المرأة المغربية تتفنن في مطبخ الكرة العالمي

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-07-31 13:43
جانب من مواجهة المغرب وألمانيا في مونديال السيدات (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

إن التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دورًا أساسيًا في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة، ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دورًا اجتماعيًا كبيرًا في شتى المجالات، وبناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية تنوعت أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة، وفيما يأتي بعض الأدوار المهمة التي تشغلها المرأة في المجتمع، ولعل الميدان الرياضي يقف وقفة إجلال واحترام لما قدمته بطلات عربيات رفعن من خلاله أعلام بلادهن، ورفعن رؤوس العربيات الشامخات، ليرددن بأعلى صوت نحن هنا نحن حاضرات في مسيرة التحدي وكسب الإنجازات.

وها هي المرأة المغربية من جديد تدخل تاريخًا جديدًا يتعلق بمشاركتها في كأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا، وفوز مستحق على كوريا.

ولم تكتب "لبؤات الأطلس" التاريخ بالفوز فقط، حيث إن المدافعة نهيلة بنزينة باتت أول لاعبة ترتدي الحجاب في تاريخ المسابقة النسائية، فسجل يا تاريخ، محطة بطولية نسائية للعربيات، وها هو رئيس الفيفا جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، لم يفوت الفرصة ليحيي ظهور المغربية نهيلة بنزينة محجبة في مباراة الفريق الوطني النسائي في كأس العالم أمام المنتخب الكوري الجنوبي. وقال إنفانتينو على حسابه في إنستغرام: "نهيلة بنزينة أصبحت أول لاعبة تحمل الحجاب في مباراة لكأس العالم. كرة القدم متسامحة وفضاء للتنوع والاختلاف".

ويعتبر هذا التصريح من رئيس الفيفا بمثابة رسالة مباشرة لمن يحاربون حمل الرياضيات المسلمات للحجاب في المنافسات الرياضية. وأسهمت نهيلة بنزينة في تحقيق الفريق الوطني النسائي لإنجاز تاريخي بتحقيقه فجر الأحد للفوز على منتخب كوريا الجنوبية، الفوز الأول لمنتخب عربي في كأس العالم.

وجاء الفوز عقب فشل “لبؤات الأطلس” في أول مباراة لهن أمام المنتخب الألماني، والتي تلتها موجة انتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي استهجنها كثيرون، ثم تحولت إلى إشادة بعد الفوز المحقق.

إن الضرورة تستدعي منح الثقة للاعبات المنتخب النسائي ومساندتهن، عندما نريد فإننا نستطيع، وهذا الفوز رد على من كانوا يقولون إنهن نساء وأن عليهن العودة إلى مطابخهن. كل ما نحتاجه هو الثقة في النساء وفي المنتخب، فالمغرب سعيد برجاله ونسائه.

وإن ما يجب أن نفهمه هو أن كرة القدم فوز وتعادل وخسارة، سواء كان الفريق يضم نساء أو رجالًا، وما نريده هو تغيير العقليات والنظرة الدونية إلى النساء.

هن نساء استطعن الوصول إلى كأس العالم بمجهود كبير، وهذا في حد ذاته انتصار كبير وفوز للنساء يبرز مكانة المغربيات وكيفية تحديهن للعراقيل.

اليوم يجب الحديث عن استفادة اللاعبات من المساواة والعدل في كواليس المباريات والإعداد وظروف التدريب والجانب التقني،  ليس النظر إلى الواجهة والمظهر فقط.

لقد تعرض الفريق لانتقادات لاذعة، لن نقف عند السلبيين وأصحاب التيار المقاوم للنجاحات بل ننظر إلى الجانب الإيجابي.

تابعنا المنتخب النسائي، ككل المغاربة والمغربيات الغيورين على البلد، الذي منحنا أحسن هدية، المنتخب واجه التحديات والظروف، واستطاعت اللاعبات كسب انتصار تاريخي يشرفنا كمغاربة، رجالًا ونساء.

ورغم التقدم الذي أحرز، لم يتخلَ الجميع على ما يبدو عن وجهة النظر التي تعتبر كرة القدم رياضة للرجال فقط وليس للنساء، لم تختفِ تمامًا. أعتقد أن كرة قدم للسيدات ما زالت تعيش في هذا الموقف، فغالبية الناس لا يقبلون أن النساء يمكن أن يلعبن كرة القدم أيضًا، لأن من واجبهن البقاء في البيت لكي يرعين الأطفال ويصبحن أمهات يقتدى بهن وزوجات صالحات.

لكنني أرى العكس،؛ فالنساء يستطعن أن يفعلن العديد من الأشياء، ويمكنهن تطوير العديد من مناحي حياتهن من خلال كرة القدم، ويوجهن رسائل نبيلة من خلالها.

فعفوًا يا كل أفريقيا، فحقًا لا لبؤات اليوم إلا في المغرب،  فقد أسعدتمونا وأفرحتمونا، ولن ننسى إنجازاتكم التاريخية، لكن المغرب اليوم أشعرنا بالفخر وبحالة جديدة لم نعشها من قبل، باستثناء محطة قطر الخالدة.

لم يكن الفوز المغربي على كوريا الجنوبية بكل تاريخها الكروي كأول فريق عربي يخطو هذه الخطوة العملاقة، نعم لم يكن الأمر كذلك فحسب، بل شعرنا نحن العرب بمدى أبعد، فمثل هذه الانتصارات الفارقة هي في حقيقتها دليل على أن المرأة العربية سليلة الأمجاد، وأن هذه الأمجاد آن لها أن تعود، ولعل ذلك يكون بمثابة بداية طريق العودة، حتى يصبح شعار أمجاد يا عرب أمجاد، أمجاد بحق وليس مجرد شعار.

لم يكن فوزًا صنعته الصدفة، بل هو نتاج عمل جديد وتخطيط ناجح؛ لذا أشعر أن ما حدث لن يكون إنجازًا وقتيًا، بل أشعر بالقدرة على استمراره. كل من حولي أشادوا بالشخصية القوية التي كان عليها الفريق والثبات الانفعالي لكل اللاعبات.

شارك: