الجماهير المغربية تطالب بتحكيم أجنبي لبقية الموسم
أطلقت صفحات أنصار ومشجعي أندية الدوري المغربي لكرة القدم، على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حملةً تطالب من خلالها الاتحاد المغربي باعتماد حكام أجانب في مباريات الموسم الرياضي الحالي المتبقية، في "هاشتاغ" عنوانه: "تحكيم أجنبي مطلب جماهيري".
وجاءت هذه المطالب بسبب استمرار الأخطاء التحكيمية في مباريات الدوري المحلي، إلى درجة باتت معها خطابات الاحتجاج على الحكام مسألة روتينية بعد المباريات، حتى أن مباراة نهضة بركان والوداد الرياضي لحساب الجولة 19، عرفت احتجاج الناديين معًا على الطاقم التحكيمي الذي أدار المباراة، وخرجا ببلاغين "ناريين" ينتقدان فيهما التحكيم بشدة.
أخطاء متكررة دون عقاب
وعبّرت الجماهير المغربية المشجعة لمختلف الأندية، عن استيائها الشديد من الأخطاء المتكررة للحكام في الدوري، بالرغم من وجود تقنية الفيديو المساعد "var"، مبدية تخوفها من تأثير القرارات التحكيمية المجانبة للصواب على مصير لقب الدوري المغربي الذي دخل ثلثه الأخير ببلوغه الجولة الـ 20.
وتساءلت مجموعة من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي عن الجدوى من عقد مديرية التحكيم التابعة للاتحاد لقاءات إعلامية أسبوعيًّا لمناقشة القرارات المثيرة للجدل التي ارتكبها حكامها في المباريات، بالرغم من اعترافها في أكثر من مناسبة بحدوث أخطاء مؤثرة، دون أن يفضي ذلك إلى إعادة الحق إلى الفريق المظلوم، أو معاقبة الحكم المسؤول عنها.
طاقم تحكيمي في قلب العاصفة
وأعادت الأحداث الأخيرة مطالب بالاعتماد على حكم أجنبي للمباريات الحاسمة، إمّا في تحديد بطل الدوري أو في هوية الناديين اللذين سيودعان الدرجة الاحترافية الأولى، وتسبب الحكم نبيل برقية في أزمة كبيرة، بسبب قراراته في مباراة نهضة بركان والوداد، التي انتهت بالتعادل (3-3) بعد احتساب ركلة جزاء لبركان في الوقت الإضافي، احتج عليها الوداد كثيرًا.
كما احتج بركان على هدف الوداد الثالث بسبب الكيفية التي لعب بها لاعبو الوداد مع الكرة بشكل خاطئ في منتصف الملعب مع لمس مدافع الوداد للكرة بيده قبل دخولها الشباك.
وعلم موقع "winwin" من مصدر خاص، أن طاقم تحكيم مباراة بركان والوداد، مُهدَّدٌ بعقوبة الإبعاد عن إدارة المباريات إلى غاية نهاية الموسم الجاري، لا سيما أن الدقائق الأخيرة من المباريات عرفت حدوث تجاوزات كثيرة.
وانتشرت مقاطع فيديو وثقتها مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار غضب الاتحاد المغربي، فيما سارعت مديرية التحكيم إلى استدعاء الحكام الذين أداروا المباراة، من أجل استجوابهم بشأن دوافعهم من وراء اتخاذهم قرارات مثيرة للجدل والتي كان من شأنها أن تزيد من وتيرة الغضب الجماهيري على الحكام.
خبير تحكيمي مغربي : "الحكام يعانون الإرهاق بسبب كثرة الانتقالات"
يرى محمد الموجه، الحكم الدولي المغربي السابق والخبير التحكيمي، أن الحكام الذين يواجهون اليوم الانتقادات، هم أيضًا ضحايا طريقة التسيير والتعيينات التي تنتهجها مديرية التحكيم.
وتابع في حديثه لـ"winwin" : "لو كان الحكام يملكون حق إصدار البيانات الصحافية؛ لاحتجوا بدورهم على التعب والإرهاق من كثرة الانتقالات".
وأبدى استغرابه في مواصلة تعيين مجموعة صغيرة من الحكام، في ملاعب تقع بمختلف جهات المغرب في ظرف زمني متقارب، رغن أن مديرية التحكيم المغربية تتفاخر بتوفيرها 887 حكمًا في مختلف الدرجات الاحترافية ومنافسات الهواة.
واعتبر الموجه أن المستوى التحكيمي في المغرب بلغ درجة بات معها التغيير ضروريًّا على مستوى المسؤولين عنه، باعتبار أن "معظم الوجوه التي سيّرت قطاع التحكيم منذ 20 سنة هي نفسها التي ما زالت في مراكز صنع القرار.
وتابع قائلًا: "حذّرتُ قبل الجولة الأخيرة من تعيين حكم بين ملعبين في مدينتين متباعدتين في ظرف زمني قصير، فالحكم هو في نهاية المطاف إنسان يؤثر فيه التعب وقلة النوم بما يضعف تركيزه ويزيد احتمالية اتخاذه قرارات خاطئة في المباراة، وهو ما ينطبق أيضًا على حكام غرفة الفيديو، أظن أن الإشكال في المغرب يكمن في التسيير وليس في كفاءة الحكام".
واختتم الحكم الدولي السابق بضرورة إدخال إصلاحات عميقة في الجهاز المسؤول عن التحكيم في الاتحاد المغربي، والتحرك في أسرع وقت من أجل إعادة الأمور إلى نصابها عبر تحديد المسؤوليات، وإعادة النظر في التعيينات غير المبنية على أسس علمية تحترم المعايير المعمول بها في الدوريات الكبيرة عربيًّا ودوليًّا.