الزمالك يتأهل متصدرًا | رقم مميز ونظرية "الجول المشترك"!

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-26 00:54
من مباراة الزمالك وأبو سليم الليبي - الجولة الخامسة من كأس الاتحاد الأفريقي 2023-2024 (X: Alzamalik)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ضمن الزمالك المصري صدارة مجموعته في كأس الكونفيدرالية الأفريقية بعدما هزم مضيفه أبو سليم الليبي بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بين الفريقين ضمن الجولة الخامسة من دور المجموعات للبطولة التي حمل الزمالك كأسها عام 2019 ويأمل في تكرار نفس الإنجاز هذا العام.

الفارس الأبيض ظهر بشكل جيد جدًا، وأضاع الكثير من الفرص التي كانت كفيلةً بمضاعفة الغلة على حساب الفريق الليبي الذي خسر ذهابًا أيضًا بهدف نظيف، وسيتحتم عليه تفادي الهزيمة في أنغولا أمام ساغرادا أسبيرانزا ليضمن مرافقة الفريق المصري إلى ربع نهائي المسابقة التي يحمل اتحاد الجزائر لقبها.

رقم مميز لا يحكي القصة كاملة

وسط سيطرة كاملة للزمالك على مجريات المباراة ظهر رقم لافت في منتصف الشوط الأول يشير إلى استحواذ الزمالك على الكرة بنسبة 84% مع قيامه بـ250 تمريرة منها 238 تمريرة صحيحة بنسبة تمرير صحيحة تفوق الـ95% مع الأخذ في الاعتبار أن منافسه لم يكن قد وصل إلى تمريرته الخمسين بعد.

ولأن رقم الاستحواذ لم يعد يعني شيئًا للكثيرين، خاصةً إن أخذنا بالاعتبار أن الزمالك قد استحوذ على الكرة ذهابًا في 81% من وقت المباراة؛ لكنه لم ينجح في صناعة الكثير من الفرص، وخرج منتصرًا بهدف وحيد، فإن كمّ الفرص التي صنعها العملاق القاهري كان يشير بوضوح إلى أنها لم تكن سيطرةً سلبيةً بل نجح الزمالك في إيجاد عدة منافذ إلى مرمى منافسه الليبي.

وضحت بشدة رغبة المدير الفني غوميز في أن يتناقل لاعبوه الكرة دون استعجال وأن يتم تدويرها بشكل يزعج المنافس ويجهده مع البحث باستمرار عن اللاعب الخالي من الرقابة القادر على تطوير الهجمة للأمام بعدما يتخلص من عدة لاعبين في أثناء عملية ضغط أبو سليم.

أبرز ملامح هجوم الزمالك كانت في تجميع اللعب في وسط الملعب، ثم إرسال الكرة إلى مصطفى شلبي أو عمر جابر الذي قدّم مباراة مميزة، ومن ثم يدخل أحدهما إلى عمق الملعب مستغلًا المساحة التي تم إخلاؤها ليُرسل الكرة قطرية إلى داخل منطقة الجزاء حيث ناصر منسي ويوسف أوباما، أو يتم تمريرها أرضية بعرض الملعب إلى حيث يتمركز أحمد مصطفى زيزو أو حتى إلى سيد نيمار.

"جول مشترك"!

لأكثر من ساعة بدا أن أبو سليم الليبي يتعامل مع المباراة بطريقة "الجول المشترك" وكأن لاعبيه يظنون أن هناك مرمى واحدًا في الملعب ينبغي عليهم الدفاع عنه، ولا وجود لمرمى الزمالك الذي ينبغي لهم أن ينطلقوا نحوه.

يمكن رصد دفاع أبو سليم من داخل منطقة جزائه وبحد أقصى ما حولها من خلال خريطة متوسط تمركزات اللاعبين التي تظهر فيها عودتهم الكبيرة إلى الخلف للدفاع عن مناطقهم.
 

صورة


الليبيون ظنوا إستراتيجيتهم الناجحة في مباراة الذهاب بنفس الشكل ونفس متوسطات التمركز التي تظهر في الصورة التالية والتي من شأنها أن تمنح الفريق نفس الندية النسبية التي كانوا عليه في مباراة الذهاب؛ لكنهم اصطدموا بنسخة أفضل كثيرًا من التي واجههوا في الذهاب إذ كان الفريق يستعيد الكرة سريعًا جدًا ويمرر بشكل أسرع ليطبق الزمالك كماشته على مضيفه.
 

الزمالك


تراجُع أبو سليم المبالغ فيه للخلف سَاعَد ثنائي ارتكاز الزمالك محمد أشرف روقا ونبيل عماد دونغا على اللعب بأريحية كبيرة فظهرا بشكل أفضل مما يظهران عليه عادةً، خاصةً روقا الذي لا يجيد اللعب تحت ضغط مباشر، لكن مع قلة الضغط عليه كان يمرر بشكل جيد.

زادٌ بشريّ غير معتاد في الزمالك

كان جيدًا أن يظهر بعض اللاعبين بشكل أفضل من مستواهم عادةً، فعمر جابر قدّم مباراة لافتة؛ ليخفف من وطأة مشاكل مركز الظهير الأيسر إلى حين عودة أحمد فتوح من الإصابة، كما أن اشتراك سيد نيمار منح جوميز خيارًا آخر في الجبهة اليمنى، بينما سيكون جوميز سعيدًا بوجود بدلاء في مركز الجناح حتى وإن لم يكونوا بنفس الكفاءة كما هو الحال مع مصطفى شلبي، أو كانوا صغار السن يحتاجون وقتًا للحكم عليهم كما هو الحال مع الأوغندي موتيابا الذي بدت لمساته مبشرة في الوقت الذي شارك فيه.

ومع العنف الواضح للاعبي أبو سليم الليبي ضد لاعبي الزمالك والذي أرسل أحمد مصطفى زيزو إلى خارج الملعب مصابًا، كانت الحاجة إلى بدلاء جيدين مهمةً؛ لتخفيف الضغط عن الأساسيين وإراحتهم للمواعيد القادمة الأهم.

بشكل عام كان الهدوء والثقة سمتين واضحين في أداء لاعبي الزمالك وحتى اشتراك البدلاء كان وسط أجواء هادئة للفريق، خاصةً بعد التقدم في النتيجة بهدفين نظيفين. صحيح أن الأجواء توترت نوعًا ما عقب تسجيل أبو سليم لهدفه والذي أظهرت الإعادة عدم تجاوز الكرة خط المرمى وبالتالي كان غير صحيح، بيد أن التجربة كانت إيجابية من كافة النواحي للفريق المصري الذي يستعد لمواجهة غريمه الأهلي قريبًا في نهائي كأس مصر الذي سيُقام بالأراضي السعودية.

شارك: