بالحبر السري.. الهلال العجب العجاب!
من حق الكرة العربية قاطبة أن تفتخر بالإنجاز العالمي الذي حققه نادي الهلال السعودي بتحقيق أول منجز من نوعه للكرة السعودية وصعوده إلى منصة التتويج في بطولة العالم للأندية، ليحصل على لقب "وصيف العالم" للأندية، وهو إنجاز يفوق الإعجاز، بل يجعل الهلال فريق العجب العجاب.
لم يكن فوز الهلال السعودي صاحب الشعبية الجماهيرية العربية الجارفة أن يسجل بأقدام نجومه إنجازًا عالميًا محط الصدفة، وإنما جاء بكل أنواع القدرة والاقتدار بعد مشاركة متميزة في هذه النسخة العالمية التي جرت بالمغرب فكلنا في الهلال شرق.
لقد قدمت كتيبة الهلال ملحمة كروية أمام أعتى وأقوى وأصعب الفرق في العالم ( ريال مدريد ) وما أدراك ما ريال مدريد!.. الذي تعج خزائنه بالألقاب العالمية والكؤوس الدولية والميداليات الذهبية والذي حقق الرقم القياسي في عدد البطولات (100 بطولة عالمية)، كل هذا لم يمنع نجوم الزعيم أن يقدموا أحد أفضل مبارياتهم على الإطلاق في نهائي تاريخي ستذكره الأجيال جيلًا بعد جيل.
إن الوصول إلى منصة التتويج في بطولة كأس العالم للأندية يجعلك -بلا ريب- أحد أكبر وأقوى وأفضل الأندية في العالم، وهو بلوغ في منتهى الروعة الكروية، ويسطر هذا الإنجاز بمداد من ذهب وليس بماء الفضة فحسب؛ لأنه إنجاز غير مسبوق للكرة السعودية التي نجحت قبل شهرين، في مونديال قطر، بأن يسطر منتخبها الأخضر أجمل مباراة أمام منتخب الأرجنتين (بطل العالم) ويتفوق عليه في كأس العالم، وقد أكمل الهلال قصيدة الخنساء في كأس العالم للأندية (إن الهلال لمقدام ذا ركبوا)..!
الهلال السعودي هو أحد فرسان كأس العالم للأندية، وأثبت بما لا يدعو للشك، وأكد يقينًا أن الكرة السعودية تضرب بقوة في المحافل العالمية، وتسجل ملحمة كروية عالمية تسمع القاصي والداني في كيفية تحقيق النجاحات الكبيرة التي لا يمكن أن تقارن بنجاحات الآخرين.
لقد شغف الهلال قلبي وأنا أشاهده يرسم لوحة "فان غوخ" في كأس العالم، وهو يلعب الند بالند أمام أعتى الفرق ويطيح بكبير الكرة البرازيلية، ويتأهل بكل براعة واستحقاق للمباراة النهائية، ويصارع حتى اللحظة الأخيرة بدون استسلام أمام أعرق الأندية الأوروبية بل وفي العالم.
لقد كتب الهلال تاريخًا ناصعًا وجديدًا ليضع الكرة السعودية والعربية في واجهة الكرة العالمية بدون شك، وهو الأمر الذي يجعل الهلال -اليوم- أقوى الفرق في القارة الآسيوية والعالمية بعد ريال مدريد؛ فالأرقام والأحداث هي من تتكلم، وتسكت الأفواه، ليتحدث الهلال بطلاقة كروية.