الركراكي: سأمنح فرصًا للشباب والمونديال هو بداية لنجاحاتنا
حافظ وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، على الثوابت الأساسية داخل لائحة "أسود الأطلس"، تحسبا لوديتي البرازيل وبيرو في 25 و28 مارس/ آذار الجاري بملعبي طنجة وواندا ميتروبوليتانو بمدريد، عندما وجه الدعوة إلى معظم اللاعبين، الذين شاركوا في مونديال قطر 2022، باستثناء بعض الغيابات، التي فرضتها الإصابات أو تراجع المستوى الفني لبعض اللاعبين.
وسعى الركراكي من وراء ذلك إلى الاحتفاظ باللائحة نفسها، التي كانت وراء بلوغ المغرب المربع الذهبي في المونديال واحتلال المركز الـ11 عالميا، إضافة إلى رغبته في عدم إحداث تغييرات جوهرية بمنتخب تألق في أكبر منافسة عالمية، غير أنه ظل وفيا لنهجه في منح الفرصة للاعبين الشباب من خلال ستة لاعبين جدد.
لماذا غاب بانون وجبران؟
خلت قائمة المنتخب المغربي من اسمي يحيى جبران متوسط ميدان الوداد الرياضي، وبدر بانون مدافع قطر القطري، وعزا الركراكي عدم استدعائهما إلى تراجع مستواهما في الفترة الأخيرة؛ إذ قال إن جبران بات بمستوى متذبذب.
وتابع قائلا: "ليس هذا جبران الذي كنت أعرفه، سواء في المنتخب أو في الوداد، أنا مدرب لا يحتكم إلى العاطفة"، في الوقت الذي يعود غياب إلياس شاعر لاعب كوينزر بارك رينجرز الإنجليزي، وسليم أملاح لاعب بلد الوليد الإسباني، إلى إصابتهما واستحالة مشاركتهما في مباراتي البرازيل وبيرو، مع أنهما يبقيان من العناصر المعول عليها بالمنتخب مستقبلا.
الركراكي غير مقتنع بلاعبي الدوري المحلي
عبَّر الركراكي عن عدم رضاه عن مستوى لاعبي الدوري المغربي الاحترافي، واكتفى فقط باستدعاء يحيى عطية الله والحارسين رضا التكناوتي والمهدي بن عبيد، وأكد المدير الفني المغربي أنه تابع معظم مباريات الدوري المغربي، رافضا الدخول في جدلية "اللاعب المحلي واللاعب المحترف"، مشددا أن أهم شيء هو عطاء اللاعب وتماشيه مع مفكرته الفنية، وأن الأهم بالنسبة إليه أن اللائحة المستدعاة له ولطاقمه هي الأفضل حاليا.
وأردف الركراكي بخصوص عدم توجيه الدعوة لبعض اللاعبين، مثل حمزة إكمان، المتألق مع الجيش الملكي المغربي، أنه "لا يمكن استدعاؤه لمجرد تسجيل أربعة أهداف وتألقه في ظرف زمني معين، ويبقى إكمان من المهاجمين الصاعدين، وهو ضمن اللائحة الموسعة، لكن عليه أن يحرز أكثر مما يسجله يوسف النصيري وعبد الرزاق حمد الله ووليد شديرة، حتى يظفر بمعقد معنا".
فرصة للشباب
على الرغم من حرص الركراكي على الحفاظ على الركائز الأساسية للمنتخب المغربي، فإنه لم يخرج عن نهجه في منح الفرصة للاعبين الشباب، لضمان الخلف داخل صفوف الأسود مستقبلا.
ووجه الركراكي الدعوة إلى ستة لاعبين شباب، ويتعلق الأمر برياض شادي لاعب برشلونة الإسباني، وعبد الكبير عبقار مدافع ديبورتيفو ألافيس، وأيوب عمراوي لاعب رديف نيس الفرنسي، وبنيامين بوشواري لاعب سانت إيتيان، وإبراهيم صلاح مهاجم رين، وياسين كيشتا لاعب وسط لوهافر الفرنسي، إلى جانب بلال الخنوس وأنس الزروري اللذين رافقا المغرب في مونديال قطر الأخير.
وزاحم العمراوي زميله الخنوس في خانة أصغر اللاعبين في المنتخب المغربي في الفترة الحالية، فيما يعد عبد الرزاق حمد الله ورومان سايس والحارس ياسين بونو أكبر اللاعبين سنا بـ33 سنة، فيما يصل سن عبقار إلى 24 سنة، وشادي رياض 19 سنة فقط، أما الثلاثي صلاح وكيشتا وبوشواري، فيبلغ كل منهم 21 سنة.
لا خلافات مع الشقيقين مايي
نفى الركراكي وجود خلافات بينه وبين الأخويين سامي وريان مايي لاعبي نادي فيرينتس فاروشي المجري، على خلفية ما تم تداوله أخيرا بشأن رفض اللاعبين تلبية دعوته، كرد فعل على إقصائهما من المونديال.
وسبق للاعبَين أن أخرجا بيانا ينفيان فيه الأخبار التي تداولتها صحف بلجيكية، وهو ما أكده المدير الفني للمغرب الذي قال: "ليس لدي أي خلاف أو مشكلة مع الشقيقين مايي، بدليل أن اسميهما كانا موجودين في اللائحة الموسعة، لم استدعهما في كأس العالم، ربما كنت على صواب، أو أخطأت التقدير في حقهما، لكنني لست على خلاف معهما إطلاقا".
تضامن مع حكيمي ولقجع
لم يفوت الركراكي المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الإثنين، للتعبير عن تضامنه المطلق مع أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، وفوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي.
وقال الركراكي: "إن أشرف حكيمي، المتابع في قضية الاغتصاب في فرنسا، شخصيته قوية وسيكون معسكر الأسود فرصة له ليتجاوز المرحلة العصيبة التي يمر فيها حاليا، اتصلت بحكيمي هاتفيا بعد خبر اتهامه، وطلبت منه التركيز على كرة القدم؛ لأن هناك أشخاصا آخرين يتكلفون بالأمور المتعلقة بقضيته، نحن المغاربة ندعم حكيمي في محنته، وعندما سيأتي إلى المغرب سيشعر بدفء المغاربة ووقوفهم بجانبه".
كما دخل الركراكي على خط أزمة لقجع، بعد انتشار "هاشتاغ" منسوب لجماهير الرجاء الرياضي تتهمه بـ"الفساد"؛ إذ عبر عن تضامنه المطلق مع لقجع إزاء الانتقادات التي طالته في الفترة الأخيرة، معتبرا المساس به خطا أحمر بالنسبة إليه.
وشدد على أن الإساءة له هي مساس بالمنتخب المغربي، قائلا: "لقجع لعب وما زال يلعب دورا محوريا في النهوض بالكرة المغربية محليا وقاريا وعالميا، ومن حق الجميع انتقاده، لكن أن يتعدى ذلك إلى سب وشتم أعراض الناس، فهو أمر مرفوض، ومن يستهدف لقجع ليس مشجعا حقيقيا".
البرازيل الأفضل في العالم
قال الركراكي إن مباراتي البرازيل وبيرو تعدان محطتان أساسيتان للتحضير للاستحقاقات المقبلة، فمن شأنهما الحفاظ على تطور وتحسن أداء المنتخب المغربي، الذي يبحث عن مقارنة مستواه بمنتخبين كبيرين.
وأكمل حديثه: "طلبت من رئيس الاتحاد المغربي اختيار منتخبين قويين، حتى نقيس مدى جاهزيتنا، وتأكيد إنجازنا الكبير في المونديال، كان من الممكن اختيار منتخب سهل ونفوز عليه، لكنني أريد مواجهة منتخبات عالمية حتى نواصل التحسن، فنحن ضمن الأربع الأوائل في كأس العالم 2022 و11 في الترتيب العالمي".
واختتم بقوله: "البرازيل يعد دائما الأفضل في العالم، رغم فشله في الذهاب بعيدا في مونديال قطر، نحن نتمنى أن نكون في مستوى تطلعات الجماهير المغربية في المباراتين معا، نواصل توهجنا حتى يكون مونديال قطر البداية فقط في طريق النجاح".