بالحبر السري.. كأس الخليج بعد خمسة عقود!
أكثر من خمسة عقود مرت منذ أن انطلقت أول نسخة من بطولة كأس الخليج لكرة القدم، وهي البطولة التي يحتفل بها الخليجيون على أنها كأس عالم. وتسابقت دول الخليج في العقود الثلاثة الأولى على التنافس بشكل كبير ومثير.
تنافست المنتخبات الخليجية داخل الملعب على إحراز اللقب. ورويدًا رويدًا بدأت دول الخليج تتنافس على التنظيم وإقامة حفلات الافتتاح والبهرجة والصرف المالي الضخم الذي يقدم لهذه الدورات.. قبل أن ينتقل التنافس على بيع حقوق النقل التلفزيوني الذي بدأ يرتفع تدريجيًا حتى بلغ ذروته!
كانت دول الخليج تتحكم في إدارة دورات كأس الخليج بنظام التدوير وبالتسلسل الأبجدي، وعلى الرغم من أن دورات الخليج عصفت بها رياح موسمية خلال مسيرتها، فإنها ظلت صامدة في وجه الرياح والأمواج العاتية.. وتحولت بعدها مسؤولية الإشراف على دورات الخليج لاتحاد كأس الخليج الذي يتخذ من الدوحة مقرًا له وبرئاسة الشيخ حمد بن خليفة.
بدأ الاتحاد في صياغة جديدة لدورات الخليج؛ من أجل تطويرها لتكون واحدة من البطولات الإقليمية المعترف بها دوليًا، تحت مظلة الفيفا، ورفع سقف جوائزها ووضع قانون التنافس لنيل حقوق الاستضافة، والأهم من ذلك كله أن تكون مواعيد إقامة كأس الخليج مثل "بيغ بن".. على عكس ما حدث في استضافة البصرة للنسخة الماضية "خليجي 25" بشكل مفاجئ وبدون مقدمات!
في الوقت ذاته، أصبحت بعض دول الخليج تقلل من تمثيلها وتشارك في دورات الخليج بالصف "الثاني أو الثالث"، كما فعلت السعودية في خليجي الكويت 23 وخليجي البصرة. وهو ما يدل على أن بعض المنتخبات الخليجية أصيبت بتشبع من دورات الخليج أو لأسباب أخرى منها التركيز على بطولات أكبر.
في المقابل، أصبحت دول الخليج تستضيف أحداثًا كروية قارية وعالمية، فمنذ 2019 وحتى 2027 ستبقى كأس آسيا تقام في الخليج (كأس آسيا 2019) استضافتها أبو ظبي، (كأس آسيا 2023) ستقام بالدوحة للمرة الثالثة، (كأس آسيا 2027) ستقام بالسعودية. علاوة أن المنطقة الخليجية شهدت انتفاضة كروية بتنظيم مونديال قطر 2022.
كل هذه التطورات والتحولات الكروية بالإضافة إلى الظروف "الجيوسياسية" التي مرت بها المنطقة وانعكست على الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، جعلت كأس الخليج "محطة هادئة" ليس كعادتها فهي البطولة الأعلى صوتًا في المنطقة وتسمع القاصي والداني.. حتى أصبحت تقام بنظام "الصامت" خليجي الكويت 23 وخليجي الدوحة 24.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد هذه التحولات والتطورات.. هل ستعود دورات الخليج إلى سابق عهدها من الناحية التنافسية والجماهيرية والإعلامية.. وهل ستسهم في دعم كرة القدم الخليجية وتطويرها أم أنها ستقام لأنها فرض واجب؟
أمام اتحاد كأس الخليج -بقيادة رئيسه الهادئ جدًا- عدة تحديات لوضع دورات كأس الخليج في مسارها الصحيح الذي يخدم البطولة والمنطقة وإعادة شيئًا من بريقها وهي تقام في نسختها القادمة بالكويت في 2024 أكثر دول الخليج استضافة لدورات الخليج (5 مرات).