الخليج وجهة نجوم كرة القدم

تاريخ النشر:
2023-01-16 12:37
من تقديم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعبًا جديدًا في نادي النصر السعودي (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انضمام نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي يفتح فصلًا جديدًا من موسم الهجرة إلى الخليج لأبرز نجوم كرة القدم العالمية، من المأمول أن يدوم طويلاً ويكون عطاؤه جزيلًا. 

صفقة انتقال رونالدو، الحائز على الكرة الذهبية خمس مرات كأفضل لاعب في العالم والفائز بالعديد من الألقاب مع عدد من الفرق الأوروبية وعلى رأسها ريال مدريد، ستشجع، لا محالة، عددًا آخر من النجوم العالميين، على شد الرحال إلى الدوريات الخليجية، لا سيما القطرية والسعودية منها، كما يساعد، من جهة ثانية، الفرق الخليجية على التفاوض مع هؤلاء النجوم بسهولة وأريحية.

كان لانتقال الملك البرازيلي الراحل بيليه إلى الدوري الأمريكي في سبعينيات القرن الماضي، وما تلاه في تلك الحقبة من التحاق كوكبة من نجوم كرة القدم أمثال كرويف والقيصر بيكنباور ومولر وجورج بيست، وغيرهم، أثر إيجابي في انتشار اللعبة في الولايات المتحدة، والإقبال عليها من قبل الشبان والجمهور. وقد نتج عن ذلك -أيضاً- أن انضم إلى الأندية الأمريكية في العقدين الأولين من القرن الحالي عدة نجوم، نذكر منهم بيرلو وكاكا وبيكهام ولامبارد وروني، أسهموا في ازدياد شعبية اللعبة في البلاد وفي تطويرها. 

وقد تفطنت اليابان خاصة، وبدرجة أقل كل من الصين والهند، إلى فوائد استقطاب نجوم عالميين؛ فالتحق بالدوري الياباني، منذ تسعينيات القرن الماضي، عدد من اللاعبين الكبار كالبرازيلي زيكو والإنجليزي غاري لينيكر والفرنسي بازيل بولي، وما يزال إنييستا نجم برشلونة والمنتخب الإسباني السابق ينشط في اليابان منذ عام 2018 إلى الآن، فيما احتضنت أندية صينية لاعبين مشهورين، من بينهم ديدييه دروغبا وروبير بيريز، والتحق البرازيلي روبيرتو كارلوس، لاعبًا ومدربًا، بنادي دلهي دياناموس في الهند في عام 2015.

وكانت البطولات الخليجية قد شهدت، بدورها، موسم هجرة، ظل متصلًا، بدرجات متفاوتة، لعدد كبير من كبار نجوم الكرة العالمية، حظي منه الدوري القطري بنصيب الأسد، إذ استقطب نجم المنتخب الأرجنتيني وهدافه الفذ باتيستوتا الملقب بباتيغول، إلى جانب أسماء لامعة في سماء كرة القدم على غرار بيب غوارديولا وراؤول وتشافي وويسلي شنايدر وجيمس رودريجيز ومارسيل ديسايي وفرانك لوبوف وجونينيو وغيرهم. 

واحتك اللاعبون السعوديون بنجوم كبار أمثال ريفلينو وطارق ذياب ولويس غوستافو وبافيتنبي غوميس وديفيد أوسبينا راميريز، والقائمة تطول. 

كما انتقل إلى الإمارات جورج ويا قائد منتخب ليبيريا ونجم باريس سان جيرمان الأسبق، والرئيس الحالي لجمهورية ليبيريا، وكذلك مهاجم المنتخب الفرنسي الأسبق ديفيد تريزيغيه. 

واليوم، يعد انتقال رونالدو إلى السعودية بفتح الأبواب أمام التحاق نجوم آخرين بأندية سعودية وقطرية، بشكل خاص، وربما بأندية إماراتية وكويتية.

وانضم، بالآونة الأخيرة، نجم وسط المنتخب الأرجنتيني وأندية باريس سان جيرمان وروما وباليرمو سابقًا، خافيير باستوري، إلى الدوري القطري، وقد بات يتردد الحديث عن مساع لأندية سعودية من أجل التعاقد في المستقبل مع عددٍ من اللاعبين العالميين، من بينهم ميسي وراموس وهازارد ومودريتش.

ومما لاشك فيه أن نشاط مثل هؤلاء النجوم وغيرهم في البطولات الخليجية سيعزز تطور كرة القدم وتقدمها وانتشارها، ويسهم في صقل المواهب الخليجية ويحسن مهارات اللاعبين ويرتقي بأدائهم وفنياتهم، ويتعلم منهم الشبان ويقتدون بهم وينسجون على منوالهم في مسيرتهم الرياضية، داخل الميدان وخارجه.

بإلإضافة إلى ما يترتب عن ذلك من فوائد اقتصادية وترويجية وإعلامية تجنيها الأندية والدوريات والبلاد عامةً، مستفيدين خاصةً من الثمار والنتائج التي حققها النجاح الباهر لتنظيم مونديال قطر الأخير وإسهاماته الكبيرة في تقديم وجه نموذجي رائع للمنطقة، وتصحيح للصورة النمطية التي تروج لها افتراء بعض الأوساط المغرضة. 

كما لا يجب أن يغيب عن الأذهان ما باتت تحظى به الرياضة عامةً، وكرة القدم خاصةً، من تأثير "سلمي" متعاظم في العلاقات الدولية من خلال قوة الإقناع التي تعرف بـ"القوة الناعمة"، وما تضطلع به من دور فاعل في الأوساط والدوائر والساحات السياسية والاقتصادية العالمية.

شارك: