المغرب يبحث عن إنجاز تاريخي في كأس العالم قطر 2022
يسعى المنتخب المغربي لكرة القدم بعد الإطاحة بمدربه البوسني وحيد حاليلوزيتش، إلى تصحيح المسار ومصالحة الجماهير؛ وذلك إثر استرجاع خدمات اللاعبين البارعين الذين كانوا خارج حسابات البوسني، وأبرزهم حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي.
وتولّى المدرب الوطني، وليد الركراكي، مقاليد الأمور بعد رحلة تصفيات عصيبة تخللها الكثير من المشاكل بين حاليلوزيتش واللاعبين من ناحية، وخيبة الخروج من كأس الأمم الأفريقية الأخيرة بأداء باهت من ناحية أخرى.
ويستعد أبناء المدرب الركراكي بقوة وتركيز شديدين للدخول في أجواء كأس العالم قطر 2022، حيث يشارك أسود الأطلس في العرس العالمي من المجموعة السادسة الحديدية، التي تضم أيضًا منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا.
مشاركات وإنجازات
جاءت الإنجازات المغربية شحيحة ومتأخرة، تحديدًا من قلب الحبشة، حيث نظّمت إثيوبيا كأس الأمم الأفريقية عام 1976، واستطاع المايسترو عبد المجيد الظلمي وزمرة أسود أطلس أن يحرزوا اللقب القاري الأول والوحيد حتى اللحظة في تاريخ المغرب، قبل أن يحققوا الوصافة أمام المنتخب التونسي على أرضه في نسخة 2004، وقبلها برونزية نسخة 1980.
ويأمل الشعب المغربي في أن يبتسم القدر للفريق الوطني ويعود لتكرار الإنجازات قاريًّا ودوليًّا خاصة مع مشاركة منتخب بلادهم في كأس العالم 2022 في قطر.
وتبقى اللقطة المضيئة لمنتخب المغرب عندما شارك للمرة الثانية في كأس العالم 1986، وتمكن من تحقيق المستحيل بالفوز على البرتغال في دور المجموعات ثم التعادل مع إنجلترا وبولندا، ليتصدر أسود أطلس الترتيب ويتأهلون إلى دور الستة عشر في إنجاز كبير، ليصطدموا بمنتخب ألمانيا الغربية الذي فاز عليهم بصعوبة بهدف نظيف ووصل بعد ذلك إلى النهائي أمام الأرجنتين، أما المغرب فخرجت من المونديال من الباب الكبير.
يسعى وليد الركراكي إلى لملمة شتات لاعبيه ما بين محترف ومحلي، والخروج بمزيج متوازن، حتى لو كان على حساب الأداء الجمالي والفني، رافعًا شعار المكسب ثم الأداء بعد ذلك، إذ يطمح أسود الأطلس إلى مناطحة الكبار في مشاركتهم السادسة في نهائيات كأس العالم خطوةً بخطوة، وفي القائمة لاعبون لا يقلون موهبة عن جيل 86 الذي استمر عطاؤه حتى مطلع الألفية، قبل أن يتيه المغرب بعد ذلك في غَيابة التمثيل المشرف وسنوات مظلمة أبعدته عن مكانته التي يستحقها بين الكبار.
يشارك منتخب المغرب في مونديال قطر 2022 للمرة الـ 6، وذلك بعد 5 مشاركات سابقة في أعوام (1970، 1986، 1994، 1998، 2018). وهو معدل ظهور قليل لا يليق بالكرة المغربية، رغم أن المنتخب يمتلك مواهب فردية وفنيات أداء جماعي رفيعة المستوى، بخلاف احتراف لاعبيه ضمن أشهر الأندية وأقوها واللعب في أكبر الدوريات العالمية، فلا خبرة ولا موهبة تنقصهم، كما أن تصنيف المغرب حسب الفيفا هو 22 عالميًّا، والثاني أفريقيًّا ممّا يعكس قوته وإمكاناته.
الطريق إلى قطر 2022
شقَّ الفريق الوطني المغربي طريقه نحو النهائيات عبر مرحلتين، الأولى بالمجموعات إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، كانت أشبه بالولادة من الخاصرة، فالتصفيات المؤهلة مقسمة على 3 مراحل، والأولى منها خاصة بتصفية المنتخبات صاحبة التصنيف الدولي الأضعف قاريًّا.
لهذا شارك المغرب من المرحلة الثانية مباشرة في المجموعة التاسعة ومعه منتخبات غينيا بيساو وغينيا والسودان، وذلك تحت قيادة حاليلوزيتش، حيث حقق المغرب العلامة الكاملة بالفوز في مبارياته الستة جميعها، بـ 18 نقطة، وإحرازه 20 هدفًا، بينما تلقت شباكه هدفًا وحيدًا، وبهذه الإنجازات تأهل المنتخب المغربي إلى المرحلة الثالثة المؤهلة لمونديال قطر مباشرة.
تتأهل المنتخبات التي تصدرت مجموعاتها وهي 10 منتخبات، ويتم تصنيفهم إلى منتخبات صاحبة تصنيف أول ومنتخبات ذات تصنيف ثانٍ، وبالطبع بعد هذا الأداء القوي، حلَّ المغاربة في التصنيف الأول عن جدارة وهذا سهل مهمتهم إذ أوقعتهم القرعة أمام الكونغو الديمقراطية.
في لقاء الذهاب تعادل الفريقان على أرض العاصمة الكونغولية كينشاسا بنتيجة (1-1)، ثم حقق الأسود في لقاء العودة، تأهلهم السادس تاريخيًا بنتيجة (4-1)، لتزداد الأفراح برحيل المدرب البوسني بعد شد وجذب واعتماده على أسلوب قاسٍ في التعامل مع الجهاز الفني للمنتخب المغربي وغضبه على بعض اللاعبين لأسباب ربما تكون في ظاهرها فنية وبواطنها شخصية، ليتولى الركراكي التدريب قبل ثلاثة أشهر على انطلاق المونديال.
كل أهداف المغرب في تصفيات كأس العالم 2022
القيمة السوقية
انتزع منتخب المغرب مكانته على تصنيف الفيفا الشهري بحلوله في المركز 22 عالميًا، بفرقة من اللاعبين في مقدمتهم الظهير العصري أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، الذي ارتفعت أسهمه فنيًّا وقيمةً مع نادي العاصمة وبلغت 65 مليون يورو، ثم يأتي في المركز الثاني حكيم زياش الذي استدعاه الركراكي إلى المنتخب وقد بلغت قيمته السوقية 20 مليون يورو.
ويبرز أيضًا الظهير الآخر نصير مزراوي لاعب بايرن ميونيخ، بقيمة 20 مليون يورو ومعه بنفس القيمة المالية يوسف النصيري مهاجم إشبيلية، ولا يمكننا إغفال مكانة زميله في الفريق الأندلسي حارس العرين، ياسين بونو، بقيمة قدرها 18 مليون يورو، وبفضل كتيبة من النجوم ارتفعت القيمة السوقية للمنتخب المغربي وبلغت 232 مليون يورو، جعلته في المرتبة الـ 22 أيضًا على سلم ترتيب القيم المالية، والخامس أفريقيًّا والأول عربيًّا.