الركراكي: لم يكن سهلًا خوض مواجهة بوركينا فاسو بعد الزلزال
بدا وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي لكرة القدم، متأثرًا خلال المؤتمر الإعلامي الذي عقده عقب المباراة الودية التي فاز بها المغرب على بوركينا فاسو بنتيجة 1-0 في لانس الفرنسية، ضمن استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس أفريقيا للأمم كوت ديفوار 2024.
وقال الركراكي إنه لم يكن سهلًا على المنتخب المغربي خوض المباراة، في ظل جهود الإنقاذ وحالة الحداد التي تعيشها البلاد عقب الزلزال الذي ضرب منطقة "الحوز" جنوبي المغرب مساء الجمعة الماضي، وتابع: "رغم ما حدث، كان من الضروري أن نلعب المباراة، وأن تستمر الحياة، وأن نسير إلى الأمام، المغرب لن يتوقف، والمهم أيضًا بالنسبة لي كمدرب، هو المستوى الجيد الذي ظهر به اللاعبون، ورغبتهم الكبيرة في انتزاع الفوز".
وأوضح المدير الفني المغربي، أن منتخب بوركينا فاسو كان منظمًا على رقعة الملعب، وخلق العديد من المتاعب لفريقه، مردفًا: "وضعنا المنتخب المنافس في وضعيات ومواقف صعبة، وهو أمر جيد، كان ضروريًا لنا أن نجد الحلول، سجلنا هدفًا؛ لكن للأسف لم نتمكن من مضاعفة النتيجة في الشوط الأول، حتى يتسنى لنا الدخول بفريق آخر في الشوط الثاني بغية منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين".
وعاد الركراكي للحديث عن الأوضاع التي يعيشها المغرب حاليًا، وذلك بقوله: "المهم أننا اجتمعنا، وساهمنا كلاعبين وأطقم وجماهير في تخفيف معاناة ضحايا الزلزال، وهذه مناسبة لنجدد دعوة المغاربة إلى دعم إخوانهم، نحن نلعب فقط كرة القدم، وهي تبقى مسألة ثانوية في ظل ما نعيشه حاليًا، دورنا هو منح بعض الفرح للشعب المغربي، وأتمنى أن نكون قد وفقنا في ذلك".
مزراوي .. الجوكر
وأشاد الركراكي، بنصير مزراوي الذي نجح في تعويض غياب لاعب ارتكاز المنتخب المغربي، سفيان أمرابط المصاب، رغم أنه يلعب لأول مرة في مركز وسط الميدان الدفاعي، قائلًا: "سفيان لاعب مهم جدًا في منظومتنا، وكانت مباراة بوركينا فاسو مناسبة سانحة لنا، حتى نرى شكل المنتخب المغربي بدونه".
وأضاف: "نبحث عن حل مناسب، اليوم مزراوي أثبت أنه لاعب كبير، قادر على اللعب في أي مركز بفضل مهاراته وذكائه، استطاع تعويض أمرابط بنجاح، رغم أنه لم يتدرب على مركزه الجديد سوى 3 أيام، وهذا ما يفسر لعبه في نادي بايرن ميونخ".
وأكمل: "جربت أيضًا لاعب المنتخب الأولمبي أمير ريتشاردسون لبعض الدقائق، لدينا أيضًا جبران، لدينا عدة حلول لتعويض أمرابط في حال غيابه، لعبنا أيضًا دون حكيم زياش وسفيان بوفال، في المقابل شاهدنا أمين عدلي وزكرياء أبو خلال وعودة أمين حارث وعبد الحميد الصيباري، وبلال الخنوس، جربنا العديد من السيناريوهات التي قد تواجهنا في المستقبل".
عودة فريق المونديال
وأبدى الركراكي ارتياحه لمستوى لاعبيه في لقاء بوركينافاسو، قائلًا: "اليوم وجدت فريقي الذي خضت معه مونديال قطر 2022، شخصيًا اعتبر أن مباراتَينا الأخيرتين أمام الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا 5 يونيو/ حزيران الماضي، كانتا حادثة عرضية فقط، قلت ذلك للاعبين، لدينا مستوى كبير وجب الحفاظ عليه".
وعبر الفني المغربي عن أسفه لضياع الكثير من فرص التسجيل، مطالبًا لاعبيه بأن يكونوا أكثر حسمًا أمام المرمى في المباريات المقبلة، وتابع: "في أفريقيا سنلعب بدفاع متقدم، عكس ما فعلناه في المونديال؛ لذلك علينا أن نكون حاسمين في تسجيل الأهداف، إذا كنا نريد أن نحلم بالفوز بكأس أفريقيا، حتى لا نُفاجَأ بمرتدات خاطفة قد تكلفنا كثيرًا، خاصة مع وجود مساحات خلفنا".
تشكيلة نموذجية
واعترف الركراكي بصعوبة إرضاء الجميع في التركيبة البشرية التي يعتمدها في المنتخب، خاصة مع كثرة النجوم والمحترفين في أقوى دوريات العالم، وأوضح: "لدي تشكيلة نموذجية وهي التي سأعتمد عليها، الاستقرار مهم؛ لكن هذا لا يمنع من أن يتنافس الجميع على مكانته ضمن المنتخب، بصفتي مديرًا فنيًا؛ فأنا من يتحمل مسؤولية اختياراتي".
ووجه الشكر والامتنان باسمه وباسم المغرب إلى كل من تضامن ودعم أهالي ضحايا الزلزال عبر العالم، مبديًا فخره بالمواطنين المغاربة الذين هبّوا لمساعدة إخوانهم في المناطق التي تأثرت بالكارثة، ثم ختم تصريحاته قائلًا: "هذا وقت صعب ويجب أن ننهض من جديد، لكي نعود لحياتنا العادية. الحادثة ذكرى أليمة ستظل راسخة في ذاكرتنا طويلًا".