الحالة الغامضة للاعب وسط منتخب مصر حمدي فتحي

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-23 12:28
-
آخر تعديل:
2024-01-23 19:01
حمدي فتحي لاعب منتخب مصر لكرة القدم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تأهل منتخب مصر بشق الأنفس إلى الدور الثاني من كأس أمم أفريقيا، بعدما تعادل في 3 مباريات، مكررًا سيناريو نادر الحدوث، بالتأهل كوصيف للمجموعة بثلاث نقاط، ليواصل منتخب "الفراعنة" مشواره بحثًا عن الكأس الثامنة في تاريخه، فيما نسلط الضوء على أداء لاعب خط الوسط حمدي فتحي مع المنتخب.

المصريون وجدوا أنفسهم متأخرين في النتيجة، بعد تسجيل الرأس الأخضر لهدف التقدم في المباراة، ثم قلب محمود تريزيغيه ومصطفى محمد النتيجة في الشوط الثاني، قبل أن يسجل متصدرو المجموعة هدف التعادل، الذي زلزل قلوب المصريين خوفًا من فقدان وصافة المجموعة، إلا أن موزمبيق حافظت لمصر على تأهلها المباشر، بعدما سجل مدافعهم رينيلدو هدف التعادل في مرمى غانا.

على عكس سير المباراة، تمكن منتخب الرأس الأخضر من تسجيل هدف التقدم، بعد أخطاء بالجملة من دفاع ووسط المنتخب المصري، أسفرت عن تسجيل هدف أجبر "الفراعنة" على الخروج بخطة هجومية واضحة في الشوط الثاني.

الهدف بدأ بفقد إمام عاشور الكرة في خطأ عادي، وعدم قدرة مروان عطية على استردادها، قبل أن يقدم أحمد حجازي فاصلًا غريبًا من التعامل السيئ مع الكرة، أنهاه بتقليص حجم جسده بعد ضمه قدميه، ليسدد مهاجم غينيا الاستوائية جيلسون تافاريس بيسراه في مرمى محمد الشناوي.

لكن وسط كل الانتقادات التي طالت كل لاعبي المنتخب المصري، ممن كانوا شاهدين على اللقطة، لم يأتِ أحدٌ على ذكر واحد من المخطئين بشدة في تلك اللقطة، وهو حمدي فتحي.

محمد النني × حمدي فتحي .. التطرف على النقيضين

اشتهر لاعب وسط الوكرة طوال السنوات الماضية بالتدخلات الدفاعية المميزة، وتزحلقه لاستخلاص الكرة في أغلب الأوقات، بعرقلات مشروعة مهمة في منتصف الملعب، وهو ما جعله أحد أكثر اللاعبين المحبوبين في صفوف فريقه السابق الأهلي المصري، قبل أن يحجز لنفسه مكانًا في تشكيلة منتخب مصر مع وصول كارلوس كيروش إلى سدة الحكم الفني لحامل اللقب الأفريقي، في سبع مناسبات سابقة.

وفضّل البرتغالي كيروش، حمدي فتحي على لاعب وسط ضمك الحالي طارق حامد، الذي شغل هذا المكان لعدة سنوات، أبرزها حقبته مع الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي قاد مصر لكأس العالم 2018، بعد 28 عامًا من الغياب.

ملخص مباراة مصر والرأس الأخضر (2-2) في كأس أمم أفريقيا 2024

يمكن وصف حمدي فتحي بالنقيض التام لمحمد النني. يتّبع لاعب أرسنال أسلوب إغلاق المساحات، بدلًا من الضغط على المنافسين، وهو أسلوب لعب لا يعجب كثيرًا من المتابعين الذين يطلقون عليه في مصر "التحليق"، فهو أسلوب لا يحقق كثيرًا من الأرقام، إذ لا يكون اللاعب بطلًا للقطات منفردة بالتدخلات الدفاعية، بل يفضّل إبعاد الخطورة عبر إغلاق الخيارات التمريرية والاختراقية أمام حامل الكرة، أو حتى الساعي إلى تلقيها أمام منطقة الجزاء.

لكن لاعب بازل والمقاولون العرب الأسبق، كثيرًا ما يبالغ في اتباع هذا الأسلوب من دون إدراك لأهمية التدخل الدفاعي، عندما تفرض عليك بعض المواقف هذا الأمر، حتى وصل الأمر بالنني إلى ما يشبه نسيان أن عليه أحيانًا القيام بتلك التدخلات الدفاعية، ربما لعدم إجادته لها أحيانًا كما حدث مع نجم غانا محمد قدوس، الذي لم يجد صعوبة كبيرة في تجاوز النني وتهيئة الكرة على قدمه اليسرى ليطلقها في شباك الشناوي، من خارج منطقة الجزاء.

أما حمدي فتحي فبوصلته الدائمة تكون مع حامل الكرة، إذ يسعى لاعب إنبي السابق إلى الضغط ومحاولة استعادة الكرة بأي طريقة، غير عابئ أحيانًا بضرورة تحديد الأولويات؛ ففتحي مستعد في أي لحظة لترك مكانه الذي من المفترض أن يكون فيه ليذهب للضغط، والقيام بعرقلة محتملة أملًا في الفوز بالكرة.

وإن كان النني يلاقي انتقادات كثيرة على طريقة أدائه، فإن فتحي لا يلقى نفس الكم من الانتقادات، ربما لأن النجاح في بعض من تلك التدخلات التي تلفت العين، قادر أحيانًا على إخفاء عيوب هذا الأسلوب المُبالِغ في السعي نحو الكرة.

مثل هذه العيوب ظهرت جليّة على سبيل المثال، في أول اختبار مهم لللاعب حمدي فتحي على المستوى الدولي، وذلك خلال مباراة نيجيريا في افتتاح مباريات مصر في أمم أفريقيا السابقة، عندما لعب كارتكاز ونجح كليتشي إهيناتشو وأكثر من لاعب آخر من "النسور الخضر" في استغلال الصحراء الجرداء بين فتحي وقلبي دفاع الفراعنة، التي نتجت من اندفاعات حمدي المتكررة لمحاولة استعادة الكرة، رغم وجود لاعبي محور في مركز 8 قادرين على القيام بهذا الدور.

وحتى في حال عدم قيامهما بهذا الدور بالشكل المثالي، فإن خيار فتحي بالتقدم للأمام دائمًا لم يكن موفّقًا، إذ كلف المنتخب المصري ما هو أكثر بكشف خط الدفاع.

حمدي فتحي الجندي المنسي في هدف الرأس الأخضر الأول

تبدأ لعبة هدف الرأس الأخضر برمية تماس. عليك أن تعرف أولًا أن حمدي فتحي يشغل مركز لاعب الوسط الأيمن في طريقة 3/3/4، وكان يحاول المساهمة في الضغط على عناصر الرأس الأخضر، ومع ذلك لم يستطع منع باتريك أندرادي من تسلم رمية التماس ولعبها عالية، قبل أن ينفصل فتحي تمامًا عن الواقع بعد ذلك.

مصر

تُرد الكرة من جديد ليدخل إمام عاشور في صراع مع ريان مينديس، ينتهي بتفوق الأخير وتحركه للأمام، لكن أثناء هذا الصراع لا يتحرك حمدي فتحي قيد أنملة للعودة لمركزه المفترض، بل ينشغل بويلي سيميدو الذي لا يحتل مكانًا مهمًّا في الملعب، قبل أن يتحول لمشاهد للعبة.

مصر
مصر

لم يرتد فتحي بسرعة أبدًا إلى مركزه، لتتحول الكرة إلى منطقة كان يُفترض أن يكون مساهمًا مهمًّا جدًّا في إيقاف أي خطورة منها، قبل أن يقدم أحمد حجازي مردودًا دفاعيًّا رديئًا أدى إلى تسجيل الهدف عن طريق جيلسون تافاريس، الذي استفاد من وضعه في موقف 1 على 1 مع حجازي، ولم يكن أبدًا ليكون بنفس الشكل لو كان فتحي قد آثر العودة إلى مناطقه، وإدراك أن تغطيتها أهم كثيرًا من محاولة الضلوع في معركة ليست بمعركته.

مصر
مصر
حمدي فتحي

هذه الحالة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة للاعب لا يُنتظر منه الكثير من المساهمات الهجومية التي يقدمها إمام عاشور على سبيل المثال، أو حتى تقترب منها، لكن من المؤكد أنه يُنتظر منه ما هو أفضل دفاعيًّا.

يمكن وصف حالة حمدي فتحي بالحالة الغامضة، فهو واحد من أقل اللاعبين تعرضًا للانتقاد، وذلك رغم أن خط وسط مصر بالكامل قد تغير، فتحسّن هجوميًّا بإمام عاشور أو دفاعيًّا بمروان عطية، بينما فتحي لا يقوم بالمهام المنتظرة منه في بعض الأوقات.

شارك: