السوشيال ميديا.. خطر يداهم نجوم منتخب الأردن!
لم يعد هناك أي حواجز تفصل بين لاعبي كرة القدم والجماهير، فـ"السوشيال ميديا" جعلتهما على تماس مباشر ومتواصل، وهو سلاح ذو حدين، وما يحدث بين نجوم منتخب الأردن خير مثال على ذلك.
في الأردن، وبعد الإنجاز الآسيوي الذي حققه منتخب النشامى بتتويجه وصيفًا لكأس آسيا، فإن بعض نجوم المنتخب أصبحوا أكثر تعلقًا بـ"السوشيال ميديا"، وبخاصة مع ارتقاع شعبيتهم.
وبدلاً من أن يعرض اللاعب عبر "السوشيال ميديا" لقطات لأهداف له ولمهاراته، أصبح يتواصل مع الجماهير ويتحدث معهم بأمور عدة، ربما تخص حياته الشخصية أكثر مما تخص مسيرته الكروية.
وقد يكون لـ"السوشيال ميديا" أثر جيد على لاعبي كرة القدم، في حال تم استثمار ذلك بطرق إيجابية ومدروسة، لكن أن يقضي اللاعب ساعات وساعات للتواصل مع الجماهير، والبحث عن أكبر عدد من المشاهدات، فلهذا أثر سلبي كبير، وهو بمثابة الخطر الذي يداهم مستقبل لاعبي كرة القدم في منتخب الأردن.
وعلم winwin من مصادر موثوقة، أن الاتحاد الأردني أبدى انزعاجًاي غير معلن من بعض اللاعبين الذين يمضون معظم أوقاتهم على "السوشيال ميديا"، وكأنها أصبحت مهنة لهم تسبق شغفهم وعشقهم لكرة القدم.
هل من ضبط للاعبين في منتخب الأردن ؟
بات واجبًا على الجهاز الفني لمنتخب النشامى بقيادة المغربي جمال سلامي متابعة هذه القضية، من خلاله اجتماعه باللاعبين، وحثهم على ضرورة إيلاء الاهتمام بكرة القدم والتمتع بعقلية احترافية، فهناك بعض الخطوط يجب أن يلتزم بها أي لاعب كرة قدم في العالم.
وكثير من الاتحادات الرياضية وبخاصة العربية، سبق وأن اتخذت عقوبات بحق لاعبي منتخباتها بسبب تفاعلهم مع "السوشيال ميديا" بطريقة قد تسيء للاعبين وللمنتخب، وهي أمور ينبغي على اللاعب الأردني التنبه لها.
وبلا شك، أن قضاء ساعات طويلة على "السوشيال ميديا" يؤثر في فترة النوم المطلوبة للاعبين، كذلك فإن التواصل مع الجماهير وتبادل الأفكار ومعرفة الآراء قد يكون له انعكاسات سلبية على مردودهم فيما بعد داخل أرضية الملعب.
ولفت الانتباه في الأشهر الماضية، أن بعض اللاعبين تحولوا إلى مشاهير "سوشيال ميديا" أكثر مما هم لاعبو كرة قدم، وهذه نقطة لا بد أن يضعها بعض اللاعبين في حساباتهم.
السوشيال ميديا مهمة ولكن!
لا يمكن بحال من الأحوال أن نقلل من أهمية "السوشيال ميديا" في حياة ومسيرة اللاعبين، والتي قد تسهم في التسويق لهم لخوض تجارب احترافية خارجية، لكن الوصول إلى ذلك يتطلب وعيًا وحرصًا في ما يقدمونه من محتوى.
وبلا شك أن استخدام تكنولوجيا الاتصال أصبحت شيئًا ملازمًا لحياة الإنسان، لكن عندما يصبح الإنسان لاعبًا مشهورًا عليه أن يعرف كيف يتعامل مع هذه التكنولوجيا، بحيث لا تؤثر في مسيرته الكروية.
ولعل تعامل اللاعبين مع "السوشيال ميديا" بقصد الدعاية وكسب المزيد من الأرباح، من شأنه أن يحول مهنتهم من لاعبي كرة القدم إلى مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن الموازنة بين الأمرين.
ومعظم لاعبي كرة القدم في العالم يستخدمون "السوشيال ميديا" باعتبارها لغة العصر، لكن استخدامها لا ينبغي أن يكون بشكل يومي، بل على نطاق ضيق ومدروس، فالتعلق بها قد يشتت ذهن اللاعب، وتقلل مساحة الخصوصية بينه وبين جماهيره، واللاعب في الأصل يجب أن يكون قدوة لمحبيه في كل شيء.
وتحدد آلية استخدام "السوشيال ميديا"مدى الآثار الإيجابية والسلبية على اللاعبين، ومن هنا فإن تثقيف لاعبي منتخب الأردن في هذا العصر من قبل الأجهزة الفنية بات ضرورة ملحة.