الوداد وحلم الموندياليتو!

تاريخ النشر:
2023-01-16 14:21
الوداد الرياضي المغربي يتأهب للمشاركة في كأس العالم للأندية 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بعد أن نثر منتخب المغرب  سحره في ملاعب الدوحة، من خلال أداء لافت للاعبيه وإتقانهم اللعب بمستوى ثابت طوال المباريات، وما حققه الفريق من نتائج مبهرة، في مشهد لم يعتد عليه الشارع العربي الذي عاش عقودًا من الزمن تحت رحمة اللاعب المزاجي، وما تجود به نفسه خلال المنافسات، ها هو مونديال الأندية بالمغرب يطل علينا.

مونديال الأندية عرس كروي عالمي مصغر يسهم في وضع أندية قارات العالم على منصة الأفضلية، وهو مسار يختلف عن ذلك الذي يساوي أحيانًا بين المتفوق ومن يحاول مجاراته، وبين من تعترف به سجلات القارة و"فيفا"، ومن يصنع لنفسه ما يشبهها، وإن كان التنافس المحلي أو الإقليمي عادة ما يوهم بالتساوي، ويجعل الوداد بطل أفريقيا في اختبار عسير، لأن أمانة حمل المشعل الذي تسلمه من الأسود ليس سهلًا ويتطلب الجرأة والجدية حتى تستمر المسيرة الكروية المغربية، وتزيد الشعلة توهجًا في مدينتي الرباط وطنجة، فالخبرات التراكمية التي يملكها الوداد البيضاوي المغربي في المنافسات المحلية أسهمت بشكل كبير في تحقيق بطولة الدوري وكأس عصبة الأبطال الأفريقية، من شاهد الوداد يلفت نظره شخصيته في المستطيل الأخضر، هذه ثقافة البطل وإرث كروي يمتاز به الفريق، وذلك من أهم الأسباب التي جعلت الوداد طرفًا ثابتًا في منصات التتويج المحلية والقارية.

الإرث الكروي من الأمور المهمة التي تحفِّز أي نادٍ على تحقيق البطولات، وعندما تصبح ثقافة أي فريق صعود المنصات والتتويج بالذهب، ستُغرس جينات الثقة في جسد لاعبيه.

كثير من المدربين على مستوى العالم يؤمنون بأن الفرق الأبطال تجري في عروقهم جينات الأبطال، فالبرتغالي جوزيه مورينيو عندما كان المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد صرح قائلًا: "هناك شيء تعوَّدت الاستماع إليه، وهو الإرث الكروي، وهو ما يرثه مدرب حين يدرِّب فريقًا. الواقع هو من أين تبدأ العملية التي تقوم بها، وليس اسم النادي الذي أنت فيه".

هذا المدرب العبقري شخَّص معاناة فريقه في عدم تحقيق بطولات في السنوات الأخيرة، والسبب يعود إلى "الإرث الكروي"، والمقصد هنا مشوار الفريق غير المستقر بعيدًا عن المنافسة المحلية والقارية، والأصل أن يكون البطل الفريق المنافس في كل موسم.

هناك مسار جديد للوداد المغربي يدار بصمت تحت قيادة مدربه الجديد، التونسي مهدي النفطي، المدرب السابق لنادي ليفانتي، ليستكمل ما قام به وليد الركراكي وما حصده من تتويجات محلية وقارية مع الوداد، فتَحَتْ له أبواب تدريب المنتخب المغربي وتألقه معه، ولعل امتحان "الموندياليتو" لن يكون سهلًا، أمام أندية كبيرة ومجربة؛ مثل الهلال السعودي، وريال مدريد، وفلامنغو، والأهلي؛ لكن كل هذا يضع الوداد في الواجهة، ومهدي النفطي، أمامه إرث تاريخي، لترتيب وتصحيح الأوضاع الفنية، وتعزيز ترسانته بلاعبين أكفاء، والإبقاء على آخرين، وفق رؤيته، فتعاقد نادي الوداد الرياضي خلال الميركاتو الشتوي الحالي مع مهاجم فريق كورتريك البلجيكي الكاميروني "ديدي لامكيل" لمدة ستة أشهر على سبيل الإعارة، وسبق للاعب لامكيل أن مثّل مجموعة من الأندية الأوروبية أبرزها رويال أنتويرب ونادي كورتريك البلجيكيين، بالإضافة إلى ميتز الفرنسي وخيمكي الروسي ودونجاسكا ستريدا السلوفاكي.

ويعتبر المهاجم الكاميروني ثاني انتدابات الوداد خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، بعد مدافع الجزيرة الإماراتي محمد ربيع، وهو الأمر الذي يؤكد رغبة الأحمر البيضاوي للفوز بالموندياليتو.

هذه الخطوات ستجعل الفريق الأحمر يطمح لمنصة التتويج، بعد أن رفع المنتخب المغربي إيقاع أدائه وطموحاته، واحتل الصف الرابع عالميًا، ورفعوا سقف الطموح لدى الشارع العربي، وما ظهروا عليه في  مونديال قطر إشارة واضحة تؤكد على أن البطولات المقبلة ستشهد تغييرًا كبيرًا في كرة القدم العربية والأفريقية والآسيوية، بعد أن نستفيد من الدروس والعبر التي حفل بها المونديال.

فهل يحقق الوداد ماعجزت عنه أندية عربية وأفريقية في المونديالات السابقة، بسبب "الإرث الكروي" الذي يملكه وكذلك استثمار ما تحقق في قطر من الأسود المغربية؟ قطر (وجه الخير) على الكرة المغربية والعربية، التي لن ينساها كل مغربي وعربي وأفريقي بعد الصعود اللافت والمستوى الرائع الذي قدموه، وتكسير كل الرؤى والحواجز الدونية تجاههم، فهل يهزم الوداد كل الظروف، ويصعد للمنصة بطلًا، ليؤكد أنه حتى الأندية لها كلمتها وحضورها، وأنه حان وقت الإعلان عن ذلك في الموندياليتو مطلع الشهر القادم.

وأنا من المتفائلين بأن أحمرنا الوداد سيقدم مستوى مشرِّفًا، ليس حماسًا بل معطيات أرى أنها واقعية.

شارك: