الهلال يجتاز الوداد نحو نصف نهائي مونديال الأندية
جدد الهلال السعودي عهده مع الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للأندية، وذلك للمرة الثالثة وبنسبة مئة بالمئة، بعد أن حقق فوزًا صعبًا للغاية على نظيره الوداد المغربي (5-3) بفارق ركلات الترجيح، بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراة ربع النهائي التي أقيمت على ملعب مجمع الأمير مولاي عبد الله الرياضي في مدينة الرباط.
وكان الوداد الطرف الأفضل لأكثر من ساعة، قبل أن يعود الهلال تدريجيا ويحقق التعادل في الوقت بدل الضائع من الوقت الأصلي، قبل أن تستمر المباراة إلى ركلات الترجيح التي حسمها "زعيم آسيا".
وبهذا التأهل يضرب الهلال موعداً جديداً مع فلامينغو البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية، في مباراة نصف النهائي الأولى مساء الثلاثاء 7 فبراير/ شباط الجاري، في مدينة طنجة.
ضغط هجومي للوداد وتراجع هلالي
استهل الوداد أحداث الشوط الأول بهجوم مبكر بغية الاستفادة من الضغط الجماهيري ومن أجل إرباك مخططات الهلال، وبالفعل كاد أن يهز الشباك بعد أقل من ثلاث دقائق، حيث ارتقى رضا الجعدي للكرة العرضية داخل المنطقة دون تدخل دفاعي، لامست الرأسية عارضة المعيوف وتابعت طريقها خارج المرمى.
وسرعان ما تدخل المعيوف لرد الكرة المباشرة لكن أمام المتابع، الجعدي الذي سدد بقوة فوق المرمى. واهتزت الشباك بالفعل بعد أن اخترقها سيف الدين مهرة ببراعة من الجهة اليمنى ومرر كرة عرضية مثالية أمام المرمى، ليتابعها أيمن الحسوني داخل الشباك، لكن راية الحكم المساعد سرعان ما ألغت فرحة الجماهير بسبب التسلل.
هذه المقدمة المغربية دللت على ما تبع من أحداث خلال الحصة الأولى التي حاول فيها الهلال القيام بعمليات البناء الهجومي من العمق بوجود محمد كنو وغوستافو كويار، لكن ظلت تلك الهجمات منقوصة، خصوصا أن التراجع الدفاعي للوداد كان محكما وحرم الجبهة الهجومية من الأطراف العمل بطاقتها الطبيعية.
غاب سالم الدوسري وناصر الدوسري بشكل شبه كامل من الجهة اليسرى، بينما حاول ماريغا ومن خلفه سعود عبد الحميد في اليمنى، لكن كان الهلال قليل الحيلة أمام مرمى الوداد، الذي كان بدوره يعمل بنجاعة هجومية، رغم أنه سيطر على الكرة بشكل أقل؛ إذ حضر بشكل أكبر في مناطق الهلال وكان يحقق الخطورة في أغلب المحاولات، فقد هدد مرمى المعيوف بالمحصلة الرقمية 8 مرات، كان منها كرتان بين إطار المرمى، و4 خارج الخشبات.
هدف مبكر وتعادل متأخر
بدأ الهلال الشوط الثاني بشكل أفضل من سابقه، وسرعان ما هدد مرمى الوداد، بكرة ركينة أحدثت دربكة داخل المنطقة، وجدها علي البليهي وسددها من الوضع راقدا، لكن مهاجم الوداد المتراجع ديديه لاماكيلزيه أوقفها من على خط المرمى. هذا المهاجم كاد بعدها بدقائق معدودة أن يهز شباك الهلال، عندما واجه المعيوف من هجمة مرتدة، لكن كرته مرت بأعجوبة من أمام باب المرمى.
وما هي إلا لحظات حتى حصل الوداد على ركنية جديدة، عكست داخل المنطقة، حاول النيجيري إيغالو إبعادها نيابة عن دفاع الهلال، لكن أيوب المولود كان بالمرصاد لها وسددها رأسية داخل شباك الهلال، هدف الوداد الأول في الدقيقة (52).
كان طبيعيا أن يندفع الهلال للهجوم ويرمي بكل أوراقه نحو مرمى تيغناوتي، وظهرت أهم الفرص الهلالية من هجمة مرتدة، حين عكس ماريغات الكرة العرضية داخل المنطقة أمام إيغالو الذي انحرف عن المرمى، لكنه سدد من زاوية ضيقة لترتد أمام سالم الدوسري الذي سدد نحو المرمى، لكن الدفاع حال دون هز الشباك.
حاول مدرب الهلال، رامون دياز، تعزيز القدرات الهجومية ودفع بكل من صالح الشهري والبيروفي كاريو ثم الإسباني فييتو، وفي اللحظات الأخيرة، نسجت هجمة من الجهة اليمنى لتصل الكرة إلى سعود عبد الحميد الذي حاول عكس الكرة لترتد من يد المدافع عطية الله، ويعلن الحكم ركلة الجزاء.
ثارت حفيظة لاعبي الوداد وتكدسوا اعتراضا أمام الحكم، الذي كان حازما في الموقف وأخرج بطاقة حمراء بوجه يحيى جبران بداعي الاعتراض. تقدم محمد كنو لتنفيذ ركلة الجزاء فسددها بثقة كبيرة على يسار الحارس، ليمنح الهلال هدف التعادل (90+4).
طرد كنو يعادل كفة اللاعبين
بعد أن حقق كنو التعادل بالأهداف نهاية الوقت الأصلي، قام ركيزة خط الوسط الهلالي بارتكاب خطأ وسط الملعب، نال على إثره البطاقة الصفراء الثانية وينال الحمراء بالتبعية، ليعادل كنو كفة اللاعبين بعشرة لاعبين من كلا الطرفين، ويترك فريقه منقوصا في الوقت الذي بدأ فيه بفرض السيطرة على المجريات.
تقلصت فرص الخطوة في شوطي الوقت الإضافي، ولاحت بعض الفرص لكنها لم ترتق مبلغ الخطورة باستثناء الكرة التي مررت إلى موسى ماريغا داخل منطقة الوداد، ليستدير على نفسه ويسدد بقوة لكن دون تركيز بجانب قائم مرمى تيغناوتي. ومضت الدقائق ثقيلة على الفريقين لتعلن الصافرة الأخيرة الاحتكام لركلات الترجيح التي ابتسمت للأزرق 5-3، سجل للهلال: موسى ماريغا، ولوسيانو فييتو، وصالح الشهري، وعبد الله الحمدان، ومصعب الجوير. وسجل للوداد أيوب العملود، ومحمد أوناجم، وجلال داودي، وأهدر يحيى عطية الله.