بالحبر السري.. كأس الخليج على شط العرب!

2023-01-05 12:18
ملعب البصرة الدولي جاهز لاستضافة المباريات في خليجي 25 (Getty)
سالم الحبسي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تتجمع المنتخبات الكروية في كأس الخليج، هنا على "شط العرب"، حيث يلتقي نهرا دجلة والفرات في جنوب العراق، ليكوّنا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، والذي يُمثل اليوم مع قواربه، التي تستلقي بأمان على ضفاف شط العرب، الذي يعج بالبشر وتتنفس فيه كأس الخليج هواءه النقي، قبل انطلاقة العرس الكروي الخليجي الذي ابتهجت له البصرة عروس الخليج.

تبقت أيام قليلة لينطلق العرس الكروي الخليجي، والذي يُقام في العراق للمرة الأولى بعد سنوات طويلة، وكانت آخر بطولة "خليجي" استضافها العراق في عام 1979، أي منذ أكثر من 40 عامًا، وظل الاتحاد العراقي يعمل على عودة كأس الخليج للعراق طوال السنوات الطويلة الماضية، حتى نجح هذه المرة في سحب البطولة باتجاه البصرة.

على شط العرب ستشهد كأس الخليج بطولة استثنائية من كل النواحي، لتشكل مشهدًا جديدًا للبطولة الأهم في المنطقة الخليجية، بعد أن نجح العراقيون في تقديم ملعبَين لاستضافة الحدث، هما أيقونة الملاعب في العراق، وإجمالًا، تمثل البطولة التحدي الأول الذي نجح فيه العراقيون في أن يبرهنوا للعالم بأنهم على قدر أهل العزم، لتأتي العزائم.

هذا الشق الأول من البيت..

أما في ما يخص الشق الثاني من البيت: "وعلى قدر أهل الكرام تأتي المكارم"، فقد قدّم البصريون أنفسهم كأهل الكرم الحاتمي، في استقبالهم وترحيبهم بالأشقاء العرب الذين يتوافدون على البصرة، لدرجة ترسم في وجنتيك علامة الخجل من أهل الكرم.

على شط العرب تسير التحضيرات والتجهيزات على قدم وساق لتقديم وجه جديد ومغاير لدورات كأس الخليج، التي يعتقد بعضهم أنها بلغت سن الشيخوخة، رغم أن البطولة فعليًا تحظى باهتمام إعلامي كبير وضخم، حيث يقترب الرقم المُسجَل من الإعلاميين المشاركين في تغطية أحداث هذه البطولة من "2500 إعلامي"، وهو رقم مهول.

على شط العرب، تشعر كأس الخليج بأنها تعود لأيام الصبا، وتعود هذه الكأس الجميلة ليتغزل بها القاصي والداني، طالبين ودها، رغم أن بعضهم وصل إلى مرحلة التشبع في الفوز بها؛ كمنتخب الكويت الذي يحمل الرقم القياسي في الفوز بها "10 مرات"، فيما يقف بعد منتخب الكويت ثلاثة منتخبات حققت اللقب ثلاث مرات "العراق صاحب الضيافة وقطر والسعودية"، وبعدهم يشترك منتخبا عُمان والإمارات في العدد الزوجي للقب (2)، وأخيرًا منتخب البحرين بلقب واحد، ويبقى منتخب اليمن السعيد بدون ألقاب.

على شط العرب، يستعيد كأس الخليج حيويته وشبابه بعد مرحلة التشبع التي أصابت بعضهم؛ فالجماهير العراقية متعطشة لمشاهدة كأس خليج جديدة واستثنائية بعد استعدادات كبيرة للبطولة، ورغم أنني لم أفارق دورات كأس الخليج منذ عام 1990 بالكويت، فإنه لم يسبق لي المشاركة في دورة خليجية أُقيمت بالعراق، وأعترف بأنني تأخرت أربعين عامًا في زيارة العراق.

شارك: