العنف يلطخ ملاعب كرة القدم في أمريكا اللاتينية
وضعت المعركة الضارية بين مشجعي فريقي كويريتارو وأطلس المكسيكيين، التي خلفت 26 مصابا وانتشرت صورها في العالم السبت الماضي 5 مارس/ آذار، الإصبع على المنطقة المؤلمة في جرح أصبح ثابتا في ملاعب كرة القدم بأمريكا اللاتينية.
وبدلا من ترديد الأغاني والاحتفاء بالأهداف والنتائج، شوهد المهرجان الكروي مُلطخاً بالدماء جراء أعمال العنف التي لا يبدو أنها ستتوقف داخل ملاعب القارة أو خارجها.
وفي ضوء العنف الذي انتشرت صوره السبت الماضي على نطاق واسع، أصيب عالم الرياضة بالذعر جراء اقتحام المستطيل الأخضر من قبل مشجعي كويريتارو وأطلس، خلال الجولة التاسعة من مرحلة إياب الدوري المكسيكي "كلاوسورا 2022".
وانتهى الشجار بين مشجعي الفريقين بعد أن بدأ في المدرجات ثم انتقل إلى أرض الملعب، ودفع اللاعبين للجوء إلى غرف تغيير الملابس، وقام الحكم بإنهاء المباراة.
وأشار حاكم ولاية كويريتارو الواقعة في وسط المكسيك، موريسيو كوري، إلى نقل 26 شخصا (24 رجلا وامرأتان) إلى المستشفى لتلقي العلاج إثر الإصابة في العراك.
وتابع: "إنها مأساة، لأنه على الرغم من عدم وقوع وفيات فإنه لا يمكننا القول إنها ليست مأساة".
الشغب يضرب كرة القدم البرازيلية
عندما ساد الاعتقاد بأنه، وبعد ما وقع في المكسيك، ستقضي بقية الدول في أمريكا اللاتينية جولة هادئة من منافسات كرة القدم، نشب شجار في البرازيل بين مشجعي أتليتكو مينيرو وكروزيرو يوم الأحد 6 مارس، مما خلف قتيلا واحدا على الأقل ومصابا بعيار ناري.
وجاءت أعمال الشغب هذه قبل مباراة الديربي التي لعبها الناديان الرئيسيان في مدينة بيلو هوريزونتي التابعة لولاية ميناس جيرايس جنوب شرقي البرازيل، ووفقا للشرطة العسكرية في ميناس جيرايس، فإن حوالي 50 مشجعا لكلا الناديين خاضوا مشاجرة منظمة ومتعمدة عبر الشبكات الاجتماعية، وهذه ليست حلقة العنف الوحيدة التي سُجلت في كرة القدم البرازيلية مؤخرا.
في 24 فبراير/ شباط الماضي، أصيب لاعبان من باهيا بعد إلقاء عبوة مفرقعة على حافلة الفريق في طريقها إلى ملعب "أرينا فونتي نوفا" في ولاية سلفادور، وبعد أسبوع فقط، قامت مجموعة من مشجعي بارانا بغزو ملعب "فيلا كابانيما" في كوريتيبا، بعد 5 دقائق من نهاية المباراة ضد فريق أونياو فرانسيسكو بيلتراو، والتي خسرها فريقهم بنتيجة 1-3؛ وقد جاء غزو المشجعين بقصد مهاجمة لاعبي فريقهم، الذين أظهروا ردة فعل سريعة، ليتمكنوا من التحصن داخل غرف تغيير الملابس.
وفي موقف عنيف آخر وقع مؤخرا، تعرضت حافلة غريميو لإلقاء الحجارة من جانب مشجعي إنترناسيونال، منافسهم اللدود في ولاية بورتو أليغري، مما تسبب في إصابة العديد من لاعبي الفريق، بما في ذلك الباراغوياني ماتياس فياسانتي والكولومبي جامينتون كامباز.
تهديدات للحكام في الأوروغواي
في الأوروغواي، أُجلت الجولة الخامسة في البطولة الافتتاحية يوم السبت 5 مارس؛ بعد التهديدات التي تلقاها الحكام خلال مباراتي ناسيونال مع توركي وبينارول مع دانوبيو.
وأعلن اتحاد حكام كرة القدم في الأوروغواي عن قرار التأجيل، في بيان رسمي، بعد اجتماع تم التوصل فيه إلى هذا القرار بالإجماع.
وأضاف البيان: "اتحاد حكام كرة القدم في الأوروغواي لا ولن يقبل أي نوع من البيانات أو التهديدات أو العدوان الذي يتعرض له شركاؤنا أو نشاطنا".
رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية والاتحاد الدولي يبرزان رفضهما المطلق لأعمال العنف
بالنظر إلى دوامة العنف في ملاعب كرة القدم بأمريكا اللاتينية، أعرب رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، أليخاندرو دومينغيز، عن رفضه لهذه الأحداث.
وقال دومينغيز عبر حسابه على "تويتر": "نعرب عن تضامننا مع كرة القدم المكسيكية ومواساتنا لضحايا المواجهات في المدرجات.. كرة القدم مرادفة للسلام والوحدة والتسامح.. دعونا لا نسمح للعنف بتدمير هذه الرياضة الجميلة".
كما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن استيائه من الحادث المأساوي الذي وقع في ملعب "لا كوريخيدورا" في مدينة كويريتارو خلال المباراة بين كويريتارو وأطلس، وأضاف أن "أعمال العنف في ملعب لا كوريخيدورا غير مقبولة ولا تُطاق".
ومن جانبه، أعلن رئيس رابطة الدوري المكسيكي لكرة القدم، ميكيل أريولا، أنه لن يُسمح بعد الآن بدخول مشجعي الفرق الزائرة إلى الملاعب في مباريات البطولة.
وأعلنت رابطة الدوري المكسيكي الممتاز لكرة القدم عن تأجيل باقي مباريات الجولة التاسعة من "كلاوسورا 2022"؛ تضامنا مع ضحايا أحداث العنف.