الضائقة المالية تضرب الأندية السودانية والاحتراف الضحية
أجبرت الضائقة الاقتصادية الخانقة أندية الدوري السوداني على تقليص عدد الأجانب، وستشهد النسخة "26" من الدوري ظهور أقل عدد من الأجانب، بما لا يزيد عن "28" أجنبيا فقط، موزعين على "17" ناديا، وهو أقل عدد منذ بداية ظهور التجربة مطلع الألفية الجديدة. وحتى الأندية التي أبرمت تعاقدات مع محترفين أجانب تفاوت عددهم بين لاعب واحد أو لاعبين، باستثناء الهلال وصيف النسخة الماضية. وليس هناك نادٍ تعاقد مع ثلاثة محترفين أجانب، وحتى المريخ بطل الدوري اكتفى بالبوركيني ويند بانجا والمصري المغمور عمرو علاء.
وقد قدمت الأندية مجموعة من التنازلات بسبب الضائقة المالية، شملت تقصير فترة الإعداد والاكتفاء بأيام معدودة، وهو ما تسبب في تراجع غير مسبوق على مستوى المنافسة الأولى في البلاد.
وأكد كمال أحمد طاهر (رئيس نادي حي العرب بورتسودان) لـ winwin أن تجربة الأجانب أحاط بها الفشل من كل جانب، موضحا أن ناديه اكتفى بإضافة أجنبي واحد من غانا، مشيرا إلى أن ما أغراهم للتعاقد معه قبوله تقاضي مرتباته الشهرية بالعملة المحلية، عوضا عن العملة الأجنبية. وكشف طاهر أن المعاناة المالية وكثرة الالتزامات أرهقت خزائن الأندية كثيرا، وأجبرها على التخلي عن كل ما يضاعف الأعباء المالية، مبينا أن التجربة فاشلة بكل المقاييس، وهو أمر تؤكده وقائع واضحة وهي عدم تأثير معظم الأجانب مع أنديتهم بما فيهم المريخ والهلال أكبر ناديين بالبلاد. وذكر كمال أن تجربة الأجانب في طريقها للاندثار بسبب الظروف المالية وتكلفة الأجانب على صعيد التعاقدات والمرتبات الشهرية والإقامة والإعاشة وتذاكر السفر والمكافآت.
وقال عبد الباسط موسى (الأمين العام لنادي هلال الفاشر) لـ winwin: إن تجربة الأجانب فاشلة بكل المقاييس؛ ذلك أن التعاقد مع أجانب من الطراز الرفيع يكلف أموالا طائلة لا تستطيع أندية الدوري السوداني توفيرها، مؤكدا أن الهلال أبرم تعاقدات مع أسماء معروفة، مشيرا إلى أن تلك الأسماء قد لا تتمكن من تقديم مستويات مقنعة قياسا بسوء الملاعب وعدم توفير بيئة خصبة للإبداع. ونبه عبد الباسط إلى أن الأندية التي تعاقدت مع أجانب تخوّفت من ضغوط جماهيرها أو اتهامها بالتقصير.
وذكر الكابتن إبراهيم حسين "إبراهومة" (مدرب الخرطوم الوطني) لـ winwin، أن تجربة التعاقد مع محترفين أجانب هي مضيعة للوقت وإهدار للمال، مطالبا توجيه تلك الأموال إلى أكاديميات للناشئين، ومؤكدا أن عدد الأجانب انحسر بدرجة كبيرة بسبب الضغوط الاقتصادية. وشدد إبراهومة على اتحاد الكرة بضرورة إخضاع التجربة لمزيد من التقنيين حتى تتفادى الأندية إهدار أموالها فيما لا يفيد. وتوقع إبراهومة انحسار عدد الأجانب أكثر في المواسم المقبلة قياسا بالظروف المالية الصعبة التي تعانيها الأندية.