البنزرتي يكشف لـ"winwin" عن مرشحيه لنيل دوري أبطال إفريقيا
يعول المدرب التونسي فوزي البنزرتي على خبرته الطويلة على المستوى الإفريقي وفي الدوري المغربي لتحقيق نتائج باهرة وما ينتظره أنصار الوداد البيضاوي في الموسم الجديد وبالذات في مسابقة دوري أبطال إفريقيا بعد خسارة اللقب في الأمتار الأخيرة في السنوات الثلاث الماضية.
وتعد تجربة البنزرتي الحالية التي انطلقت في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي هي الثالثة له مع الفريق البيضاوي، فقد سبق له أن قاد الفريق إلى رفع كأس السوبر الإفريقي سنة 2018، والتتويج بلقب الدوري المغربي الممتاز سنة 2019، بالإضافة إلى وصوله إلى نهائي أمجد كؤوس القارة السمراء في المباراة الشهيرة أمام الترجي التونسي والتي انتهت بقرار محكمة التحكيم الدولي الذي أعطى اللقب في النهاية للفريق التونسي.
واكتسب البنزرتي بفضل إنجازاته الرائعة في المغرب محبة الجماهير وكذلك تقدير أعلى هرم في السلطة المغربية، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2013، وقلده ملك المغرب محمد السادس وساما بدرجة ضابط بعد أن قاد الرجاء البيضاوي لمركز الوصافة ضمن مسابقة كأس العالم للأندية.
كما لا يمكننا الحديث على مسيرة شيخ المدربين التونسيين دون الإشارة إلى نجاحاته الكبيرة في تونس طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن في الملاعب التونسية رفع خلالها لقب الدوري التونسي 9 مرات، كان أشهرها على الإطلاق لقب بطولة 1990 مع النادي الإفريقي إضافة إلى إنجازات أخرى في كأس تونس والسوبر التونسي.
أما على الصعيد القاري والعربي فقد نجح في تحقيق أول لقب في الأبطال للترجي سنة 1994، والكأس الممتازة سنة 1995، وأيضا حقق ثلاث مرات مع فريق باب سويقة لقب البطولة العربية، كما نجح في التتويج بكأس الاتحاد الإفريقي مع النجم الساحلي سنة 2006 و2015.
وعكس تجاربه مع مختلف الفرق التي أشرف على تدريبها، خلفت تجربته مع الصفاقسي الكثير من الجدل خصوصًا الأخيرة، حيث تعاقد مع فريق عاصمة الجنوب في آب / أغسطس الماضي، لكنه لم يلبث أن غادره قبل بداية هذا الموسم ليتعاقد مع فريق "وداد الامة".
كما يعتبر جانب كبير من الجمهور التونسي أن الفني المخضرم، البالغ من العمر 71 عامًا لم يحظ بفرصته الكاملة مع منتخب نسور قرطاج.
موقع winwin أجرى حوارا خاصا مع البنزرتي تعرض فيه لجملة من المسائل التي بقيت غامضة لدى الجمهور التونسي كما تحدث عن الوداد وما ينتظره في الدوري ودوري الأبطال.
بداية كيف كانت بدايتك مع الوداد في تجربتك الثالثة معهم، هل أنت راض على النتائج المحققة حتى الآن؟
الانطلاقة لم تكن سهلة بالمرة، سواء في الدوري المغربي أو في الدور التمهيدي لمسابقة دوري الأبطال، وذلك لأن المجموعة تغيرت كثيرا على ما كان متوفرا لدي سنة 2019 عندما غادرت الفريق.
ولكن على أية حال النتائج إلى حد الآن تعتبر مقبولة في الدوري وبعد مرور 5 جولات انهزمنا مرة واحدة أمام أولمبيك.. آسف جدا كان يمكن تفاديها وفي دوري الأبطال تمكن الفريق من حجز بطاقة العبور نحو دور المجموعات.
لقد أظهرنا شخصية قوية في تعويض خسارة الذهاب وانتصرنا بثلاثية نظيفة أمام فريق الملعب المالي صعب المراس.
وما هو تعليقك عن المجموعة الثالثة التي وقع فيها الوداد رفقة حوريا كوناكري، كايزر الجنوب إفريقي، و بيترو أتليتكو الأنغولي، هل هي في المتناول؟
طبعا فريقي مرشح فوق العادة للتقدم أكثر في المسابقة وهو يقدر الفرق الكبيرة دائما ويلعب للتتويج وتكرار المحاولة من أجل الحصول على اللقب، ولكن هذه المجموعة ليست سهلة بالمرة.
لدي خبرة ما يقارب 20 سنة في إفريقيا وأدرك جيدًا صعوبة مواجهات فرق القارة السمراء إذا استسهلت المنافس أو لم تستعد للمواجهة بالشكل المطلوب توقع الهزيمة مهما كانت قوتك.
فريق حوريا صعب ولديه مجموعة متجانسة وباتت لديها خبرة المشاركة في دوري الأبطال وبيترو أتليتكو يعبر عن الكرة الأنغولية السريعة والجميلة وفرق جنوب إفريقيا تعتبر من بين الأقوى والأكثر تنظيما في القارة الإفريقية.
ومن ترشح للفوز بلقب هذه النسخة من المسابقة، هل فريقكم قادر على التتويج باللقب بعد فشلكم في المحاولة في آخر ثلاث سنوات؟
حاليا لا يمكن أن أجزم أن فريقي باستطاعته الفوز هذا العام، الأمور مازالت مبكرة بعض الشيء على توقع تتويج الوداد. ولكن أرشح فرق الأهلي والزمالك والترجي و الوداد لنيل اللقب.
بصراحة الجميع أصبح يستعد جيدا لهذه البطولة القوية جدا في السنوات الأخيرة والنظام الجديد يقلل من نسبة حدوث المفاجأت بعد دور المجموعات. كما أن جماهير الفرق العربية أصبحت تنتظر بفارغ الصبر، دربيات بلدان شمال إفريقيا ولا تتقبل الهزيمة أمام بعضها البعض.
على ذكر الجماهير، ألا تفتقد أنصار الوداد وما تصنعه من أجواء في مدرجات مركب محمد الخامس وغيرها من الملاعب المغربية؟
يضحك.. الجماهير المغربية بشكل عام وجماهير وداد الأمة بالذات رائعة وهي تشبه كثيرا الجماهير اللاتينية وما تصنعه من صخب وفرجة في المدارج وأنا أشتاق لها حقا. ولكن ضغطها ما يزال كبيرا، ودائما تطالب بالمزيد من خلال صفحات التواصل الاجتماعي. لا أخفي عليك كسب رضا ومحبة الجماهير الودادية ليس بالأمر الهين أبدًا.
نعود لأخر تجربة لك في تونس.. جماهير النادي الصفاقسي لم تغفر لك طريقة خروجك والإدارة قررت أن ترفع شكوى ضدك بسبب ما اعتبروه إخلالًا بالتزامك معهم بماذا تعلق؟
سأكون معك صريحًا للغاية، في الظروف الحالية لا يمكن النجاح في صفاقس لأن النادي يعاني ماديًا إلى أقصى حد و مازال الوضع المالي للفريق لم يظهر بالصورة الحقيقة للجماهير، و لأبسط لك أكثر وللجماهير الوضع في الفريق، وضع النادي الصفاقسي يشبه كثيرًا الوضع في الإفريقي.
وإن لم يحصل تدخل والتفاف من رجال الأعمال في صفاقس سيتأزم الوضع أكثر. لقد انتظرت كثيرًا، طالبت بأشياء معقولة لتحسين التركيبة البشرية ودفع مستحقات اللاعبين ولكن هذا لم يحصل، لذلك قررت الرحيل في النهاية.
أما في موضوع الشكوى ضدي، أنا متأكد من سلامة وضعيتي القانونية وخروجي من الفريق لا ينتظر فسخ أي عملية تعاقدية تربطني بالفريق ولا يتوقف أيضا على موافقة إدارة النادي الصفاقسي. ببساطة لأن عقدي معه لم يكن مسجلًا رسميا عند المصالح المختصة.
بعد مسيرة طويلة في الملاعب العربية، هل مازال فوزي البنزرتي ينتظر فرصة تدريب منتخب تونس للمرة الرابع في مسيرته؟
إذا استمر وديع الجريء في رئاسة الاتحاد التونسي لكرة القدم، بالتأكيد لن أدرب المنتخب هذا الرجل قام بكل ما بوسعه حتى أشرف على المنتخب بعد كأس العالم الماضية، تركت فريقي الوداد لأدرب منتخب بلدي، دون المطالبة بمستحقاتي المادية، دون شروط، و لكن تعامل معي بطريقة سيئة للغاية.
ربما لأنه أدرك مع البنزرتي لا يستطيع التدخل في شؤون لا تعنيه، و لا يمكن السيطرة علي و على إختيارتي الفنية. إختلق كذبة دخولي الصراعات مع اللاعبين و هو بالتأكيد حكاية من الخيال. علاقتي الطيبة مع كل اللاعبين دون إستثناء..
أخيرًا كيف تقييم انطلاقة أسماء جديدة في عالم التدريب في تونس؟
هناك مجموعة من الأسماء الواعدة والتي بإمكانها النجاح لسنوات طويلة في تونس وفي الدوريات العربية سأذكر منهم معين الشعباني، هو بالأرقام وبالألقاب ناجح بامتياز يجب على الجماهير أن تقلل من ضغطها القوي على الإدارة وتتركه يعمل بأريحية وحتى تتوفر كل ظروف النجاح. نجاح الترجي في الاستمرارية، و أتوقع أن يكون له مستقبل باهر.