الدوري الإنجليزي | هل نقول وداعًا للتسديدات بعيدة المدى؟
الأهداف هي اللغة الرسمية لكرة القدم، والتصويبات حروفها الأبجدية، ومع تطور التكنولوجيا الرياضية في العقد الأخير، أخذت اللعبة منحنى دقيقًا، من سرد تفصيلي للتمريرات والتصويبات والمراوغات وما نحو ذلك، وفي التقرير التالي نسلط الضوء على التصويبات في الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي 2024-2025، من الأفضل؟ ومن الأسوأ؟ ومن أي مسافة يسدد اللاعبون؟ وتفاصيل أخرى.
انقضت 11 جولة من الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ويقف ليفربول على قمة الهرم برصيد 28 نقطة، متقدمًا بفارق 5 نقاط عن مانشستر سيتي، في حين تمتلك أندية أرسنال وتشيلسي وبرايتون ونوتنغهام نفس الرصيد (19 نقطة).
الاقتراب أكثر من المرمى
سُجلت 372 محاولة تصويب من خارج منطقة الجزاء إلى الآن في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز.. 134 منها ذهبت بعيدًا عن إطار المرمى تمامًا، 134 أخرى اعترضها المدافعون، في حين تمكنت 104 تصويبة من الوصول إلى حيز المرمى، وتم تحويل 27 منها إلى داخل الشباك، فيما تصدى الحراس إلى التصويبات الـ77 المتبقية.
في الحقيقة، يقل اعتماد الفرق على التصويبات بعيدة المدى موسمًا تلو الآخر في البريميرليغ، وفي المقابل تزداد التصويبات من داخل منطقة الجزاء، حيث يمكن القول إن اللاعبين يفضلون التسديد من أماكن أقرب إلى المرمى.
عند وفادة المدرب بيب غوارديولا إلى مانشستر سيتي عام 2016، كان متوسط مسافة التسديد في الدوري الإنجليزي (18 مترًا) وظلت هذه المسافة تتناقص مع الوقت، حتى وصلت إلى (15.5 مترًا) في الموسم الحالي.
أسهم غوارديولا مع المدربين الآخرين أصحاب فلسفة اللعب التموضعي القائم على الاستحواذ، في اندثار التسديدات بعيدة المدى، وبدلًا من ذلك الفلكلور المميز للكرة الإنجليزية، استمرت الفرق في الاستحواذ وتناقل الكرات مرارًا وتكرارًا بالطول والعرض، إلى حين الوصول إلى أقرب نقطة من المرمى، وفي تلك اللحظة يصوب اللاعب ويسجل.
في الجدول التالي الذي أعددناه في winwin نرصد متوسط التسديد في المسابقة بالمواسم الماضية، ويتضح أن موسم 2015-2016، كانت الفرق تسدد من مسافة 17.2 مترًا، قبل أن تتقلص إلى 15.5 في الموسم الحالي.
متوسط التسديد في الدوري الإنجليزي منذ قدوم غوارديولا
موسم البريميرليغ | متوسط مسافة التسديد |
---|---|
2015-16 | 17.2 مترًا |
2016-17 | 17 مترًا |
2017-18 | 16.8 مترًا |
2018-19 | 16.5 مترًا |
2019-20 | 16 مترًا |
2020-21 | 16.3 مترًا |
2021-22 | 16.2 مترًا |
2022-23 | 15.7 مترًا |
2023-24 | 15.5 مترًا |
في عام 2009، كان نصف تصويبات اللاعبين في البريميرليغ تأتي من خارج منطقة الجزاء، أما في الموسم الحالي 2024-2025، قلت هذه النسبة إلى الثلث، وفي الحقيقة لغة الإحصاءات لا تكذب وتدعم ذلك بكل وضوح، إن علمت أن معدل تحويل التصويبات بعيدة المدى ضعيف للغاية، مقارنةً بالتصويبات من داخل منطقة الجزاء.
أدرك مدربو البريميرليغ أن التصويبات من خارج منطقة الجزاء، أصبح منهجية تهديفية من الماضي وعليهم طي هذه الصفحة، وفتح صفحة جديدة من التصويبات الأكثر قربًا للمرمى، لضمان التسجيل.
تتذكرون هدف فينسنت كومباني الصاروخي الذي أهدى مانشستر سيتي الفوز في الجولة الأخيرة من موسم 2018-2019 أمام ليستر سيتي؟ لقد صرخ زملائه وقالوا مرر الكرة ولا تسدد.
نوتنغهام آخر معاقل التسديد البعيد في الدوري الإنجليزي
بينما اعتمدت أغلب فرق الدوري الإنجليزي على التصويبات القريبة من المرمى، سلك نوتنغهام فورست مع مدربه نونو سانتو دربًا آخر، وهو التصويب بعيد المدى، ليكون نوتنغهام آخر معاقل أندية البريميرليغ المحافظة على هذا التراث.
يحتل نوتنغهام فورست المركز الأخير من بين أندية الدوري الإنجليزي العشرين من حيث مسافة التصويب الأقرب للمرمى، وخمن ماذا؟ برينتفورد يحتل صدارة هذه القائمة، ليس في البريميرليغ وحسب، بل في الدوريات الأوروبية أيضًا.
مادويكي المصوّب الأسوأ في الدوري الإنجليزي
27 لاعبًا حاولوا التسديد (20 مرة فأكثر) من اللعب المفتوح في المسابقة هذا الموسم، ولا أحد أسوأ من جناح تشيلسي نوني مادويكي، الذي صوّب 28 مرة، بجودة ركيكة للغاية بلغت (2.09) هدف متوقع، وبلغة أخرى فإن نسبة تحويل تصويبة مادويكي الواحدة إلى هدف تبلغ (0.07) أي أقل من 1% كنسبة نجاح.
باليبا الأجرأ في التصويب
لاعب وسط برايتون، الكاميروني الواعد كارلوس باليبا، هو الأكثر تصويبًا من خارج منطقة الجزاء هذا الموسم بواقع 14 تصويبة، نتج عنها تسجيل هدف واحد، وتبلغ متوسط التسديد لديه (5.9) أي يصوب على المرمى مرة واحدة بعد كل 5.9 لمسة.