العرب في "الكان": المغرب الأفضل.. والجزائر تخيّب الآمال
شارف الدور الأول من بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة في الكاميرون على الانتهاء، وباستثناء منتخب المغرب المتأهل للدور الثاني، تبدو الرؤية ضبابية، حامل اللقب الجزائر ينتظر موقعة كوت ديفوار لتحديد مصيره، وتونس ستواجه غامبيا على أمل حجز البطاقة، وتُعَدُّ مهمة "الفراعنة" أسهل نسبيا لكونه سيواجه جاره السودان، أما المنتخب الموريتاني، فكان أول العرب المودعين للمسابقة بعد خسارتين متتاليتين.
مشاركة عربية قياسية
رغم العدد القياسي للمنتخبات العربية المشاركة في البطولة الحالية (7 منتخبات)، والذي يُعَدُّ أكبر تمثيل للعرب في تاريخ المسابقة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957 في السودان، فإن حصيلتها في الجولة الأولى جاءت سلبية، حيث خسر المنتخب المصري من نيجيريا، وتونس من مالي، وموريتانيا من غامبيا، وجزر القمر من الغابون، بالنتيجة ذاتها 0-1، وكان التعادل السلبي من نصيب مواجهة منتخب الجزائر حامل اللقب ضد سيراليون، ومواجهة السودان ضد غينيا بيساو، وفي خضم النتائج السلبية للمنتخبات العربية، نجح المغرب في صنع الاستثناء بفوزه بهدف دون رد على نظيره الغاني.
منتخب "الخضر" يصدم جماهيره
حملت الجولة الثانية للمنتخبات العربية أخبارا سارة وأخرى صادمة؛ فقد هبت الرياح بما لا تشتهيه سفن منتخب الجزائر حامل اللقب، الذي تعرض لخسارة مفاجئة أمام غينيا الاستوائية، لتتوقف المسيرة الوردية لمنتخب الجزائر عند 35 مباراة من دون هزيمة، وكانت خسارة الرقم القياسي أشد وقعا من الهزيمة التي يمكن للجزائر تعويضها أمام كوت ديفوار.
وحصدت الجزائر نقطة واحدة من تعادل مخيب أمام سيراليون الذي يُعَدُّ الحلقة الأضعف في المجموعة، وما يثير التساؤلات والدهشة هو العقم الهجومي رغم وجود رياض محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي.
ودخل منتخب الجزائر بعد الخسارة من غينيا الاستوائية في حسابات معقدة، وستمثل مباراته ضد منتخب كوت ديفوار مواجهة حياة أو موت بالنسبة له، ولا بديل لمحاربي الصحراء عن الفوز إذا ما أرادوا مواصلة حملة الدفاع عن لقبهم.
منتخب المغرب الأفضل
يُعَدُّ المنتخب المغربي أفضل من حقق نتائج جيدة من بين الفرق العربية المشاركة في كأس أمم إفريقيا الحالية، بتصدره المجموعة الثالثة، ويأمل في الذهاب بعيدا في هذه المسابقة القارية لتعويض خيبة أمل كأس العرب التي استضافتها الدوحة في الفترة ما بين 30 نوفمبر و18 ديسمبر 2021.
ولم يسلم المدرب البوسني خاليلوزديتش من الانتقادات عندما أعلن عن استبعاده نجم تشيلسي حكيم زياش لأسباب تأديبية، مع الاحتفاظ بالنجوم الآخرين وفي مقدمتهم أشرف حكيمي ويوسف النصيري وياسين بونو.
ودفع المدرب البوسني بلاعبين آخرين مثل سفيان أمرابط، وسليم أملاح وزكرياء أبو خلال اللذينِ سجلا هدفي المغرب أمام جزر القمر، لتحصد المغرب العلامة الكاملة والصدارة بعد مباراتين، في انتظار المباراة الأخيرة أمام الغابون.
انتفاضة نسور قرطاج
نجح منتخب تونس في الفوز على موريتانيا 4-0، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة، ليتجاوز الخسارة المفاجئة أمام مالي في المباراة الافتتاحية التي شهدت أحداثا دراماتيكية، منها إهدار وهبي الخزري ركلة جزاء، وإطلاق حكم المباراة صافرة النهائية قبل انتهاء الوقت الأصلي.
وسيلعب منتخب تونس ضد غامبيا في الجولة الأخيرة، ورغم أن التعادل يكفيه للتأهل، فإنه يسعى لانتزاع صدارة مجموعته لتجنب الوقوع أمام منتخب قوي في الدور القادم.
ومضة وحيدة من محمد صلاح
جاء منتخب مصر للكاميرون من أجل استعادة أمجاده وتحسين رقمه القياسي من حيث عدد تتويجاته باللقب الإفريقي، لكن المدير الفني البرتغالي كيروش عجز عن إيجاد الحلول في المباراة الأولى التي خسرها "الفراعنة" أمام نيجيريا، وبدا فيها النجم محمد صلاح شاحبا على غرار بقية زملائه.
وفي المباراة الثانية تحسن أداء المنتخب المصري نوعيا، وحقق الفوز بهدف يتيم سجله نجم ليفربول محمد صلاح، لتنعش مصر آمالها لخطف بطاقة التأهل عندما تواجه جارتها السودان في مباراة تبدو سهلة نسبيا.
خيبة أمل جديدة لصقور الجديان والمرابطين
حصد منتخب السودان نقطة من مباراته الأولى أمام غينيا بيساو، لكنه تعرض للخسارة أمام نيجيريا بنتيجة بهدف مقابل ثلاثة، لتتقلص آماله في التأهل قبل مواجهة نظيره المصري في الجولة الثالثة والأخيرة، ويقترب من توديع كأس أمم إفريقيا إلى جانب منتخب موريتانيا الذي تلقى خسارتين من تونس وغامبيا.
نسبة تهديف ضعيفة
بلغت غلة الأهداف التي أحرزتها المنتخبات العربية بعد مرور جولتين 9 أهداف، بواقع 4 أهداف لمنتخب تونس، و3 للمغرب، وهدف للسودان، وهدف لمصر، في حين أخفق منتخبا الجزائر وموريتانيا في هز الشباك، وفي المقابل، بلغ عدد الأهداف التي تلقتها شباك المنتخبات العربية 11 هدفا.