السوبر الإسباني.. ما بين أرقام ليونيل ميسي وعقدة ريال مدريد!
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإسبانية إلى مدينة جدة السعودية التي تستعد لاحتضان النسخة 41 من مسابقة كأس السوبر الإسباني وفق نظامها الجديد الذي اعتمد للمرة الأولى عام 2000، بحيث تشارك أربعة أندية احتلت المركز الأول والثاني في بطولتي الدوري والكأس المحليتين.
وتعد هذه هي المرة السادسة التي تنظم فيها المسابقة على الأراضي السعودية، والسابعة خارج الحدود الإسبانية، حيث أقيمت نسخة العام 2018 في مدينة طنجة المغربية.
وكانت هذه المسابقة قد انطلقت بشكل غير معترف به في العام 1940، حيث استمرت حتى العام 1953، لتتوقف حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي، حين أعاد الاتحاد الإسباني إحياء هذه المسابقة تحت إشرافه، لتجمع بطل الدوري مع بطل الكأس بنظام الذهاب والإياب.
13 لقبًا هرب من قبضة البارسا والريال
كما هو الحال في بطولة الليغا، فإن ريال مدريد وبرشلونة هيمنا على لقب مسابقة السوبر في النسخ الأربعين التي أقيمت حتى الآن، ولم يهرب منهما سوى 13 لقبًا.. وكانت كفة الفريقين متساوية بخمسة ألقاب لكل منهما قبل بداية الألفية الجديدة، قبل أن تميل قليلاً لصالح برشلونة مع جيله الذهبي، ليصل النادي الكاتالوني إلى 14 لقبًا مقابل 13 لقبًا للنادي الملكي، الذي هيمن في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد أن تحولت المسابقة إلى نظامها الجديد، حيث توج باللقب ثلاث مرات مقابل مرة واحدة للبارسا، ومثلها لأتلتيك بيلباو.
الألقاب الـ13 التي هربت من قبضة الغريمين التقليديين، كانت ثلاثة منها من نصيب بيلباو وديبورتيفو لاكورونيا، مقابل لقبين لأتلتيكو مدريد، ولقب واحد لكل من فالنسيا، إشبيلية، سرقسطة، مايوركا، ريال سوسييداد، إسبانيول، ريال بيتيس وأوساسونا.
ومع وجود أربعة أندية في نسخة العام 2025 ممن سبق لهم الفوز باللقب، فإن إشبيلية سيحتفظ بكونه آخر فريق انضم إلى قائمة السجل الذهبي للبطولة، بعد أن فاز باللقب عام 2007 للمرة الأولى.
عقدة المحافظة على لقب السوبر الإسباني
يسعى ريال مدريد إلى ضرب عصفورين بحجر واحد في النسخة الحالية، إذ أن تتويجه باللقب سيمكنه من معادلة رقم غريمه التقليدي برشلونة، بعدد الألقاب في كأس السوبر الإسباني، لينحصر التفوق التاريخي للبارسا في عدد الألقاب في أي من المسابقات الكروية في بطولة كأس الملك، التي توج بها 31 مرة مقابل 20 للريال.
وإذا ما نجح النادي الملكي في الفوز بلقب كأس السوبر الإسباني، فإنه سينهي عقدة لازمته منذ أن توج بكأس السوبر في المرات الثلاث الأولى، أعوام 1988 و1989 و1990 مع جيله الذهبي الذي ضم الإسباني بوتراغينيو والمكسيكي هوغو سانشيز.. إذ أن الريال لم يتمكن من الفوز بكأس السوبر الإسباني في عامين متتاليين أبدًا، لكن الفرصة تبدو متاحة أمامه لكسر هذه العقدة بعد أن كان قد فاز في العام الماضي باللقب على حساب البارسا برباعية للذكرى.
أرقام خالدة للأرجنتيني ميسي
تكاد معظم الأرقام التاريخية الخاصة بمسابقة كأس السوبر الإسباني تنحصر باسم واحد فقط، هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي يعد اللاعب الأكثر تتويجًا باللقب (8 مرات)، كما أنه اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف بـ(14 هدفًا) في 21 مباراة، بفارق سبعة أهداف عن كل من نجمي الريال السابقين راؤول غونزاليس وكريم بنزيما، في حين أن أقرب اللاعبين غير المعتزلين لرقم ميسي هو البولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي فينيسيوس جونيور بأربعة أهداف.
وسجل ميسي في سبع مباريات نهائية (رقم قياسي) من بينها أربعة نهائيات متتالية ما بين عامي 2009 و2012. كما أنه أحد ستة لاعبين فقط تمكنوا من تسجيل الهاتريك في مباراة نهائية (للسوبر الإسباني)، حيث نجح في فعل ذلك خلال مباراة الإياب لنسخة 2010 في مرمى إشبيلية.
أما اللاعبون الخمسة الآخرون الذين تمكنوا من تسجيل الهاتريك في مباراة نهائية واحدة فهم: فرنشيسكو هيغيرا (سرقسطة 1994)، راؤول (ريال مدريد 2001)، فريدريك كانوتيه (إشبيلية 2007)، آرتيز آدوريز (أثلتيك بلباو 2015)، وأخيرًا فينيسيوس جونيور (ريال مدريد 2024).
الحسم عبر فارق الأهداف أو ركلات الترجيح
عبر تاريخها الطويل، لم تعرف مسابقة كأس السوبر الإسباني الوصول إلى سيناريو ركلات الترجيح، سوى في مناسبة واحدة، وذلك بسبب إقامتها حتى العام 2020 بنظام الذهاب والإياب، حيث كان أحد الفريقين ينجح دومًا بحسم الأمور لصالحه من خلال حصيلة المباراتين، مع الإشارة إلى أن ريال مدريد توج بلقب نسخة العام 2012، بفضل ميزة الأهداف المسجلة خارج القواعد، بعد أن خسر أمام برشلونة (2-3) في الكامب نو، قبل أن يحقق الفوز بنتيجة (2-1) في ميدانه.
بينما فاز برشلونة في العام التالي بلقب كأس السوبر الإسباني (بالطريقة ذاتها)، مستفيدًا من تعادله ذهابًا مع أتلتيكو مدريد في العاصمة الإسبانية (1-1)، قبل أن يتعادل الفريقان سلبًا في مباراة الإياب في الإقليم الكاتالوني.
أما المرة الوحيدة التي لجأ فيها المتنافسان إلى ركلات الترجيح، فكانت مع بدء تطبيق النظام الجديد للبطولة حين احتاج إلى هذا السيناريو للتفوق على جاره أتلتيكو مدريد بنتيجة (4-1)، بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل السلبي.
لعنة التتويج بالليغا
منذ أن انطلقت مسابقة كأس السوبر الإسباني بشكل رسمي في العام 1982، تمكن الفريق الفائز بلقب الليغا من التتويج باللقب 29 مرة من أصل 40 نسخة سابقة، في حين ذهب اللقب لحامل الكأس (أو وصيف الكأس الذي كان يشارك في المباراة بسبب تتويج أحد الفرق بالثنائية المحلية) في أحد عشر مناسبة.
لكن اللافت أنه ومنذ اعتماد النظام الجديد في العام 2000، والذي يقضي بمشاركة بطل الدوري ووصيفه إضافة إلى بطل الكأس ووصيفه، فإن اللعنة حلت على بطل الدوري (للموسم الفائت)، بحيث فشل في الفوز بلقب كأس السوبر، فلم يتجاوز برشلونة نصف نهائي السوبر لعام 2020، وهو ما تكرر مع الريال في العام التالي، ومع أتلتيكو مدريد في العام 2022، فيما بلغ الريال نهائي نسخة العام 2023، لكنه خسر أمام وصيف الكأس برشلونة.
وفي النسخة الأخيرة من كأس السوبر الإسباني، خسر برشلونة (بطل الدوري) أمام ريال مدريد (بطل الكأس) بنتيجة (4-1).. فهل ستستمر هذه اللعنة مع النادي الملكي (بطل الليغا) في نسخة العام 2025؟