الجرح اسمه أوزيل
لم تكن التصرفات الشاذة للاعبي ألمانيا دفاعا عن حقوق المثليين سببا فى خسارة الفريق لمباراته ضد اليابان، ولا لخروجه المبكر من الدور الأول لكأس العالم قطر 2022.. فقد سبق للألمان الخروج بالطريقة نفسها وفي الدور نفسه على يدي المكسيك والسويد في النهائيات السابقة 2018 في روسيا، وبعد هزيمة مذلة من كوريا الجنوبية. ووقتئذ لم يهتم الألمان بحقوق المثليين في روسيا رغم أنها ممنوعة ومحظورة ومجرمة في روسيا أيضا مثل قطر.
نظرة أعمق نحو الانحسار الحاد للمنتخب الألماني في السنوات الـ6 الأخيرة بعد أن توج بطلا في مونديال 2014 في البرازيل، تكشف أن الألمان وقعوا في سلسلة من الأخطاء خارج ملعب كرة القدم، وأسفرت عن تراجعهم المهين داخل الملعب.. وأغلب تلك الأخطاء تعلقت بمواقف عنصرية أو بالعداء غير المبرر لمواقف إنسانية بحتة.. ولا ينسى أحد كيف فرّط منتخب ألمانيا بعنصرية مقيتة بجهود ومهارات مسعود أوزيل (التركي الأصل)، رغم أنه كان نجمهم الأعلى موهبة، وأنه صاحب الفضل الأكبر في التتويج بالكأس 2014، ولم يكن إبعاده لسبب رياضي أو أخلاقي بل لأنه التقط صورة شخصية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولأنه دافع عن حقوق المسلمين الإيغور في الصين.
واقعة طرد منتخب ألمانيا (وأنديتها لاحقا) لأوزيل تمثل حجر الزاوية في خلط السياسة بالرياضة، في توقيت كان للألمان صدارة العالم كرويًا.. وانتهى بهم الأمر للخروج المهين من المونديال لمرتين متتاليتين مع عجز تام للمنتخب في بطولات الأمم الأوروبية.
العجيب أن عنصرية الألمان ضد أوزيل امتدت إلى المونديال الحالي، وحاول مشجعو ألمانيا الموجودون في مدرجات قطر، بعد هزيمة فريقهم وخروجه، أن ينتزعوا وبشراسة وعدوانية عددا من الصور التي حملها المشجعون لأوزيل تعبيرا عن دعمهم للنجم الألماني المحترم.
لا أدافع عن أوزيل ولا عن مواقفه الشخصية، ولكنني أضع يدي على الجرح النافذ الذي فتحه الألمان في جسد منتخبهم ولا يزال ينزف حتى الآن.