بالحبر السري.. أنا الذي نظر الأعمى إلى كأسي..!!
بعد 42 عاماً من الأحداث والمتغيرات والمستجدات والانتظار الطويل والعمل الشاق والجهود المتواصلة الكبيرة، نجح العراقيون في أن يحوِّلوا الحلم إلى حقيقة، ويعيدوا استضافة كأس الخليج العربي في البصرة، والتي ستنطلق بعد ساعات وسط أجواء خرافية وترحاب وكرم حاتمي.
يقول المتنبي: "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .... وأسمعت كلماتي من به صمم .... كم تطلبون لنا عيباً فيعحزكم .... ويكره المجد ما تأتون والكرم"، وأثبت العراقيون أنهم يقدمون نسخة خليجية استثنائية في كل شيء، ويعملون ليلاً ونهاراً من أجل تقديم بطولة ينظر لها القاصي والداني في إحدى المعجزات الكروية.
العراقيون لايعرفون للمستحيل طريقاً؛ فقد ذللوا كل الصعاب وأوجدوا بيئة رياضية مثالية تتميز بالروح التفاؤلية مع جمهور عاشق للكرة حتى النخاع يشعرك بأن هذا الحدث هو الحدث الكوني الكبير، ويعيشون تفاصيله الصغيرة والكبيرة بروح لم أشهدها من قبل.
تعود كأس الخليج إلى العراق بعد اشتياق كبير ما يُزيد من حجم الترقب العظيم للجماهير؛ لمشاهدة بطولة استثنائية ارتفع فيها سقف الطموح لكل المنتخبات الخليجية التي أعلنت جاهزيتها للمنافسة والفوز باللقب الخليجي الذي كلما فزت به يزيديك تعطشاً.
اكتمل العقد الخليجي الفريد بوصول جميع المنتخبات الخليجية الثمانية لأرض البصرة الساحره التي ستشهد تنافساً داخل الملعب وخارجه مع انطلاق صافرة البداية للبطولة، التي وضعت لها اللجنة المنظمة إمكانيات ضخمة وخصصت لها (33 مليون دولار ) لتقديم حدث لا ينسى من ذاكرة كأس الخليج.
عندما تستعيد شريط الذكريات لآخر بطولة خليج أقيمت في العراق لا يمكن أن تنسى حفل الافتتاح الضخم الذي بدأ بصوت الفنان العراقي سعدون جابر، بكلمات الأوبريت (هلا بيك هلا وبجيتك هلا / إلنا يبا الكأس واسمنا يلوقله)، هي نفس الكلمات ما زالت تتردد على مسامع الجماهير بعد (42 عاماً).
ننتظر حدثاً يغيير الكثير من المفاهيم التي رسخها بعضهم عن العراق الثغر الباسم الذي يحتضن اليوم الآلاف من الجماهير الخليجية للاحتفال بالعرس الكروي الخليجي على ضفاف شط العرب العظيم.