الدوريات الخليجية تستقطب نجوم المنتخب التونسي
يتجه العديد من لاعبي منتخب تونس الأول للقيام بهجرة معاكسة من أوروبا إلى الدوريات العربية، لا سيما الإماراتية والقطرية والسعودية، على وجه الخصوص. وهذا نظير العقود المغرية التي تقترحها هذه الأخيرة من أجل استقطاب أفضل اللاعبين التونسيين.
وشهدت الدوريات الخليجية في السنوات العشر الأخيرة تقدّمًا كبيرًا، سواء على صعيد تنظيم البطولات أو المنافسة الشرسة؛ إذ أصبحت مباريات القمة العربية في السعودية وقطر والإمارات تحظى بمتابعة مقبولة في العديد من دول العالم.
وهناك أمر آخر مهم للغاية بعيدًا عن قوة المنافسة جعل دوريات منطقة الخليج العربي تشهد جمهورًا جديدًا ومختلفًا في الفترة الأخيرة، وهو قيام العديد من الأندية الخليجية الكبيرة بإبرام صفقات قوية بضم لاعبين من دوريات أوروبية لهم شعبية كبيرة مقابل مبالغ قياسية.
وتحفل سجلات سوق انتقالات اللاعبين التونسيين إلى دوريات الخليج العربي بالعديد من الصفقات "الضخمة"، والتي برزت أكثر خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية التي شهدت انتقال الكثير من اللاعبين التونسيين إلى مختلف الدوريات العربية، وهذا في ظل الوضعية الرياضية الصعبة التي يعيشها معظمهم مع أنديتهم الحالية في أوروبا أو بسبب الأزمة المالية التي تعرفها الكثير من الأندية في الدوري التونسي الممتاز.
وبات اللاعبون التونسيون من بين اللاعبين المطلوبين بكثرة في سوق الانتقالات، بعدما ارتفعت قيمتهم الفنية خلال السنوات الأخيرة، وبالذات بعد المشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
في هذا السياق، فضّل الحارس الأول للمنتخب التونسي، أيمن دحمان، ترك ناديه الصفاقسي، بعدما حقق معه عدة نجاحات محلية والانتقال للعب في صفوف نادي الحزم السعودي؛ إذ تعدّ هذه الصفقة الأهم -بحسب العديد من الفنيين- للفريق العائد من جديد إلى دوري المحترفين، وذلك بتوصية من البرتغالي فيليب جوفيا، مدرب الفريق، عقب متابعته له، وتألق دحمان، البالغ 26 عامًا، مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
ويُعَدُّ دحمان من أبرز نجوم الصفاقسي، منذ وصوله للفريق الأول عام 2018؛ إذ قاده للحصول على 3 ألقاب في مسابقة كأس تونس، وهو ما فتح له باب الانضمام لتشكيلة منتخب تونس والمشاركة معه في المعترك المونديالي.
وسلك المدافع نادر الغندري الاتجاه ذاته؛ إذ رحل عن صفوف النادي الإفريقي التونسي، بعد العرض المغري الذي وصله من نادي عجمان الإماراتي، الذي أبدى رغبة كبيرة في ضم مدافع "نسور قرطاج"؛ إذ قدّم في الشتاء عرضًا رسميًا لإدارة الإفريقي تمّ رفضه، قبل أن يتمكن من الحصول على خدمات اللاعب "مجانًا"، بعد نهاية عقده يوم 30 يونيو/ حزيران الماضي.
من جهته، رضخ فريق الاتحاد المنستيري أمام جاذبية القيمة المالية التي اقترحها نادي عجمان نظير الاستفادة من خدمات هيكل الشيخاوي، الذي وقّع عقد انتقاله إلى الفريق لتعويض رحيل مواطنه، فراس بالعربي، صوب فريق الشارقة الإماراتي.
ولعلّ المفاجأة الكبيرة قد صنعها النجم الأول لفريق كليرمون الفرنسي خلال الموسم الماضي، سيف الدين الخاوي، الذي رفض كل العروض الأوروبية وقرّر الانضمام إلى نادي خورفكان الإماراتي.
وفي الأخير اتجه محبوب الجماهير التونسية، نعيم السليتي، إلى دوري نجوم قطر، من بوابة فريق الأهلي، بعد نهاية تجربته التي امتدت لـ4 مواسم مع فريق الاتفاق السعودي.
يذكر أنّ السليتي كان من بين أبرز اللاعبين التونسيين الذين فضّلوا ترك أوروبا والتوجه نحو الدوريات العربية؛ إذ انتقل في عمر الـ25 عامًا من نادي ديجون الفرنسي صوب الاتفاق السعودي، قبل أن ينضمّ هذا الموسم إلى صفوف الأهلي.
وقبل السليتي، استقطب الدوري القطري العديد من نجوم "نسور قرطاج"، أبرزهم على الإطلاق النجم يوسف المساكني الذي قرّر مواصلة المغامرة مع العربي بتجديد عقده اليوم الثلاثاء حتى يونيو 2025، بالإضافة إلى فرجاني ساسي الذي انتقل من الدحيل (بطل دوري نجوم QNB) إلى الغرافة بعقد لمدة موسمين.