الزمالك "المرن" هزم محاولات العشري للتغيير!
عاد الزمالك المصري لسكة الانتصارات من جديد، وذلك بعدما حقق فوزًا سهلًا على حساب الاتحاد السكندري بهدفين نظيفين، ليستعيد الهدوء داخل أروقته.
حامل لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية كان قد خسر 5 نقاط في آخر مباراتين بعدما انهزم أمام سموحة بهدف نظيف، ثم جره فيوتشر إلى تعادل إيجابي بهدف كل في شبكة.
الزمالك تمكن بذلك من تكرار فوزه على الاتحاد، بعدما هزمه في مباراة الدور الأول المؤجلة، والتي جرت قبل مباراة الأهلي في الدوري، ويراها كثيرون أفضل مباراة قدمها الفريق الأبيض هذا الموسم.
طارق العشري يغير من طريقته ولكن..
ولأنها واحدة من أفضل المباريات التي قدمها الزمالك على أقل تقدير، فإن طارق العشري قرر ألا يكرر دفاع المنطقة الذي دافع به أمام الفارس الأبيض، ليقدّم دفاعات زعيم الثغر لمسافة ملحوظة مقارنة بالمباراة السابقة.
لكن هذا لم يُجدِ نفعًا لسببين مهمين. أولهما وهو امتلاك الزمالك لأفضل مهاجم في الدوري المصري يستطيع اللعب في المساحات ودفاعات المنافسين، وهو سيف الجزيري الذي تحرك مرارًا وصال وجال خلف دفاعات الاتحاد، رغم وقوعه في عدة مرات في فخ مصيدة التسلل.
أما السبب الثاني وهو الأهم، فهو أنه لكي يُجدِي تقديم الدفاعات نفعًا، ينبغي أن يتزامن هذا الأمر مع ضغط على حامل الكرة بشكل شرس يمنعه من إرسال الكرات الطولية بأريحية، وكذلك يجبره على لعبها بسرعة وبشكل لا يسمح للمهاجمين بأخذ وقتهم للتحرك بشكل جيد لتسلم تلك الكرات الطولية.
المثير للتعجب هو أنه كل من يتابع الزمالك على مدار سنة على الأقل، سيدرك أن أهم تمريرة طولية تُلعب في الزمالك هي تلك التي يُرسلها حمزة المثلوثي لسيف الجزيري، لكن العشري لم ينبّه على لاعبيه بضرورة الضغط على المدافع التونسي باستمرار، حتى ولو تُرك حسام عبد المجيد خاليًا من الرقابة.
التمسك بالأسلوب سلاح الزمالك لكن المرونة كانت السر
على عكس العشوائية الكبيرة التي قدمها طارق العشري، كان تمسك جوزيه غوميز واضحًا بأسلوب لعب الزمالك، من حيث تناقل الكرات القصيرة بين عدة عناصر أصبحت محفوظة، وتبدأ من دونجا مرورًا بفتّوح وعبد الله السعيد وناصر ماهر، حتى تصل إلى محطتها الأخيرة أو شبه الأخيرة سواء عند زيزو أو نداي أو سيف الجزيري.
لكن أبرز ما ميز الزمالك هذا المساء هو المرونة في التعامل مع ما يحدث داخل الملعب، فصحيح أن الأسلوب ما يزال يتمحور حول الفكرة ذاتها، إلا أنه بمجرد أن تظهر الثغرة في دفاعات الاتحاد جراء التناقل المستمر للكرة، فإن عبد الله السعيد وناصر ماهر كانا جاهزين لإرسال تمريرات عميقة مؤثرة في دفاعات الفريق الأخضر، وهو ما سبب أضرارًا فادحة على طارق العشري ولاعبيه.
من ضمن تلك التمريرات كانت تمريرة الهدف الثاني الذي سجله سيف الجزيري، بعد تحرك ممتاز من إبراهيما نداي وتمريرة ساحرة من عبد الله السعيد، وكذلك هجمة سريعة تمكن فيها ناصر ماهر من لعب الكرة بحرفية شديدة رغم صعوبة التمرير في وضعيته، وكذلك عدة كرات أخرى تميز فيها لاعبو الزمالك في الاختراق من العمق.
ملاحظات على بدلاء الزمالك
حالة إبراهيما نداي غامضة جدًا، فاللاعب لا يصلح في أغلب الأوقات لحمل قميص نادي الزمالك، لكنه في بعض الأحيان وبمزيد من التفكير، يبدو مُنتجًا أكثر من مصطفى شلبي ومتحركًا أكثر منه، وربما يفكر جوزيه غوميز بنفس الطريقة أنه لابد من استمراره في القالب الرئيسي للفريق على الأقل لحين عودة شيكابالا أو تغير وضعية مهاب ياسر ومحمد عاطف. المؤكد أنه لا يمكن أن يلعب ظهيرًا مجددًا أبدًا!
تحصل محمد صبحي على فرصة اليوم، فكاد يتسبب في كارثة! لولا أن مهاجم الاتحاد كان متسللًا في لقطة سجل منها النادي الأخضر هدف التعادل لحدث ما لا يُحمد عقباه، وذلك بعد أن خرج حارس الزمالك بشكل خاطئ في إحدى الركلات الركنية التي كاد يدفع فيها الفريق الثمن ويخسر تقدمه، كما حدث في مباراة فيوتشر التي كان الفريق في أشد الحاجة للإبقاء على تقدمه بسبب حالة الإرهاق العامة عقب نهائي الكونفيدرالية.
مايزال زياد كمال يتحسس خطاه في الزمالك، وكان سيء الحظ أن أُلغي الهدف الذي سجله والذي كان من شأنه أن يمنحه ثقة أكبر خاصة وأنه يدرك على ما يبدو الانتقادات الموجهة إليه بعدما أشار بسد أذنيه أثناء احتفاله بالهدف المُلغى.
بينما يظهر أن محمد شحاتة قد اكتسب الثقة بالفعل، فبمجرد اشتراكه ظهرت أمارات الهدوء على طريقة لعبه وتمريراته، ما يمنح الجماهير الأمل في أن تتغير وضعية بعض اللاعبين الذين لا يمكن الحكم على مستواهم من فترات بسيطة لعبوا فيها.