الكرة الذهبية.. مفارقات وصافرات استهجان وتأثير لمونديال قطر

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-10-31 02:15
-
آخر تعديل:
2023-10-31 02:25
تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي بكرته الذهبية الثامنة أمام حشد النجوم في قاعة شاتليه بباريس (X/ballondor)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أسدل السّتار على حفل النسخة السابعة والستين من الكرة الذهبية في العاصمة الفرنسية باريس بتتويج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بالجائزة للمرة الثامنة في مسيرته الخرافية، في احتفال باهر في العاصمة الفرنسية باريس، شهد العديد من المفارقات والأحداث التي وجب التوقف عندها، في حين كان لمونديال قطر تأثير كبير في تحديد مسار العديد من الجوائز.

وفي الحفل الذي استضافه مسرح "شاتليه" الشهير في عاصمة الأنوار، كانت أولى الملاحظات على مستوى توزيع الجوائز والاستحقاقات الفردية، اكتساح مانشستر سيتي، لقائمة التشكيلة المثالية لعام 2023، بحضور 5 لاعبين من جملة 11.

أضف إلى ذلك، تتويج المهاجم النرويجي، وهداف السيتيزنس، إيرلينغ هالاند بجائزة الألماني الراحل غيرد مولر التي تُمنَح لأفضل هدّاف في العام، بعد توقيعه على 56 هدفًا، ليطغى لون الـ"سكاي بلو" على هوية التتويجات الأوروبية، وهو ما يمكن اعتباره أمرًا منطقيًا نظرًا لحصد الفريق لثلاثية تاريخية، تتمثل في الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا، وخاصة دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ الفريق.

ثامنة استثنائية للبرغوث وترتيب مُخزٍ للدّون

حصد ميسي كرته الثامنة في هذه الجائزة، وبات أول مَن يصل لهذا الإنجاز، مُعزِّزًا رقمه القياسي السابق، كما أنه أول لاعب من خارج القارة العجوز ينال هذا التشريف والاستحقاق الفردي الضخم.

وحسم ميسي صراعه الفردي التاريخي مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي توقّف عدّاد كراته عند خمس؛ لكنّ اللافت في هذه النسخة أنّ "الدون"، نجم النصر السعودي الحالي، احتلّ المركز 829 في قائمة اللاعبين المتنافسين على الجائزة هذا العام، وهو ما يعدّ مرتبة مخزية عطفًا على تاريخ "صاروخ ماديرا"، الذي يعدّ أحد أهم أساطير اللعبة مع ميسي.

صافرات استهجان ودروغبا يتدخّل

شهد الحفل حدثًا مفاجئًا وغريبًا من نوعه مقارنةً بالمناسبات السابقة، تمثل في صافرات الاستهجان التي ملأت بعض جنبات القاعة، إثر صعود الحارس الأرجنتيني ومحترف أستون فيلا الإنجليزي، إيميليانو مارتينيز، الذي تسلّم جائزة "ليف ياشين" كأفضل حارس مرمى.

لقطة صافرات الاستهجان لم ترُق مقدم الحفل، الأسطورة الإيفوارية ومهاجم تشيلسي السابق، ديدييه دروغبا، الذي تدخّل بحزم مطالبًا مصدر هذه الصافرات بالتزام الاحترام والسماح لحارس "التانغو" بالتعبير عن أحاسيسه في هذه اللحظة التاريخية التي اصطحبه خلالها والده ليسلّمه الجائزة.

بونو ضحية "ضبابية المقاييس"

كان الحارس المغربي ياسين بونو، الذي احتل المركز الثالث عشر في قائمة المرشحين الثلاثين والثالث في ترتيب حراس المرمى، من أبرز الغائبين عن هذا الحفل، حيث فضّل خوض مباراة مع فريقه الهلال السعودي على الحضور، في ظلّ معرفته المسبقة بتتويج مارتينيز.

ورغم إنجازات بونو وأفضليته في الترتيب على حساب مارتينيز، فإنّ الأخير استفاد بشكل واضح من مساهمته الجلية في تتويج منتخب الأرجنتين باللقب العالمي للمرة الأولى منذ عام 1986، وذلك في مونديال قطر 2022 في نهائي مثير على حساب منتخب فرنسا انتهى بنتيجة التعادل (3-3) في الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن يضع "ديبو" بصمته على ركلات الترجيح، التي منحت الألبي سيليستي الكأس.

ولم يكن تتويج بونو بالدوري الأوروبي مع إشبيلية الإسباني وحلوله رابعًا في إنجاز تاريخي مع أسود الأطلس في المونديال الأخير، كافيًا لحصد الجائزة رغم نيله المركز الـ13 في ترتيب اللاعبين متفوقًا على نظيره الأرجنتيني الذي حلَّ في المركز الـ15، وهو ما يترك السؤال الأبدي حاضرًا بقوة "ما المقاييس المعتمدة في إسناد جوائز الكرة الذهبية؟".

العرب خارج الـ"TOP 10"

الملاحظ أيضًا خلوّ قائمة العشرة الأوائل من أي أسماء عربية، بما في ذلك الأقرب لهذا النوع من المنافسات، النجم المصري محمد صلاح، محترف ليفربول الإنجليزي، الذي حلّ في المركز الحادي عشر، علاوة على المغربي ياسين بونو، الذي حلّ في المركز 13 كما ذكرنا آنفًا.

من ناحية أخرى، كان حضور الدوري السعودي بلاعبين اثنين في قائمة المرشحين الثلاثين الأوائل للجائزة في سابقة لافتة، كان لها ما يبرّرها، في ظل جحافل نجوم الصف الأول الذين انتقلوا للعب في دوري روشن للمحترفين.

وحضر دوري روشن في قائمة الـ"TOP 30" باسمين هما، الفرنسي كريم بنزيما قائد اتحاد جدة السعودي وحامل نسخة العام 2022 من الكرة الذهبية، علاوة على ياسين بونو حارس الهلال.

جوائز مستحدثة وصراع مبطّن

ما استرعى الانتباه كذلك في حفل الكرة الذهبية في هذه الليلة، استحداث بعض الجوائز الجديدة على غرار جائزة أسطورة البرازيل، سوكراتيس للعمل الإنساني، والتي ذهبت إلى مواطنه فينيسيوس جونيور وجمعيته الخيرية المناهضة للعنصرية، بالإضافة إلى جائزة أفضل فريق نسائي في العام 2023 والتي حصدها برشلونة صاحب الرباعية التاريخية (الليغا وكأس الملك ودوري الأبطال ومونديال الأندية)، إلى جانب الجوائز الموجودة مسبقًا مثل جائزة الكرة الذهبية النسائية لأفضل لاعبة في العالم والتي ذهبت إلى نجمة البارسا وبطلة المونديال الأخير مع منتخب إسبانيا، أيتانا بونماتي.

ومن الممكن أن نستشفّ من جملة الجوائز المستحدثة صراعًا مبطّنًا بين "فرانس فوتبول" من جهة والقائمين على جائزة "THE BEST" التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من جهة أخرى، وهو صراع محتدم منذ انفصال الجائزتين، على مقاييس الشعبية والانتشار والمشروعية والمصداقية بين جماهير كرة القدم.

شارك: