السوشيال... وما أدراك ما السوشيال!
"علّموا أولادكم أن المنافس حافز لك مش عدو، وتقديرك له يزيد من قيمتك مش العكس.. فهّموهم أن المنافسة حدودها الملعب فقط، غير كدة ضعف وقلة حيلة، علّموهم أن الهدف من الرياضة بناء أشخاص أصحّاء جسديًا وأسوياء نفسيًا وصداقات تدوم.. مش مهم تكون بطل، الأهم تكون إنسان رياضي سَوِي.. عندك أخلاق.. عندك هدف".
هذه تدوينة في موقع "تويتر" للحارس المصري (المثقف) شريف إكرامي، توقفت أمامها؛ لأنها تُلخِّص حال الرياضة في مصر المحروسة، وتؤكد أن المنافسة بين الأهلي والزمالك تحوَّلت إلى "خناقة وعركة".
القصة تحولت من منافسة -يُفترَض أنها رياضية شريفة- إلى صراع -غير رياضي- والمنافس أصبح اسمه خصمًا، وقد يصل إلى مَرتبة العدو، أبسط قواعد الرياضة -بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة- هي أن الرياضة مكسب وخسارة (يوم ليك ويوم عليك).
مع الأسف، وصلت الصورة إلى درجة من التشدد والتعصب لرفض فكرة الهزيمة واعتبارها نوعًا من العار، وقد يكون هذا الأمر (عدم تقبُّل فكرة الهزيمة) مقبولًا عند فئة من الجمهور، لكن الأمر الخطير والجلل هو أن العدوى انتقلت إلى المسؤولين.
نعم، مجالس الإدارات تحوَّلوا إلى مسؤول (بدرجة مُشجِّع) وأصبح المسؤول -قبل المشجع- يَرفض تقبُّل فكرة الخسارة، ويحاول إقناع نفسه وطبعًا ينقل الفكرة إلى جمهوره بأن الخسارة أو فقدان بطولة لعدم تقصيرٍ؛ لكنها بسبب مؤامرة.
وفكرة (المؤامرة) أصبحت منهجَ أغلب الفرق، وعلى رأسهما الأهلي والزمالك، والسبب ببساطة هو أن هناك غُولًا أصبح يُدير الأندية من الباطن اسمه (السوشيال) وما أدراك مع السوشيال ميديا وتأثيرها في صُنع القرار الرياضي في مصر!؟
ومهما ارتدي رؤساء الأندية ثوب الشجاعة، وادّعوا أن السوشيال لا تعنيهم من قريبٍ أو بعيدٍ، فإن الحقيقة تسير في الاتجاه المعاكس تمامًا ودون أيّ مبالغة أو تضخيم للأمور، السوشيال تتحكم في قرارات الأهلي والزمالك بنسبةٍ كبيرةٍ للغاية.
وهناك قرارات كثيرة في قطبي الكرة صدرتْ لتهدئة الرأي العام الرياضي (السوشيال) مثل هوجة الصفقات الجديدة، حتى ولم تكن هناك حاجة إليها، وهناك قرارات أخرى "دخلت الثلاجة" لنفس السبب.
وفي نفس الاتجاه، أصبحت القنوات الفضائية (الفئوية) أخطر خطير بلغة الكرة؛ لأنها تُكمِل فكرة السوشيال أو منهجه في التعصب الكروي الأعمى الذي يرفض الفكرة الأساسية للرياضة وهي (يوم ليك ويوم عليك)، وأن يقول المهزوم للفائز "مبروك" ويبحث في سبب خسارته ولا يعلقها على شماعة الأوهام، وأن يحترم الفائز منافسه ولو (بممر شرفي).
نعود للإجابة عن السؤال الذي بدأنا به... متى تنتهي "خناقة" الزمالك والأهلي؟ والإجابة بـ(الفم المليان): "في المشمش!"