم مباراة جيدة جدًا، قياسًا على التوقعات المتواضعة التي سبقت المباراة بالنظر لمستوى الفريق في الآونة الأخيرة؛ لكن تشافي لجأ إلى حل جيد للغاية في المباراة وليس بالجديد على الفريق الكتالوني؛ لكنه لم يُستخدَم منذ مدة.
تكتيك برشلونة أمام أتلتيكو مدريد يظهر من جديد
هل تذكرون مباراة أتلتيكو مدريد في المتروبوليتانو الموسم الماضي؟ دعنا ننعش ذاكرتك قليلًا!.. وقتها لجأ تشافي إلى طريقة تعتمد على اللعب برباعي في خط الوسط من أجل منح خيار إضافي في التمرير خلال عملية تطوير الهجمة وكذلك منح "البارسا" قوة دفاعية كبرى مقارنةً بما عليه الأمور عندما يلعب بثلاثي وسط فقط.
يبدأ برشلونة اللعب بطريقة خليطة بين 4-4-2 و 4-3-3 قبل أن تتحول الطريقة تمامًا بمجرد تجاوز الكرة لنصف الملعب إلى 3-2-4-1 وذلك بدخول بيدري (الجناح الأيسر على الورق) إلى عمق الملعب ليصير قريبًا من غوندوغان، وعلى نفس المستوى مع الجناح الأيمن لامين يامال مع تقديم جواو كانسيلو ليصير أشبه بجناح أيسر بينما يتم تثبيت الظهير الأيمن كوندي إلى جوار ثنائي الدفاع ليصير خط الدفاع ثلاثيًا.
الطريقة تشبه كثيرًا تلك التي لعب بها برشلونة أمام أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي مع اختلاف بعض الأسماء، فغافي تم استبداله بغوندوغان، وبيدري ودي يونغ كما هما، بينما تم استبدال بوسكيتس وبالدي بكريستنسن وكانسيلو، ولعلك تذكر أن أنسو فاتي كان يلعب مهاجمًا في بداية تلك المباراة.
تلك الطريقة تمنح برشلونة لاعبًا إضافيًا في خط الوسط أمام ثلاثي وسط نابولي ما منح غوندوغان وبيدري فرصًا عديدةً ليلعبا بين الخطوط مستغلين انشغال أنغويسا وكاجوستي ولوبوتكا بالضغط على وسط البلوغرانا، بل إنه في بعض الأحيان كانت تتم زيادة الضغط على وسط نابولي عن طريق تقديم إينيغو مارتينيز أو كوندي للأمام ليصير لاعبًا إضافيًا في الوسط، مستغلين عدم ضغط أوسيمين بشكلٍ كافٍ على قلوب دفاع البارسا.
نفس الأمر حدث أمام أتلتيكو مدريد ومن خلاله تمكن غافي وبيدري من الانسلال عدة مرات ليتنفس برشلونة أخيرًا في عمق الملعب ويصبح خط الدفاع فقط حائلًا بينه وبين تسجيل هدف التقدم وهو ما حدث في المرتين.
نابولي حاول مقاومة الأمر في بعض الأحيان، خاصةً في ربع الساعة الأخير من الشوط الأول ولبعض الفترات في الشوط الثاني عن طريق إدخال أحد الظهيرين للمشاركة في رقابة اللاعب الحر في خط الوسط مع تأخير الجناح بوليتانو أو كفاراتسخيليا ليغطّي مكان الظهير، وأتى الأمر أثره أحيانًا؛ لكنه كان يحتاج دائمًا إلى تناغم كبير في عملية الترحيل لم يكن موجودًا أحيانًا.
فيكتور أوسيمين يعزز الاعتقاد في دفاع برشلونة
من الأمور المثيرة للإعجاب بشأن فيكتور أوسيمين هو أنه قادر على أن يصنع لنفسه فرصًا حتى لو لم يكن فريقه في أفضل حالاته أو يلعب بطريقة دفاعية.
حدث ذلك بغزارة مع المنتخب النيجيري في كأس أمم أفريقيا، إذ لم يكن يتلقى مساندةً كافيةً سوى من لوكمان، وكذلك في مباراة اليوم لم تصله كرات كافية؛ لكن في اللحظة الوحيدة التي وصلته كرة مؤهلة لصناعة الخطورة، استغلها بشكل ممتاز وتمكن من التخلص من إينيغو مارتينيز؛ ليسجل هدف التعادل الذي أبقى على حظوظ "البارتينوبي".
تفوق أوسيمين على دفاع برشلونة يعزز الاعتقاد السائد هذا الموسم بأن مهاجمًا قويًا محض كافٍ في كثيرٍ من الأوقات للتغلب على قلوب دفاع برشلونة رغم جودتهم الفردية في الكثير من الأحيان، إلّا الزمن والموسم الحالي، إذ يمكن لمهاجم جيرونا أرتيم دوفبيك أو مهاجم فياريال أليكساندر سورلوث أو حتى مهاجم ألافيس صامويل أوموروديون أن يشكلوا خطرًا داهمًا على دفاعات البلوغرانا وهو أمر يظل دون حل هذا الموسم حتى الآن.
ماذا حدث لنابولي؟
اليوم شاهدنا نسخة مهترئة للنابوليتانو لا تختلف كثيرًا عمّا يقدمه حامل اللقب الإيطالي على المستوى المحلي هذا الموسم.. فالفريق البارتينوبي لم تختلف عناصره كثيرًا عن الموسم الماضي؛ لكنه بعيد تمامًا عن ذاك الفريق القوي الذي كان عليه قبل عدة أشهر.
يبدو خفيتشا كفاراتسخيليا منفصلًا ذهنيًا تمامًا عن تلك النسخة المرعبة التي كان عليها في الموسم الماضي، وكذلك لا يوجد نفس الترابط الساحر والثقة التي كان يلعب بها ستانيسلاس لوبوتكا وأنغويسا في خط الوسط، فيما يبدو واضحًا أن أظهرة نابولي لم تعد قادرة على منح الفريق متنفسًا على الأطراف؛ لتخفف حتى من الضغط الذي يُمارس بشكل واضح على كفارا وبوليتانو.
خسر فريق الجنوب الإيطالي بشدة عندما رحل عنه لوتشانو سباليتي، ومسألة عودته في النتيجة من جانب أوسيمين ليست دلالة على أي شيء رغم تحسن أداء الفريق في ربع الساعة الأخير وضغطه على برشلونة؛ ربما يكون أمله في مباراة العودة هو لعبه بأعصابٍ أكثر هدوءً، قياسًا على أن التوقعات منه لم تعد كبيرةً بالنظر للسوء الكبير الذي كان عليه الفريق اليوم.
شخصية برشلونة ضعيفة
الشكل الذي ظهر عليه برشلونة في ربع الساعة الأخير هو أحد أهم مشاكل برشلونة هذا الموسم. حتى عندما يقدم مباراة جيدة جدًا كما هو الحال اليوم، فإن الفريق يفقد نسقه فجأة وينهار ذهنيًا عندما يتلقى هدف أو يقوم مدرب المنافس بتحرك مختلف أو يستفيق لاعبوه.
لم يعد برشلونة قادرًا على استيعاب ضغط المنافسين أو أن يقوم بقلب الأمر إلى إحباطهم بالتمرير الكثير والمحافظة على الكرة رغم قوة ضغط المنافس.
بمجرد تراجع البارسا للخلف تبدو كل لقطة فيها ملامح الخطورة.. الفريق غير قادر على إغلاق المناطق الخلفية عندما يلعب ككتلة واحدة في ثلثه الأخير، بل يجد المنافسون الطريق إلى مرمى تير شتيغن خاصةً من الأطراف التي ماتزال صداعًا في رأس تشافي.
تفتقد النسخة الحالية من البارسا إلى الخبرة الكافية للمرور بسلام من تلك المواقف وقتل المباريات عندما تسنح الفرصة. عامل الحسم هو عامل يخص الفرق الكبيرة لكن يبدو وأن خروج الفريق مرتين متتاليتين مبكرًا من دوري الأبطال لا يزال مؤثرًا في البلوغرانا؛ لذلك فإن الاستمرار في المسابقة لأطول مدة ممكنة حتى وإن لم يتوج بطلًا لها يعد أمرًا هامًا جدًا لمستقبل البارسا في النسخ المقبلة.