الرعاية لا تعترف بالعدالة يا سادة

تاريخ النشر:
2022-11-03 17:04
-
آخر تعديل:
2022-11-03 17:06
أرشيفية - لقطة من مباراة سابقة في ديربي الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لأن هناك مَن لا يعرف المعايير.. ولأن هناك مَن ينكر الحقائق.. كان من الطبيعي أن ينشغل الشارع الكروي في مصر بالحديث المتناقض، والمغلوط، عن حقوق الرعاية التي تحصل عليها الأندية.

في الوقت الذي يتفاخر فيه الأهلي وأنصاره بأن حقوق رعاية فريق الكرة بالنادي الأحمر تجاوزت المليار وربع المليار من الجنيهات المصرية قابلة للزيادة، نجد الفارس الأبيض، نادي الزمالك، إدارةً وإعلامًا وجماهير، يبكون لكون المعروض علي النادي الأبيض أقل من ربع ما يحصل عليه الغريم الأهلي، ويتسأل الزملكاوية بدهشة: كيف يحصل بطل الدوري في آخر نسختين وبطل النسخة الأخيرة من بطولة كأس مصر علي عائد رعاية أقل؟

ولا تخلو علامة الاستفهام من نظرية المؤامرة وغياب العدالة.. حتى أن رئيس النادي مرتضي منصور أعلن بغضب عن رفضه كل عروض الرعاية.. مطالبًا بأن يحصل ناديه علي نفس قيمة الرعاية التي حصل عليها الأهلي.. بل أن تحصل كل الأندية علي نفس القيمة من مبدأ العدالة.

والحقيقة التي يرفض القطب الأبيض الاعتراف بها أن الرعاية لا ترتبط فقط بهوية آخر بطل، ولكن هناك معايير كثيرة أخرى، وأهم تلك المعايير أن كبريات الشركات ذات العلامات التجارية العالمية عندما تعلن رعايتها لأي نادٍ تقوم بإجراء عمليات مسح شامله لمعرفة النادي الأكثر شعبية لكي تضمن تحقيق الرواج الشعبي لمنتجها.

وتستند هذه الشركات العالمية إلى إحصاءات رقمية تكشف حقيقة وحجم شعبية كل نادي منها علي سبيل المثال مرصد إعلامي شهير ذكر قبل سنوات أن 70% من جماهير الكرة المصرية تشجع الأهلي، إلى جانب أرقام منصات التواصل الاجتماعي التي تجزم بشعبية جماهير الأهلي من خلال أكثر من 40 مليون أهلاوي يتفاعلون مع المنصات الإعلامية الرسمية التابعة لناديهم، مقابل 9 ملايين فقط من أنصار الزمالك.

ناهيك عن قوة حضور جماهير الأهلي في كل الاستفتاءات الجماهيرية التي تنظمها كبريات المؤسسات الرياضية مثل الاتحادين الدولي "فيفا" والأفريقي "الكاف" وكبريات المؤسسات الإعلامية العالمية مثل "ماركا " الإسبانية التي دشنت استفتاءات جماهيرية عالمية لاختيار أفضل شعار لنادٍ، أو استفتاء لاختيار النادي الأعلى جماهيرية، وكل تلك الاستفتاءات حسمتها جماهير الأهلي لمصلحة ناديها، وحتي عندما نظّم موقع قناة "أبو ظبي" الرياضية استفتاءً عبر منصة القناة علي تويتر، وكان سؤال الاستفتاء: من الأكثر شعبيةً في مصر .. الأهلي أم الزمالك؟ وكانت النتيجة لصالح القطب الأحمر بنسبة 70%.

وبعيدًا عن البحث عن النادي الأكثر شعبية، فإن شركات الرعاية تبحث عن قمصان ذات ثقل قاري وعالمي، وهو الأمر الذي يُرجّح كفة الأهلي "سيد أفريقيا" وأكثر أندية القارة السمراء على الإطلاق حصدًا للألقاب.

وتكفي الإشارة إلى أن عدد ألقاب الأهلي في أعرق وأمجد البطولات السمراء، دوري الأبطال يبلغ 10 ألقاب، وهو ما يعادل ضعف ما حصل عليه أقرب منافسيه وهما الزمالك ومازيمبي الكونغولي برصيد 5 ألقاب لكل منهما، وهو الإنجاز الذي جعل الأهلي قبل سنوات أكثر أندية العالم قاطبةً حصدًا للألقاب القارية وانتزع اللقب حينها (عام 2015)، من ميلان الإيطالي، قبل أن يتراجع مارد أفريقيا الأحمر للمركز الثاني حاليًا خلف ريال مدريد الإسباني.

كما أن القميص الأحمر ظهر في بطولة كأس العالم للأندية 7 مرات وهو ثاني أكثر أندية العالم ظهورًا على مسرح المونديال خلف أوكلاند سيتي النيوزيلندي الذي يتفوق الأهلي عليه بفضل تتويجه ببرونزية المركز الثالث عالميًّا 3 مرات آخرها في آخر نسختين على التوالي، فيما لم يشارك الزمالك في أي نسخة من تلك البطولة العالمية التي دشنت العام 2000، حتى المرة الوحيدة التي تأهل فيها بعد تتويجه بدوري الأبطال الأفريقي العام 2002 وهو آخر تتويج له، أُلغيت البطولة التي كان من المقرر إقامتها في إسبانيا.

كل تلك الامتيازات وغيرها جعلت كبريات الشركات تتسابق بل وتدخل في مزيدات من أجل الفوز برعاية الأهلي وظهور علاماتها التجارية على قميص فريق نادي القرن في مصر وأفريقيا .. ورغم كل هذا نجد من يصرخ، لتبقى الحقيقة أن حقوق الرعاية لا تعرف مصطلح العدالة.. يا سادة.

شارك: