الحرب تضاعف معاناة أندية الدوري السوداني

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-07-10 11:43
أرشيفية- من مباراة سابقة في بطولة الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم (winwin)
الخرطوم winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تسببت الحرب التي نشبت في السودان في توقف النشاط الرياضي منتصف أبريل/ نيسان الماضي، وقد تفاقمت المعاناة، وضعفت الموارد قبيل انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، بعد تراجع أسهم اللاعبين، الذين كانت ترصدهم عيون العملاقَين (الهلال والمريخ)، بهدف ترميم الصفوف وسد الثغرات قبل بداية النسخة الجديدة لدوري أبطال أفريقيا.

ويتسبب السباق بين القطبين لانتداب أفضل لاعبي الدوري في ارتفاع واضح في قيمة اللاعبين السوقية، وهو الصراع الذي سيكون غائبًا خلال فترة الانتقالات الصيفية 2023؛ بسبب الحرب، لتفقد الأندية موردًا أساسيًا كان يدر عليها مداخيل كبيرة، ويساعدها في تسيير نشاطها؛ إذ تعتمد هذه الأندية بالأساس على تسويق أفضل نجومها للعملاقَين.

ضربة مزدوجة للأندية

تسببت الحرب في توجيه ضربات موجعة لأندية الدوري؛ بتوقف النشاط الذي ترتب عليه توقف أحد مصادر الدخل، ببيع تذاكر دخول المباريات للجمهور، لا سيما في المباريات ضد الهلال والمريخ، كما تسببت الحرب في تدمير العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة، ليبتعد الميسورون قسرًا عن دعم الأندية عقب تضرر مصادر دخلهم.

وتلقت الأندية ضربة قاضية بركود متوقع لحركة تنقلات اللاعبين الصيفية؛ إذ درجت بعض أندية الدوري على تسويق أفضل نجومها للمريخ والهلال في سباق نصف سنوي معهود في فترتي التسجيلات الشتوية والصيفية بما يعرف في البلاد بنجوم التسجيلات؛ وهم مجموعة لاعبين تُسلط عليهم الأضواء ليكونوا على لائحة المطلوبين في صفوف العملاقَين، فيدور صراع شرس بين الهلال والمريخ، ترتفع خلاله قيمة اللاعبين السوقية لتصل إلى مبالغ قياسية، تُدفع لتلك الأندية، فتنتعش خزائنها، وتصبح قادرة على دعم صفوفها بلاعبين شبان ليكونو نواة للمستقبل ويمكن تسويقهم لاحقًا.

لكن الحرب تسببت في تجفيف موارد الهلال والمريخ، مع توقف دور الإعلام، الذي كان يُسهم أيضًا، بطريقة غير مباشرة، في تسويق اللاعبين عبر تسليط الأضواء على أفضلهم.

عام كارثي

في هذا الصدد، يرى طه باشري، الأمين العام لنادي حي العرب بورتسودان وأحد أقدم الإداريين بأندية الدوري السوداني الممتاز، أن العام الحالي يُعد كارثيًا بكل المقاييس لكل الشعب السوداني.

وقال باشري في حديث خاص إلى موقع "winwin": "أعتقد أن الرياضة في السودان في طريقها للتدمير التام، بعد الخراب الذي لحق بالمؤسسات والشركات، وتسبب في ابتعاد ما تبقى من رجال الأعمال الذين يُسهمون في تسيير الأندية حبًا في الرياضة".

وأردف باشري: "بعض الأندية كانت تعتمد على تسويق نجومها للهلال المريخ، ونادي حي العرب يُعد رائدًا في المجال؛ إذ نحرص على استكشاف المواهب بالحواري ونصقل موهبتهم، ومن ثم نسوقهم للناديَين بمبالغ كبيرة تساعد كثيرًا في تسيير النشاط في بقية الموسم، ونوفي بها بالتزامات عديدة تكون مُعلقة حتى فترة الانتقالات".

واستبعد باشري حدوث أي نشاط في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، وقال: "الكثير من الأندية لن تستطيع تدعيم صفوفها حتى بلاعبين ناشئين. نملك أكثر من لاعب مميز، وكنا بصدد تسويقهم، وسننتظر العرض الأفضل من الهلال والمريخ، بالرغم من أننا سنشارك في الكونفيدرالية إن وجدنا الدعم المالي".

واختتم باشري حديثه قائلًا: "أعتقد أن الحرب التي نشبت بالبلاد أعادتنا عشرات السنوات (إلى الوراء)، وستكون أضرارها بالغة في الحاضر والمستقبل".

ركود مُنتظر

في السياق ذاته، أكد الأمين العام لنادي حي الوادي نيالا، قطبي الطيب، أن الحرب فاقمت من معاناة الرياضة بالبلاد، وقال الطيب في حديث خاص إلى موقع "winwin": "نحتاج لسنوات حتى نستعيد عهدًا كنا فيه متخلفين عن ركب دول سبقناهم وأسهمنا في تطويرهم".

وأضاف قطبي: "أعتقد أن الأوضاع مأساوية بسبب الحرب، ولا أعتقد أن الأضرار يمكن تفاديها بسهولة. كل الأندية تأثرت، ولحق الدمار بالمنشآت الرياضية، وستتسبب الحرب في اندثار أندية عريقة، تعتمد بالأساس على الميسورين من رجال الأعمال، وحكومات الولايات، ولن تجد في المستقبل القريب لا رجال مال ولا سلطات يمكن أن تساعد هذه الأندية على النهوض".

وأكد قطبي أن الكثير من الأندية كانت تعتمد على تسويق نجومها للهلال والمريخ، قائلًا: "فعليًا، بعض الأندية كانت تعتمد على تسويق اللاعبين للعملاقَين، ومن ثم تستطيع تسيير نشاطها لموسم أو ربما موسمين، وأتوقع فشلًا ذريعًا لفترة الانتقالات المقبلة، التي سيكون عنوانها العريض الركود".

وأردف الطيب: "ما الذي ستستفيده الأندية التي ستدعم صفوفها والنشاط مُعلق ما خلا مشاركات المنتخبات؟ بطبيعة الحال، لن نستسلم، وسنجتهد للتقليل من الأضرار، لكن الأوضاع سيئة بكل المقاييس، ومعاناة الأندية ستزداد حتى إن توقفت الحرب".

شارك: